أطفال يشكون قلة اهتمام آبائهم بهم
جو 24 : لا يجد الكثير من الاباء الوقت الكافي الذي يجمعهم بابنائهم والتواصل معهم وذلك بسبب ظروف عملهم والتي تمتد لساعات طويلة من النهار والليل وبالتالي تحرمهم هذه الظروف من التقرب من ابنائهم ومعرفة احوالهم ومتابعة مشاكلهم ورغباتهم واحتياجاتهم.وما ينطبق على الابناء ينطبق كذلك على الزوجات اللواتي يكرسن وقتهن لاعداد ما يلزم البيت من طعام ومتابعة واجبات الابناء وغيرها من المسؤوليات التي تنوب فيها عن زوجها المنهمك في العمل.
واذا كانت الزوجة تقبلت مثل هذه الظروف الخاصة بزوجها، بحكم تقديرها لطبيعة عمله التي سبق وان اخبرها بها، فان المشكلة تقع وتبرز اكثر حين تمر ايام ويجد الابناء انفسهم لا يرون اباءهم الا في العطل الرسمية.
بعد اجتماعي
وفي كثير من الاسى تحدث «مصطفى نبيل»» سائق تاكسي ، عن هذه القضية التي باتت تسبب له مشكلة نفسية بسبب البعد الاجتماعي الذي اخذ يتسع يوما بعد يوم بينه وبين ابنائه الذين يكونون مستغرقين في النوم وقت خروجه وعودته الى المنزل. حيث يخرج في ساعات الصباح الاولى ويعود في وقت متاخر. واشار «مصطفى» الى ان الساعة التي يعود فيها الى المنزل لتناول وجبة الغداء يكون اولاده في مدارسهم ولا يتسنى له مشاهدتهم.
وقال مصطفى: ان يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي يجمعني باولادي الثلاثة حيث اقضي معهم معظم اليوم اما في المنزل او في نزهة للتمتع باجواء الطبيعة .واشار الى ان اولاده يوجهون اليه اللوم بسبب غيابه عنهم ولهذا يتسابق الابناء الثلاثة في يوم العطلة للتقرب منه وسرد احوالهم وتفاصيل احداث يومياتهم ودراستهم طوال الاسبوع الفائت.
وعبر عن حزنه نتيجة بعده عن اولاده وبيته، وقد عزا السبب في ذلك الى سعيه وراء رزقه وذلك لتامين «لقمة الخبز» له ولاولاده ولكي يضمن لهم مستقبلا جيدا، يحصنهم من الفقر والعوز وذلك من خلال دراستهم وحصولهم على شهادات جامعية .
عمل متواصل
وكذلك تحدث «رمزي ابراهيم» موظف في احد المطاعم عن معاناته لعدم وجود وقت يجمعه بابنائه وذلك بسبب وقت وطبيعة عمله غير المنتظمين والتي تكون على الاغلب في اوقات مسائية .
واشار الى انه كان يعمل في نفس المطعم قبل سنة في الفترة الصباحية وكان يجد متسعا من الوقت لمشاهدة ابنائه والجلوس معهم وكذلك كان يقوم بمساعدتهم في دراستهم وحل مشاكلهم الاجتماعية الى جانب ان ابناءه كانوا يطلبون منه اصطحابهم الى السوق ليختار لهم ملابسهم كونهم يثقون بذوقه، واكد رمزي انه في تلك الفترة كان يجد وقتا لقضاء كل هذه المتطلبات والاحتياجات لابنائه واسرته .
الا انه ومنذ سنة وبسبب عمله المسائي انقطع التواصل الاجتماعي والاسري بينه وبين ابنائه واسرته حيث ينتهي دوامه في حوالي الساعة الواحدة صباحا وفي بعض الاحيان يستمر حتى الساعة الثانية. وعند عودته الى البيت يكون جميع من في المنزل نائمين وفي الصباح تخرج زوجته الى عملها والاولاد الى مدارسهم وعند عودتهم لا يراهم الا نصف ساعة او اقل حيث يستعد للذهاب الى عمله او قضاء بعض المشاوير الخاصة به مثل اصلاح سيارته او دفع بعض الفواتير وغيرها من المتطلبات التي يؤجلها طوال الاسبوع ولا يجد على الاغلب وقتا لقضائها الا قبل موعد عمله بقليل.
موقف طريف وصادم
ومن المواقف الطريفة ذكر رمزي ان احد ابنائه وبعد انتهاء دوامه المدرسي ودخوله الى المنزل نظر اليه وساله من باب الطرافة والدعابة قائلا عفوا هل انت والدي كوني نسيت ملامحك؟، وذكر ان ابناءه دائما يوجهون اليه اللوم ويعبرون له عن حزنهم بسبب عدم وجود وقت يجمعه بهم .
