معاريف: تفكيك «حزب الله» هدف مشترك لنتنياهو والجولاني
ترجمات - معاريف- أميتسا برعام - حتى الآن، ليس هناك ما يؤكد ماهية توجهات النظام الجديد في دمشق، لكن هذا هو وقت التفكير الاستراتيجي الواسع النطاق من دون دوار النجاحات. قبل التفكير فيما سنفعل، بعد أن اقتلع الجيش الإسرائيلي الأسنان السامة لنظام الأسد، علينا أن نكون حذرين بشأن ما يجب ألّا نفعله.
ما دامت سورية لا تشكل خطراً واضحاً على إسرائيل، إذا تفككت هذه الدولة، يجب ألّا تبدو إسرائيل أمام العالم كأنها هي التي فككتها. وإذا أصبحت سورية دولة مستقلة يجب ألّا تكون إسرائيل هي التي قامت بصوغها. لذلك، يجب علينا أن نقدم للدروز في سورية كل المساعدة الإنسانية التي يحتاجون إليها، وأن نحميهم من أي مجزرة، لكن هذا كل شيء. حتى لو كان من الجميل سماع أصوات درزية تطالب بالانضمام إلى إسرائيل، لكن يجب عدم تشجيعها. نعم لعلاقات وثيقة، لكن لا للوحدة السياسية. وما دام لا يوجد تهديد حقيقي، يجب عدم مواصلة التقدم في العمق السوري.
هذا المقال لن يتطرق إلى السياسة إزاء روسيا وإيران وتركيا، التي لها كلها صلة وثيقة بالتغييرات في دمشق، بل سيتطرق إلى بعض النقاط التي توجد فيها مصلحة مشتركة لكلٍّ من إسرائيل والحكم الجديد في سورية. اليوم، يشكل "حزب الله" التهديد الأساسي للحكم في دمشق، الذي لم ينسَ مشاركة مقاتلي الحزب مع النظام في الحرب الأهلية السورية.
إن الهدف المشترك الأكثر أهميةً بين إسرائيل ودمشق هو فرض تجريد "حزب الله" من سلاحه الثقيل، والسماح له بالوجود فقط كحزب سياسي في لبنان. يجب تفكيك كل مؤسسات الحزب التي تشكل دولة داخل الدولة في لبنان، ومنع سيطرته على المطار والمرفأ، وعلى المعابر وغيرها. هناك نحو 70% من المواطنين اللبنانيين يريدون ذلك.
المطلوب في البداية أغلبية الثلثين في البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يكون تابعاً لـ "حزب الله" (لا يوجد رئيس للجمهورية في لبنان منذ عامين). ويقوم الرئيس والحكومة بتشريع قانون بشأن نزع سلاح "حزب الله". وهذا الأمر ممكن من دون انتخابات، لأن جزءاً من الأحزاب التي أيّدت الحزب انتقل بعد الحرب [الإسرائيلية على لبنان] إلى الطرف الثاني. وعندما تكون إسرائيل "الشرطي السيئ"، والغرب والخليج هما "الشرطي الجيد" الذي يقترح إعادة الإعمار، ثمة فرصة في النجاح.
ثمة مصالح مشتركة أيضاً فيما يتعلق بالعراق: يمكن أن تشكل الميليشيات الشيعية في العراق مصدر إزعاج خطِر لإسرائيل، وأيضاً لسورية. تفكيك هذه الميليشيات واستعادة الحكومة في بغداد سيادتها أمران ضروريان أيضاً للولايات المتحدة، ويحظى ذلك بتأييد الأغلبية الشيعية في العراق. وحتى الحكومة العراقية الموالية لإيران في بغداد ستكون سعيدة بالتخلص من الميليشيات.
للنظام الجديد في دمشق مصلحة عليا في إعادة إعمار الاقتصاد المدمر في سورية. لقد جرى القضاء على مصدر الدخل الأساسي للأسد، أي تصنيع الكبتاغون وتصديره، وخصوصاً إلى الأردن والسعودية والإمارات. وإذا اتضح أن النظام في سورية يريد السلام والاستقرار، فمن مصلحة هذه الدول الاستثمار في إعادة إعمار سورية، بدافع الربح، ومن أجل منع استئناف تصدير المخدرات. وفي إمكان إسرائيل المساهمة في إعادة إعمار الاقتصاد السوري بطرق كثيرة، مثلاً في مجال الري، إذ تعاني سورية جرّاء جفاف شديد.