ما تفسير العلم لاختلاف درجات تحمل الألم بين الأشخاص؟
سمعنا جميعاً شخصاً يدعي أنه يتمتع بـ "عتبة ألم عالية"، وكأنها علامة على القوة أو المرونة، لكن هل يدعم العلم فكرة أن بعض الناس يشعرون بألم أقل من غيرهم حقاً؟.
الألم هو تجربة تشكلها نفسيتنا وسياقنا الاجتماعي، مع العديد من المتغيرات، وتفسيرها يتنقل من علم الوراثة إلى علم النفس إلى الثقافة، أي أن الألم متنوع ومعقد مثل الأشخاص الذين يعانون منه.
ووفق ورقة بحثية لـ "ذا كونفيرسيشن"، كشفت مقابلات أجراها الباحثان جوشوا بيت وتوري مادن أن التوقعات الاجتماعية تشكل فهمنا للألم منذ سن مبكرة.
ما هي عتبة الألم؟
تشير عتبة الألم إلى النقطة التي يصبح فيها الحدث - مثل الحرارة أو البرودة أو الضغط - مؤلماً.
ويختلف تحمل الألم عن ذلك، فالتحمل يقيس مقدار الألم، الذي يمكن لشخص ما تحمله قبل أن يحتاج إلى الراحة.
وفي حين أن هذين المصطلحين غالباً ما يتداخلان في اللغة اليومية، إلا أنهما يصفان جوانب مختلفة من تجربة الألم.
ما مدى ثبات عتبة الألم؟
ثبات عتبة الألم أمر مثير للجدال، وربما يعتمد على كيفية اختبارها. وتنتج بعض التقنيات نتائج متسقة إلى حد ما.
ولكن عتبة الألم قد تكون "منطقة من عدم اليقين" أكثر من كونها نقطة انتقال ثابتة من عدم الألم إلى الألم.
تتأثر عتبات الألم بمجموعة متنوعة من العوامل البيولوجية، منها ما يرجع إلى الوراثة، والهرمونات، والجهاز العصبي المركزي، والمناعة.
الاختلافات بين الجنسين
غالباً ما يكون لدى الرجال عتبات ألم أعلى من النساء، وقد يكون هذا بسبب الاختلافات الهرمونية، مثل تأثير هرمون التستوستيرون.
من ناحية أخرى، قد تعكس الاختلافات القائمة على الجنس في حساسية الألم الأعراف الاجتماعية التي تتطلب قدراً أكبر من الثبات من الرجال مقارنة بالنساء.
أصحاب الشعر الأحمر
وتوصلت بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص ذوي الشعر الأحمر قد يعانون من الألم بشكل مختلف، وذلك بسبب متغير جين مستقبل الميلانوكورتين-1 (MC1R).
ومع ذلك، فإن الآليات التي تدعم هذا الاكتشاف ليست واضحة بعد. مثلاً، قد يكون لدى أصحاب الشعر الأحمر عتبة ألم أقل لبعض التهديدات، مثل الحرارة، ولكن عتبة أعلى لتهديدات أخرى، مثل الكهرباء. وبشكل عام، فإن الأدلة بعيدة كل البعد عن الحسم.
الجهاز العصبي والألم المزمن
قد يكون لدى بعض الذين يعانون من آلام طويلة الأمد عتبة ألم أقل. وربما هذا بسبب أن الجهاز العصبي في حالة تأهب أعلى للأحداث الضارة المحتملة.
كذلك يمكن للجهاز المناعي أن يؤثر على الإشارات العصبية وعتبات الألم. فقد يؤدي الالتهاب في الجسم، مثل عند الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا، إلى انخفاض عتبة الألم لدى الشخص فجأة.
التأثيرات النفسية والاجتماعية
ترتبط العوامل النفسية، مثل: القلق، والخوف، والقلق بشأن الألم بعتبات ألم أقل.
من ناحية أخرى، قد ترفع استراتيجيات مثل: اليقظة، والاسترخاء، عتبات الألم.
وتشكل المعايير الثقافية والاجتماعية كيفية إدراكنا للألم والتعبير عنه. تشجع بعض الثقافات على الثبات، بينما تعمل ثقافات أخرى على تطبيع التعبير عن الانزعاج علانية.