المهندس محمد المعايطة يكتب : اصمت يا خائن!



 كتب المهندس محمد عبدالحميد المعايطة - هو عنوان للمرحلة التي وصلنا اليها بفضل مندرجات اتفاقية وادي عربة ، فالأردن قبل عام ١٩٩٤ بالتأكيد هو غير الأردن بعد عام ١٩٩٤، في نفس العام انتهت رواندا من مذابح أهلية راح ضحيتها لا يقل عن مليون شخص ، لكن هيئت الظروف لرواندا أفاضل من أبنائها غيروا قواعد اللعبة السياسية وقاموا بوضع برنامج وطني مندرجه الأساسي والعمود الفقري له هو إصلاح سياسي حقيقي وليس إصلاح سياسي براق ومزيف يخلو من مضامين سياسية قادرة على ان تحدث تغيير حقيقي في بنية المجتمع وقيمه .

قطعت رواندا شوطاً بعيداً في الازدهار والتنمية والرخاء، وكذلك عدد من الدول الاشتراكية التي ولدت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والتي كانت خلف الأردن بسنوات عديدة وكانت تنتظر الطلبة الأردنيون لإحضار بعض بنطلونات الجينز ، هذه الدول فقط قيض الله لها بعض أبنائها ان يكونوا صادقين في خدمتها وهو ما يشبه لدينا جيل البناة جيل حراثين المنايا وليس جيل الذئاب الذين أتوا لخدمة انفسهم وخدمة من هيئ لهم ودسهم في مؤسساتنا.

ولكن السؤال الكبير يا هل ترى من دسهم في مؤسساتنا وعاثوا فساداً وعبثوا في اخلاقنا وقيمنا ونجحوا نجاحاً كبيراً ، لا أجد جواباً حاضراً لكن كل المعطيات تشير بأن الخراب بدأ في مؤسساتنا بعد عام ١٩٩٤.

اول اخطائنا الكبرى الصوت الواحد وبعده توالت الأخطاء والممارسات الخاطئة والفاشلة والفاسدة حتى وصلنا الى مرحلة تخوين من يطرح رأياً مغايراً لفرسان عصر وحقبة الفاسدين الذئاب.

وصلنا لمرحلة ان نقول للمواطنين " مش شغلك يا مواطن" ، بلغة أخرى احمد ربك أنا قابلينك تظل في الأردن .

وصلنا لمرحلة زيحه يا اخي لأطيح اترفشه إذا ما حكى مثل ما بدي .

دمتم في وطن يطرح فيه الشعارات الإصلاحية الكبيرة والخالية من كل مضمون ،

دمتم في وطن نستورد فيه كل هياكل الديمقراطية والحاكمية الرشيدة لكن تطبيقها معاكس لجوهرها واساسياتها.

دمتم في وطن يرتع ويمرح فيه كل اللي على بالك.

مثل هذه السلوكيات وأكبر هي ما أوصلت الى النتائج عند الجيران.

دمتم في وطن نطلب من الله أن يحميه.