"بنت الشهبندر"... المسلسل المظلوم
جو 24 : للسنة الثانية على التوالي تقدم شاشة "المستقبل" خلال رمضان أفضل الإنتاجات التي تخوّلها المنافسة الرمضانية الشرسة. لكن المشكلة الأساسية التي تواجه هذه الشاشة، رغم ضخامة الأعمال التي تعرضها، هي غيابها الدرامي الكامل طوال العام، مما يفقدها اعتياد المشاهد اللبناني متابعتها، وبالتالي عجزها عن المنافسة في رمضان.
أما بيت القصيد فهو مسلسل "بنت الشهبندر" الذي لم تتوافر له ظروف جيدة لعرضه على محطات فضائية، فكان "كبش المحرقة" رغم أن العمل على مستوى أهم الأعمال الدرامية العربية من حيث التوليفة الكاملة والتنفيذ.
هذا المسلسل لا نبالغ إن قلنا إنه ظلِم، وكان يستحق تسويقا أفضل، لأن حبكته تكاد تكون من أجمل ما تابعناه في الأعوام الأخيرة (كتابة هوزان عكو)، وهي تدور في إطار إجتماعي رومانسي ضمن حبكة تشكل نوستالجيا كبيرة للمشاهد العربي الذي بات يفتقد الشهامة والأصالة والحب العذري.
تدور قصة "بنت الشهبندر" أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في بيروت، وتتحدث عن حب الأخوين (قصي خولي وقيس الشيخ نجيب) ولدي زعيم الحارة اللذين يغرمان بفتاة واحدة هي بنت الشهبندر.
تبدو قصة الحب المحرك الأساسي لخطوط العمل، والسلاسة التي قُدّمت فيها القصة تعكس بشكل غير مباشر الحالة الإجتماعية والإقتصادية وطبيعة العلاقات بين المال والنفوذ التي كانت تعيشها ولاية بيروت بعد استقلالها عن ولاية الشام مطلع عام 1800. كما يعرض العمل من خلال خطوطه المتشعبة الأسر اللبنانية والدمشقية التي كانت نسيجاً مترابطاَ. تلك الخلطة تجسدت في تنوع لهجات أبطال العمل ما بين اللبنانية والسورية والتي أضفت صدقية عليه.
بين أبطال العمل قصي خولي وقيس الشيخ نجيب اللذان كانت الحبكة تتأرجح بينهما ضمن أسلوب تشويقي شدّ المشاهد من اللحظة الأولى. ورغم تجسيد الممثلة سلافة معمار دور بنت الشهبندر ببراعة إلا أنها بدت كبيرة نسبياً على الدور. فيما فادي ابرهيم الذي يلعب دور والدها يبدو كأن الدور ولد ليكون هو بطله، من دون أن ننسى أداء أحمد الزين والممثلة القديرة منى واصف. جيسي عبدو في هذا العمل تلعب أفضل أدوارها الذي سيشكل مرحلة إنتقالية في مسيرتها، كذلك الأمر بالنسبة الى طوني عيسى الذي حان الوقت لتسليط الضوء على قدراته التمثيلية. أما بالنسبة الى الممثل الراحل عصام بريدي فقد أنصفه هذا الدور أكثر من أي دور سابق. أما حلاوة العمل فتكمن في دور مجدي مشموشي الحلاق الرجالي الذي يملك كل أخبار بيروت، وهو يبرع في هذه النوعية من الأدوار التي تعطي العمل نكهة خاصة، كذلك الأمر بالنسبة الى فؤاد يمين بياع الكعك.
الإسقاطات التي يقدمها العمل على واقعنا الإجتماعي والإقتصادي والسياسي تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه. وقد برع مخرج العمل سيف الدين السبيعي في إعادتنا إلى تلك المرحلة، رغم بعض الأخطاء والثغر في تفاصيل قد لا يكون مسؤولاً عنها. عدا ذلك لا يمكن التغاضي عن سخاء الإنتاج الذي وفّرته شركة MR7 للمنتج مفيد الرفاعي الذي يوازي أضخم الإنتاجات العربية، وخصوصاً من ناحية فريق العمل ومستوى التصوير وصولاً إلى الأكسسوارات المتعلقة بتلك الحقبة.
