عقب ارتقاء نجل القيادي حمد…قيادة "حماس" وأبناؤها في خندق المقاومة الأول
أعلنت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة، عن ارتقاء عبد الله غازي حمد، نجل القيادي في حركة "حماس" وعضو وفدها المفاوض غازي حمد، بعد حصار ومشاركة في المواجهات ضمن أنفاق رفح جنوب قطاع غزة.
وأكد شقيق الشهيد أن عبد الله استشهد خلال تواجده في الأنفاق، قائلاً: "لقد رحل مقبلًا غير مُدبر، محاصرًا ومشتبكًا في أنفاق رفح، مضى إلى ربّه راضيًا محتسبًا… نم قرير العين يا حبيبي، فقد عشت شجاعًا ثابتًا، وتركْت في قلوبنا وجعًا لا يُنسى، وسيرةً تبقى ما حيينا".
ويعد عبد الله ثالث شهيد يقدمه أعضاء الوفد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عقب الإعلان عن ارتقاء همام وهو نجل القيادي خليل الحية، ونعيم نجل القيادي باسم نعيم.
وحدة القرار والمصير بين قيادة المقاومة وأبناء شعبها
وقال المحلل السياسي إبراهيم المدهون في تغريدة على "فيسبوك"، إن استشهاد عبد الله يأتي في وقت كان والده يشارك في جولات تفاوض دفاعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني، حين كان نجله يقاتل على الأرض دفاعًا عن أهله وأرضه، في مشهد يظهر وحدة القرار والمصير بين قيادة المقاومة وعناصرها.
وأكد المدهون أن هذه التضحيات توضح أن قيادات المقاومة ليست بمنأى عن ثمن المعركة، وأن عائلاتهم تواجه القصف والحصار جنبًا إلى جنب مع باقي العائلات الفلسطينية. كما أشارت الفصائل إلى أن أبناء القادة ظلوا في غزة جزءًا من حالة الثَّبات التي يعيشها القطاع، وأن استشهاد عبد الله يمثل "التزامًا عمليًا بالمقاومة يدفع ثمنه القياديون والجماهير على حد سواء".
قيادة "حماس" تقدم عدد كبير من أبنائها شهداء
وقدمت قيادة "حماس" وجناحها العسكري "كتائب القسام" عددا كبيرا من أبنائها شهداء عقب سلسلة اغتيالات قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأولهم كان في 28 ديسمبر 2023، وهو محمد عيسى نجل مروان عيسى، كان والده الرَّقَم 3 في حماس حينها، ومساعد القائد العسكري للحركة، اغتيل هو الآخر، وكان محمد عيسى يعاني مرض السرطان، ولم تنجح محاولات عدّة لإخراجه للعلاج خارج قطاع غزة.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أيضا إسماعيل نوفل نجل أيمن نوفل قائد كتيبة الوَسَط في الذراع العسكري لحركة "حماس"، تبعه في جباليا شمال قطاع غزة ارتقاء طاهر غندور، وهو نجل أحمد الغندور قائد فِرْقَة شمال غزة، وقائد القوة الصاروخية في الحركة.
وارتقى عماد سلمان، نجل رأفت سلمان، وكان يصنف كشخصية رفيعة في الذراع العسكري لحركة حماس شمال قطاع غزة، وفي نفس المنطقة أيضاً اغتيل أحمد أبو عسكر نجل محمد أبو عسكر، رئيس القسم الإداري لحركة "حماس" في مخيم جباليا، ووالده اغتيل قبلها في مدينة غزة.
واغتالت قوات الاحتلال شمال قطاع غزة، محمد الشرافي، نجل عضو المكتب السياسي للحركة يوسف الشرافي، واغتيل إبراهيم حرب قرب مخيم الشاطئ، وهو نجل عضو مكتب السياسي في الحركة ياسر حرب، وكان ياسر حرب قد فقد ثلاثة من أبنائه في ثلاث هجمات إسرائيلية سابقة، اثنان منهم في العملية العسكرية الأخيرة في جباليا.
والعام الماضي اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي صهيب البياري، نجل أحد كبار قيادات كتائب القسام شمال قطاع غزة، واغتيل هو الآخر قبل أيام من قتل نجله، وعلى قائمة الاغتيالات الإسرائيلية في قطاع غزة مؤمن الجعبري، نجل أحمد الجعبري الذي اغتيل في العام 2012.
كما اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحد أشقاء محمد الضيف خلال تواجده في منزله في خان يونس، كما اغتيل إبراهيم محمد السنوار نجل شقيق يحيى السنوار، والذي اغتيل عندما خرج لرصد تحركات الجيش الإسرائيلي برفقة عمه في نفق من أنفاق رفح جنوب قطاع غزة، حسب مصادر محلية.
ومن أبرز من تم استهدافهم خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ثلاثة من أبناء وخمسة من حفدة الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة الشهيد إسماعيل هنية، وابنة و8 من حفدة رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أبو أكرم بحر، وابن وابنة وزوج وأخت وحفيدة عضو المكتب السياسي فتحي حماد.
بالإضافة إلى ابن عضو المكتب السياسي نزار عوض الله، وابنة وحفيد عضو المكتب السياسي محمود الزهار، ووالدة عضو المكتب السياسي باسم نعيم، وابن نائب القائد العام لكتائب القسام مروان عيسى، وثلاثة من أبناء و8 من حفدة عضو المكتب السياسي كمال أبو عون، وابن عضو المجلس العسكري للقسام عماد عقل، وابن عضو المجلس العسكري للقسام أبو عمرو عودة، وإثنين من أبناء قائد لواء رفح أبو أنس شبانة، وزوجة وكافّة أسرة عضو المكتب السياسي أبو جهاد الدجني.
ويُشار إلى أنّ الاحتلال اعتدى أيضاً على أقارب مسؤولي حركة "حماس" في الضفة الغربية، إذ هدم منزل الشهيد صالح العاروري، في الـ27 من تشرين الأول/أكتوبر، مع أنّه كان مهجوراً، واعتقل شقيقتيه، دلال وفاطمة العاروري، بعد محاصرة منزليهما في بلدتي البيرة وعارورة بالضفة الغربية، في الـ14 من كانون الثاني/ديسمبر الماضي.