jo24_banner
jo24_banner

وثيقة كيفونيم!

ماهر أبو طير
جو 24 : بين يدي ترجمة كاملة لوثيقة شهيرة، صدرت مطلع الثمانينيات، والوثيقة اسرائيلية، كتبها صحافي اسرائيلي يدعى Oded Yinon قدم تصوره للمنطقة من خلالها.
الوثيقة تم تقديمها في اجتماع اسرائيلي للصهيونية في مؤتمر the Department of Information of the World Zionis Organization ، وهي من بين وثائق اخرى كثيرة بعضها تسرب وبعضها بقي مكتوماً.
الوثيقة تشخص حال العالم العربي، وتطرح علل كل شعب ودولة، من العراق وسورية ومصر ولبنان واليمن وليبيا، وصولا الى دول الخليج، وتتطرق الوثيقة ايضا الى الاردن وفلسطين في ذلك الوقت، اي مطلع الثمانينيات.
المعروف هنا، ان هناك الاف الوثائق والدراسات التي تم طرحها سرا وعلنا من جانب خبراء وتم تبنيها، وقد نجح التنفيذ في بعضها، وفشل في البعض الاخر.
الوثيقة تتحدث عن التخطيط لتفتيت الدول العربية بلا استثناء، عبر اثارة الحروب الدينية والمذهبية والطائفية، في كل دول بوسائل مختلفة، ومانراه اليوم في العراق وسورية واليمن ومصر ودول اخرى عبارة عن تنفيذ دقيق لاغلب افكار الوثيقة، التي تتحدث عن امكانية نشوء اربع الى خمس دول، بدلا من كل دولة عربية قائمة أنذاك.
هو ذات المشهد الذي نراه اليوم في العراق واليمن وليبيا، بل ان التشخيص الدقيق لسورية، يكشف التخطيط المبكر لتقسيم سورية الى دويلات علوية ودرزية ،وواحدة سنية كردية في الشمال وواحدة سنية في جنوب سورية، تعادي الكردية، ودويلة مسيحية، او ضم المسيحيين الى الدويلة العلوية.
الوثيقة مذهلة، لانك عبرها تكتشف بصراحة ان كل الادوات لتنفيذ هكذا مخططات، تم انتاجها، تدريجيا وتجهيزها، من وسائل الاعلام الى الجماعات السياسية والدينية، مرورا بتهيئة الارض للانقسام والاقتتال، والتقسيمات الوجدانية مقدمة لهذه التقسيمات المقبلة على الطريق.
ان تدفق السلاح والمال، وعبث العالم بهذه المنطقة، وانتاج التطرف من اجل دور وظيفي مخطط له جيدا، امر بات مكشوفا، فيما يعد الربيع العربي هنا، وسيلة تم توظيفها عبر استثارة غضب الشعوب على مظالمها، ثم حرف هذه الثورات لتصب في اطار الاقتتال الداخلي، وتشظية المنطقة، من اجل راحة اسرائيل.
تحوي وثيقة كيفونيم افكارا خطيرة عما يخطط له لتركيا وايران ودول الخليج، والاردن وفلسطين والجزائر، عبر تشخيص نقاط الهشاشة والضعف والتوظيف.
فيما يخص الشعب الفلسطيني ترى الوثيقة ان الاردن هي فلسطين الشرقية، وعلى الفلسطينيين ان يقيموا دولتهم بها، وان يتم ترحيل كل الفلسطينيين اليها، مع اعادة توزيع السكان اليهود، في فلسطين المحتلة، حتى يكونوا بمأمن في ظل المخاطر النووية.
الوثيقة تستحق القراءة مرات ومرات، لانها تكشف تخطيط العقل الصهيوني، مبكرا، وهي وثيقة تثير التساؤلات حول قدرتنا على مقاومة هكذا مخططات من جهة، ولماذا يتم بهذه البساطة استدراج الشعوب والدول نحو الخراب ومخططاتها، التي قامت على تخطيط قديم، وهناك الاف الوثائق التي لم يطلع عليها كثيرون تثبت وجود خارطة طريق اسرائيلية، ومن مسمياتها مصطلح «الفوضى الخلاقة» التي خرجت به علينا كوندليزا رايس 2006 في سياق بدء اعادة ترسيم المنطقة، من اجل راحة اسرائيل فقط.
يمكن الاطلاع على ترجمات كثيرة للوثيقة عبر جوجل، للراغبين وليفهم كثيرون واقعنا الحالي، وماهو مقبل وآت.

MAHERABUTAIR@GMAIL.COM

(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news