مصدر في "حماس": أبدينا مرونة في مختلف الملفات دون التنازل عن شروط المقاومة الرئيسية



أكد مصدر مطلع في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن حركته ماضية في جهودها لوقف العدوان المتواصل على قطاع غزة، "وقد أبدت مرونة كبيرة في عدد من الملفات في سبيل تذليل العقبات لوضع حد للإبادة الجماعية في القطاع، لكن دون التنازل عن مواقفها المعروفة وشروط المقاومة التي أعلنتها منذ بدء المفاوضات" على حد تعبيره.

وشدد المصدر، الذي رفض الإشارة إلى اسمه، في حديث لـ"قدس برس" على أن الوسيطين المصري والقطري "لمسا جدية حماس وانفتاحها على كثير من الأفكار... ومن هذا المنطلق جاءت موافقة الحركة على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعية لإدارة قطاع غزة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف لمجابهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية وترجمة ما جرى التوافق عليه وطنياً من اتفاقات شاملة عملياً تخدم قضايا الشعب الفلسطيني".
 

وأعرب المصدر عن أمله بإنجاز كل ما يتعلق بهذه اللجنة من حيث صدور مرسوم بتشكيلها والتوافق على أعضائها، حتى تشرع فورا بالقيام بما هو منوط منها، لافتا إلى أن "اللجنة ليست بديلا عن أحد، ولا تسعى لتعزيز الانقسام والانفصال بين الضفة وغزة، كما صرح البعض، مشددا على أن دورها إغاثي بالدرجة الأولى".
 

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح، أعلن رفض اللجنة لمقترح تشكيل لجنة الإسناد بغزة، وقال في تصريح صحفي مقتضب إن اجتماعًا عقد للجنة التنفيذية؛ "لم يشارك فيه"، حيث صوّت الأعضاء خلاله برفض تشكيل اللجنة.
 

وعلى صعيد المفاوضات بشأن وقف الحرب على غزة، أشار المصدر إلى أن "حماس" لم تتسلم أي مقترحات أو أوراق رسمية من الوسطاء تتعلق بعروض جديدة لوقف العدوان، "ولكن الوفد الذي زار القاهرة مرتين خلال المدة القليلة الماضية، حمل موقف الحركة ذاته، وبالمقابل أبدى استعداده لدراسة أي مقترحات لا تمس الثوابت" على حد تعبيره.
 

وكان رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قد صرّح، أمس السبت، بأن بلاده عادت إلى دور الوساطة بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب في قطاع غزة، وذلك بعد أن رأت زخماً جديداً عقب الانتخابات الأميركية.
 

وقال: "بالنظر إلى نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل، فهي ليست كبيرة ولا جوهرية، وليست بالحجم الذي يمكن أن يؤثر في سير المفاوضات". ولفت إلى أن ما يجري في غزة من إبادة جماعية سيؤثر بالمنطقة، وتمتد تداعياته إلى لبنان وسورية، ودعا إلى ابتكار حلول جديدة لإنهاء العنف الراهن في المنطقة والعالم.
 

وكان وفدٌ من حركة "حماس"، يرأسه محمد درويش، رئيس مجلس شورى الحركة، التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في العاصمة القطرية الدوحة.
 

وبحث اللقاء، الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وسط تقارير عن دخول تركيا إلى الأطراف الوسيطة في المفاوضات، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية.

 
وقال فيدان، إن بلاده مستمرة في جهودها، لأجل القضية الفلسطينية، وتستخدم الإمكانات الدبلوماسية لتحريك المجتمع الدولي تجاه الإبادة الجارية والعمل لوقف إطلاق النار.
 

وجاء في بيان لحركة حماس، أن وفد الحركة استعرض المجازر في غزة، والاعتداءات في القدس وسجون الاحتلال، ونتائج اللقاءات الوطنية التي جرت في القاهرة بين وفدي فتح وحماس.
 

وأضافت، أن درويش أبلغ الوزير التركي بأن حركة حماس وافقت على المقترح المصري لتشكيل لجنة إسناد إدارية لقطاع غزة.
 

وكانت حركة "حماس"، في أحدث تصريح لها حول المفاوضات؛ يوم الخميس الماضي، أكدت أن "إسرائيل لا بديل لها عن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وصفقة تبادل"، مشددة أن الضغط العسكري لا يحرر أسراه بل يقتلهم.