هزة أرضية!
حلمي الأسمر
وحسب وصف تسفي يحزكيلي، معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة العاشرة، فإن القرار يعد «هزة أرضية» في كل ما يتعلق بالموقف العربي من كيانهم الغاصب، باعتبار أن «هذه الخطوة تفتح الباب على مصراعيه أمام تغيير المواقف الفكرية والثقافية والنفسية من إسرائيل».
وهو طبعا واهم في ذلك ايما وهم، فحتى لو وُضع اسم «إسرائيل» على وجه القمر فلن تتغير نظرة ابناء الأردن لهذا العدو الذي يضم لفيفا من اللصوص وقطاع الطرق!
«لقد أصبحتم على الخارطة، لكن هذه المرة بإقرار عربي». هكذا يداعب يحزكيلي مقدمي البرنامج يرون لندن وميخا كيرشنباوم، ضاحكا، ونقول له هذا ليس قرارا عربيا، ولا دخل للعروبة به، فهذا قرار خارج عن الضمير العربي الجمعي، الذي كان وسيظل ينظر إلى كيانهم الاحتلالي بوصفه وصمة عار في جبين الإنسانية، لأنه بنى نفسه على أجساد ملايين الفلسطينيين، فسرق بيوتهم وشردهم في منافي الأرض كافة.
الدكتور أوفير فينتور، الباحث في «مركز أبحاث الأمن القومي» الصهيوني يذهب إلى أبعد من هذا حين يقول، إن هذه الخطوة تمثل جزءًا من تحرك واسع وعميق يهدف إلى نسف الرواية التي يعرضها الإسلاميون، وعرض بديل آخر عن البدائل التي تعرضها الحركات الإسلامية المتطرفة، بل تنقل عنه قوله، إن التعليم يريد أن يدرس الطلاب في الأردن تاريخًا ليس كالتاريخ الذي ترغب الحركات الإسلامية بتدريسه، باعتبار أن الرواية العربية للغجرام الصهيوني رواية إسلامية فحسب، وهي ليست كذلك، فثمة شعوب في مشارق الأرض ومغاربها، لا تعترف باغتصاب فلسطين، وتضع كيان اليهود اللقيط حيث يجب أن يوضع، وهذه النظرة ليست نظرة خاصة بالإسلاميين أو حتى العرب فقط!
الغريب أن الهزة الأرضية كما يسمها ذلك المأفون، لم يشعر بها سكان الأردن، ولم نسمع ما يجب أن نسمعه لمواجهة هذا القرار المرفوض دينيا وعقيديا ووطنيا، فليس من حق أحد كائنا من كانت وظيفته، أن يشوه الوعي الجمعي العربي بمثل هذه الترهات، وحتى لو حاول هذا أو ذاك أن يفعل شيئا من هذا القبيل، محاولا تزيين صورة القتلة واللصوص الذين يديرون كيان العدو، فهم لن يمنحوه فرصة «تجميل» الصورة وغسل الكلمات، ذلك أن مايرتكبه القتلة يوميا بحق الشعب الفلسطيني، كفيل بإبقاء صورة القاتل واللص ماثلة في أذهان الجميع، بمن في ذلك بعض من يمتلكون بعض البصيرة من سكان فلسطين اليهود، الذين نقرأ لهم بعض ما يكتبونه بين حين وآخر في صحفهم العبرية، ويتبنى بالكامل الرواية الحقيقية لقصة عصابات هاجمت بلدا آمنا، واحتلته وشردت سكانه، ولم تزل!
اقل ما يمكن أن يواجه هذا القرار، تمزيق هذه الكتب التي دنستها كلمة «إسرائيل» ورميها حيث يجب أن تكون: مزبلة التاريخ!
الدستور