أطفالنا والحكومات
كامل النصيرات
جو 24 : كل يوم نبذل جهداً لا يوصف في إيقاظ الأولاد للذهاب للمدرسة ..ومرحلة التمغيط و..وهيني صاحي ..شوية وأقوم ؛ هي حكاية كل يوم ..أما أيّام العطل فأنت تبذل جهداً لكي تنام ساعة أو ساعتين زيادة صباحاً ..فلا تعرف ايّ قدرة صباحية هبطت عليهم : نطنطة في كل اتجاه ..صراخ أعلى من صوت طبل الحرب ..تصحو وأنت مدرك أن القيامة قد قامت ..! الآن تنتهي المدرسة..ولن يكون مطلوب منك أن تصحّيهم صباحاً ..بل أنت من سيصحو على ايقاع فوضاهم المزعجة ..أنت من سيصحو وهو يشدّ شعر رأسه إذا كان لديك شعر رأس ..أو أنك سقوم باللطم على صلعتك مما يزيد لمعانها وقت الشمس .. الحكومات كالأطفال ..إذا أيقظتها لا تصحو إلا متثاقلة ..ولا تذهب إلا مضطرة ..ولا تطيعك إلا خوفاً من عقابك الأخير ..وإذا ما تركتها و ركنت إلى نفسك بعيداً عنها ..تجدها تقفز إليك لحظة هدوئك مثل (تاع الغفلة) ..تجعلك تنقز ..تضطرب ..تتلخبط ..تتشبلك ببعضك ..تحاول أن تجمع نفسك فلا تستطيع ..لأن أسلحة فوضاها أقوى و أمتن من أسلحة ترتيبك و تنظيمك .. لكن الفرق شاسع بين أطفالك و الحكومات ..أطفالك تحلف و أنت مغمّض أنهم مليئون بالطهارة والبراءة و العفوية ..أمّا الحكومات فلا تحلف على براءتها ..وإن حلفت فلن يصدقك أحد ؛ حتى هي لن تصدقك ..وأنت ؛ نعم أنت ؛ لن تصدقك ..! اطفالك يعطونك عمرك و سعادتك ..أما الحكومات فتسرق عمرك و تسرق معك سعادتك ..وتبقى طوال العمر تبحث عن عمرك ..! الدستور