حين قدّم رئيس الوزراء استقالته من دار الإذاعة وقصّة أقصر حكومة في تاريخ الأردن

 
كتب د. محمد أبو بكر
 

في خمسينيات القرن الماضي كان الأردن يرتبط بمعاهدة مع بريطانيا ، وتم إنشاء حلف بغداد ، الذي كان يضم المملكة المتحدة والعراق وتركيا وإيران وباكستان ، حيث كانت هناك دعوة للأردن من أجل الإنضمام للحلف المذكور بزعامة بريطانيا ، وبحيث يكون بديلا للمعاهدة.

شهد الأردن مظاهرات عارمة رفضا للحلف ، فكلّف الراحل الملك حسين المرحوم هزاع المجالي تشكيل حكومة جديدة على أمل إقناع المواطنين بأهمية الحلف وإيجابياته ، فالتقى العديد من الفعاليات ، غير أن رفض دخول الحلف كان العنوان الأبرز .

وللمرة الأولى في تاريخ البلاد ، هدد موظفو الحكومة ، بعدم الذهاب إلى أعمالهم ، إن وافق الأردن على الإنضمام للحلف ، وكان عدد موظفي القطاع العام آنذاك حوالي عشرة آلاف .

لم يتمكن المرحوم المجالي من تحقيق ماكانت الدولة ترغب به ، فذهب إلى دار الإذاعة في اليوم السادس لتشكيل الحكومة ، ووجه كلمة للمواطنين ، أعلن من خلالها استقالة الحكومة ، ثم ذهب للقصر الملكي ووضع الاستقالة بين يدي الملك ، فكانت أقصر حكومة في تاريخ البلاد عام ١٩٥٥ .