ولا يتوقع رمزي ان يستمر الوضع على هذه الحال خاصة وان عمله يقيده حتى في ايام العطل والاعياد فهو يعمل في معظم الاوقات.
اجازة بدون راتب
ولم يجد «محمود عمر» وسيلة للحفاظ على علاقته باسرته واولاده والتواجد معهم بشكل طبيعي الا باخذ اجازة لمدة شهر دون راتب من الشركة التي يعمل بها في محافظة العقبة وهي شركة خاصة يعمل بها منذ ثلاث سنوات وبسبب بعد المسافة بينه وبين العاصمة التي تعيش فيها اسرته قرر محمود ان يحصل على اجازة شهرية على حسابه بعد ان استنفد كل اجازاته السنوية قبل اشهر عندما اجرت ابنته الصغرى عملية جراحية وكان يحرص على التواجد معها ومع اسرته حتى تماثلت للشفاء .
يقول: ان عمله وبالرغم من الامتيازات الكثيرة التي تشمله، الا انه لا يجد فيه الراحة او المتعة بسبب بعده عن اولاده وزوجته. واشار الى انه حاول ان يقنع اسرته بالعيش معه في العقبة الا انهم رفضوا ان يبتعدوا عن بيتهم ومدارسهم .ولهذا كان يسافر لمدة يوم واحد في الاسبوع للقاء اسرته وهو يوم العطلة .الا انه وفي معظم الاحيان كان لا يستمتع باجازته مع اسرته بسبب ضيق الوقت حيث كانت المسافة التي يقطعها في السفر ذهابا وايابا تستغرق نصف اليوم.
ويجد محمود ان حالته ليست الوحيدة خاصة وان زملاءه في العمل يعيشون نفس ظروفه كون اسرهم تعيش في العاصمة وبعضهم تعيش اسرته في محافظات اخرى وهم يزورونهم مرة واحدة في الاسبوع وفي العطل الرسمية والاعياد.وفي النهاية اكد محمود ان الشركة التي يعمل بها الان سيكون لها فروع في العاصمة والمحافظات في المستقبل القريب وقد وعده مدير الشركة بنقله الى فرع عمان هو ومجموعة من زملائه بعد افتتاح الفروع بشكل رسمي.
تعويض النقص
وتبين الاخصائية رانية الحاج علي ان انشغال الاب عن العائلة خطير جدا، فالاب والام لا يمكن لأحد ان يلعب ادوارهم في تنشئة ورعاية الابناء، الا ان ظروف الحياة قد تحرم الاب من التواصل المستمر معهم، لذلك يجب ان يجد مخرجاً حتى يعوض النقص الحاصل في العلاقة بينه وبين اطفاله، فهم بحاجة اكيدة له، ومن دون شك فان الاب يقضي نهاره وليله في العمل لتلبية احتياجات العائلة.الدستور
واذا كانت الزوجة تقبلت مثل هذه الظروف الخاصة بزوجها، بحكم تقديرها لطبيعة عمله التي سبق وان اخبرها بها، فان المشكلة تقع وتبرز اكثر حين تمر ايام ويجد الابناء انفسهم لا يرون اباءهم الا في العطل الرسمية.
بعد اجتماعي
وفي كثير من الاسى تحدث «مصطفى نبيل»» سائق تاكسي ، عن هذه القضية التي باتت تسبب له مشكلة نفسية بسبب البعد الاجتماعي الذي اخذ يتسع يوما بعد يوم بينه وبين ابنائه الذين يكونون مستغرقين في النوم وقت خروجه وعودته الى المنزل. حيث يخرج في ساعات الصباح الاولى ويعود في وقت متاخر. واشار «مصطفى» الى ان الساعة التي يعود فيها الى المنزل لتناول وجبة الغداء يكون اولاده في مدارسهم ولا يتسنى له مشاهدتهم.
وقال مصطفى: ان يوم الجمعة هو اليوم الوحيد الذي يجمعني باولادي الثلاثة حيث اقضي معهم معظم اليوم اما في المنزل او في نزهة للتمتع باجواء الطبيعة .واشار الى ان اولاده يوجهون اليه اللوم بسبب غيابه عنهم ولهذا يتسابق الابناء الثلاثة في يوم العطلة للتقرب منه وسرد احوالهم وتفاصيل احداث يومياتهم ودراستهم طوال الاسبوع الفائت.
وعبر عن حزنه نتيجة بعده عن اولاده وبيته، وقد عزا السبب في ذلك الى سعيه وراء رزقه وذلك لتامين «لقمة الخبز» له ولاولاده ولكي يضمن لهم مستقبلا جيدا، يحصنهم من الفقر والعوز وذلك من خلال دراستهم وحصولهم على شهادات جامعية .
عمل متواصل
وكذلك تحدث «رمزي ابراهيم» موظف في احد المطاعم عن معاناته لعدم وجود وقت يجمعه بابنائه وذلك بسبب وقت وطبيعة عمله غير المنتظمين والتي تكون على الاغلب في اوقات مسائية .