"بنت الشهبندر" ظلمه دخوله في السباق الرمضاني، على أمل إعادة عرضه بعد انتهاء زحمة الشهر الكريم ليتسنى للمشاهد متابعة قصة شائقة بأحداثها التصاعدية والتي تعتبر من أكثر القصص الجاذبة التي يستمتع بها المشاهد العربي.
أما بيت القصيد فهو مسلسل "بنت الشهبندر" الذي لم تتوافر له ظروف جيدة لعرضه على محطات فضائية، فكان "كبش المحرقة" رغم أن العمل على مستوى أهم الأعمال الدرامية العربية من حيث التوليفة الكاملة والتنفيذ.
هذا المسلسل لا نبالغ إن قلنا إنه ظلِم، وكان يستحق تسويقا أفضل، لأن حبكته تكاد تكون من أجمل ما تابعناه في الأعوام الأخيرة (كتابة هوزان عكو)، وهي تدور في إطار إجتماعي رومانسي ضمن حبكة تشكل نوستالجيا كبيرة للمشاهد العربي الذي بات يفتقد الشهامة والأصالة والحب العذري.
تدور قصة "بنت الشهبندر" أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في بيروت، وتتحدث عن حب الأخوين (قصي خولي وقيس الشيخ نجيب) ولدي زعيم الحارة اللذين يغرمان بفتاة واحدة هي بنت الشهبندر.
تبدو قصة الحب المحرك الأساسي لخطوط العمل، والسلاسة التي قُدّمت فيها القصة تعكس بشكل غير مباشر الحالة الإجتماعية والإقتصادية وطبيعة العلاقات بين المال والنفوذ التي كانت تعيشها ولاية بيروت بعد استقلالها عن ولاية الشام مطلع عام 1800. كما يعرض العمل من خلال خطوطه المتشعبة الأسر اللبنانية والدمشقية التي كانت نسيجاً مترابطاَ. تلك الخلطة تجسدت في تنوع لهجات أبطال العمل ما بين اللبنانية والسورية والتي أضفت صدقية عليه.
بين أبطال العمل قصي خولي وقيس الشيخ نجيب اللذان كانت الحبكة تتأرجح بينهما ضمن أسلوب تشويقي شدّ المشاهد من اللحظة الأولى. ورغم تجسيد الممثلة سلافة معمار دور بنت الشهبندر ببراعة إلا أنها بدت كبيرة نسبياً على الدور. فيما فادي ابرهيم الذي يلعب دور والدها يبدو كأن الدور ولد ليكون هو بطله، من دون أن ننسى أداء أحمد الزين والممثلة القديرة منى واصف. جيسي عبدو في هذا العمل تلعب أفضل أدوارها الذي سيشكل مرحلة إنتقالية في مسيرتها، كذلك الأمر بالنسبة الى طوني عيسى الذي حان الوقت لتسليط الضوء على قدراته التمثيلية. أما بالنسبة الى الممثل الراحل عصام بريدي فقد أنصفه هذا الدور أكثر من أي دور سابق. أما حلاوة العمل فتكمن في دور مجدي مشموشي الحلاق الرجالي الذي يملك كل أخبار بيروت، وهو يبرع في هذه النوعية من الأدوار التي تعطي العمل نكهة خاصة، كذلك الأمر بالنسبة الى فؤاد يمين بياع الكعك.
الإسقاطات التي يقدمها العمل على واقعنا الإجتماعي والإقتصادي والسياسي تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه. وقد برع مخرج العمل سيف الدين السبيعي في إعادتنا إلى تلك المرحلة، رغم بعض الأخطاء والثغر في تفاصيل قد لا يكون مسؤولاً عنها. عدا ذلك لا يمكن التغاضي عن سخاء الإنتاج الذي وفّرته شركة MR7 للمنتج مفيد الرفاعي الذي يوازي أضخم الإنتاجات العربية، وخصوصاً من ناحية فريق العمل ومستوى التصوير وصولاً إلى الأكسسوارات المتعلقة بتلك الحقبة.
"بنت الشهبندر" ظلمه دخوله في السباق الرمضاني، على أمل إعادة عرضه بعد انتهاء زحمة الشهر الكريم ليتسنى للمشاهد متابعة قصة شائقة بأحداثها التصاعدية والتي تعتبر من أكثر القصص الجاذبة التي يستمتع بها المشاهد العربي.