كشف قائد ميداني في أحد فصائل المقاومة الفلسطينية عن سر تصاعد العمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمالي قطاع غزة خلال الآونة الأخيرة، رغم مرور نحو 100 يوم على عدوانه المتواصل على المحافظة.

وقال القائد الميدانيلموقع "الجزيرة نت" إن المقاومين رتبوا صفوفهم لمواجهة طويلة مع قوات جيش الاحتلال قبل بدء العملية البرية في الخامس منأكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد حديث الاحتلال مطولا عن نيته تنفيذ ما يعرف بـ"خطة الجنرالات" الهادفة لتهجير سكان شمال غزة.

وأشار إلى أن"المقاومين يتنقلون عبر مجموعات صغيرة، ويقتنصون أهدافهم بعناية دقيقة، بما يضمن إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال، والاستفادة من الأسلحة والعتاد الذي يمتلكونه لفترة أطول".

وأضاف المصدر"اعتقد جنود الاحتلال بعد مرور أيام طويلة من القتال ونسفهم مربعات سكنية بأكملها على رؤوس مَن فيها أنهم قضوا على المقاومة، وأنه يمكنهم التحرك بحرية دون أن يشكل ذلك خطورة على حياتهم، لكنهم تفاجؤوا بخروج المقاومين لهم من حيث لا يتوقعون".

وأكد أن المقاومين استغلوا الدمار الهائل الذي أحدثه جيش الاحتلالفي شمال القطاع لصالحهم وتمكنوا بسهولة من كشف آليات الاحتلال وتحركات الجنود والانقضاض عليهم".

وتابع المصدر "كما أن العقيدة القتالية للمقاتلين في الميدان لا تعرف في قاموسها الاستسلام للعدو، ويواصلون قتالهم حتى الرمق الأخير".

ولفت إلى أن "جيش الاحتلالاعتقد أن مهمته ستكون أسهل في شمال القطاع هذه المرة، بسبب تكراره دخول عدة مناطق في المحافظة منذ بدء العدوان، لكنه تفاجأ بإعادة ترتيب المقاومة لصفوفها ووضع خطة لأولوياتها".

ونوه القائد الميداني إلى أن "مقاومي فصائل المقاومة المختلفة انخرطوا في عمليات مشتركة، توحيدا للجهود الميدانية ولتحقيق أكبر استفادة ممكنة من العتاد العسكري الذي يمتلكونه".

ومنذ بدء عمليته العسكرية ضدشمالي قطاع في أكتوبر الماضي، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 50 من جنوده آخرهم إعلانه يوم السبت مقتل 4 جنود من لواء "ناحال" إثر تفجير عبوة ناسفة بمركبة عسكرية فيبيت حانون.

وخلال الأسبوع الأخير أعلن جيش الاحتلال مقتل 10 جنود بعمليات للمقاومة في بيت حانون الذي سبق أن اجتاحها مرات عديدة خلال الحرب وزعم أنه قضى على المقاومة فيها.

والشهر الماضي أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أن "جيش الاحتلال يخفي خسائره الحقيقية في قطاع غزة وصورة جنوده المزرية في شمالي القطاعحفاظا على صورتهم".