واشار الى انه كان يعمل في نفس المطعم قبل سنة في الفترة الصباحية وكان يجد متسعا من الوقت لمشاهدة ابنائه والجلوس معهم وكذلك كان يقوم بمساعدتهم في دراستهم وحل مشاكلهم الاجتماعية الى جانب ان ابناءه كانوا يطلبون منه اصطحابهم الى السوق ليختار لهم ملابسهم كونهم يثقون بذوقه، واكد رمزي انه في تلك الفترة كان يجد وقتا لقضاء كل هذه المتطلبات والاحتياجات لابنائه واسرته .
الا انه ومنذ سنة وبسبب عمله المسائي انقطع التواصل الاجتماعي والاسري بينه وبين ابنائه واسرته حيث ينتهي دوامه في حوالي الساعة الواحدة صباحا وفي بعض الاحيان يستمر حتى الساعة الثانية. وعند عودته الى البيت يكون جميع من في المنزل نائمين وفي الصباح تخرج زوجته الى عملها والاولاد الى مدارسهم وعند عودتهم لا يراهم الا نصف ساعة او اقل حيث يستعد للذهاب الى عمله او قضاء بعض المشاوير الخاصة به مثل اصلاح سيارته او دفع بعض الفواتير وغيرها من المتطلبات التي يؤجلها طوال الاسبوع ولا يجد على الاغلب وقتا لقضائها الا قبل موعد عمله بقليل.
موقف طريف وصادم
ومن المواقف الطريفة ذكر رمزي ان احد ابنائه وبعد انتهاء دوامه المدرسي ودخوله الى المنزل نظر اليه وساله من باب الطرافة والدعابة قائلا عفوا هل انت والدي كوني نسيت ملامحك؟، وذكر ان ابناءه دائما يوجهون اليه اللوم ويعبرون له عن حزنهم بسبب عدم وجود وقت يجمعه بهم .
ولا يتوقع رمزي ان يستمر الوضع على هذه الحال خاصة وان عمله يقيده حتى في ايام العطل والاعياد فهو يعمل في معظم الاوقات.
اجازة بدون راتب
ولم يجد «محمود عمر» وسيلة للحفاظ على علاقته باسرته واولاده والتواجد معهم بشكل طبيعي الا باخذ اجازة لمدة شهر دون راتب من الشركة التي يعمل بها في محافظة العقبة وهي شركة خاصة يعمل بها منذ ثلاث سنوات وبسبب بعد المسافة بينه وبين العاصمة التي تعيش فيها اسرته قرر محمود ان يحصل على اجازة شهرية على حسابه بعد ان استنفد كل اجازاته السنوية قبل اشهر عندما اجرت ابنته الصغرى عملية جراحية وكان يحرص على التواجد معها ومع اسرته حتى تماثلت للشفاء .
يقول: ان عمله وبالرغم من الامتيازات الكثيرة التي تشمله، الا انه لا يجد فيه الراحة او المتعة بسبب بعده عن اولاده وزوجته. واشار الى انه حاول ان يقنع اسرته بالعيش معه في العقبة الا انهم رفضوا ان يبتعدوا عن بيتهم ومدارسهم .ولهذا كان يسافر لمدة يوم واحد في الاسبوع للقاء اسرته وهو يوم العطلة .الا انه وفي معظم الاحيان كان لا يستمتع باجازته مع اسرته بسبب ضيق الوقت حيث كانت المسافة التي يقطعها في السفر ذهابا وايابا تستغرق نصف اليوم.
ويجد محمود ان حالته ليست الوحيدة خاصة وان زملاءه في العمل يعيشون نفس ظروفه كون اسرهم تعيش في العاصمة وبعضهم تعيش اسرته في محافظات اخرى وهم يزورونهم مرة واحدة في الاسبوع وفي العطل الرسمية والاعياد.وفي النهاية اكد محمود ان الشركة التي يعمل بها الان سيكون لها فروع في العاصمة والمحافظات في المستقبل القريب وقد وعده مدير الشركة بنقله الى فرع عمان هو ومجموعة من زملائه بعد افتتاح الفروع بشكل رسمي.
تعويض النقص
وتبين الاخصائية رانية الحاج علي ان انشغال الاب عن العائلة خطير جدا، فالاب والام لا يمكن لأحد ان يلعب ادوارهم في تنشئة ورعاية الابناء، الا ان ظروف الحياة قد تحرم الاب من التواصل المستمر معهم، لذلك يجب ان يجد مخرجاً حتى يعوض النقص الحاصل في العلاقة بينه وبين اطفاله، فهم بحاجة اكيدة له، ومن دون شك فان الاب يقضي نهاره وليله في العمل لتلبية احتياجات العائلة.الدستور