jo24_banner
jo24_banner

غضبا للمصري ام غضبا على النواب ؟!

ماهر أبو طير
جو 24 : تفاعلت قضية ضرب عامل مصري كثيرا، وتعرضت كل القصة الى توظيفات هنا وهناك، لكننا وسط هذه العواصف لابد من ان نقول كلاما بشأن هذه القصة.

المصريون في الاردن، يعيشون بشكل جيد، وهم عنصر ايجابي، بل ان السجلات الجرمية بخصوصهم تكاد ان تكون منعدمة، والكل يحترمهم، ويعرف باليقين والدليل انهم لا يريدون سوى كسب عيشهم دون اي مشاكل، هذا فوق ارثهم الايجابي في تعمير البلد.

المقارنة بينهم وبين اي عمالة عربية، تصل لصالحهم، من حيث الجدية وانجاز العمل وقلة المشاكل، ومراعاتهم للخصوصية الاجتماعية في البلد.

من ناحية ثانية لايعتدي الاردني على اي عربي، تاريخيا، واي حادث فردي، له ظروفه، وسياقاته، دون ان نمنح صك غفران لاي معتد هنا، لكننا نقول مجددا ان الاردنيين لايعتدون على العرب ولا على غير العرب، وتاريخيا يأمن الناس على انفسهم في الاردن، حتى لايتم تشويه سمعة الاردن تحت وطأة حادثة مؤسفة جرت، ومرفوضة ايضا، مهما كانت تبريراتها.

لابد ان نلاحظ ان اغلبية عارمة من الاردنيين نددت بالحادثة، ولم تقبل ايذاء شقيق عربي، والذي يرصد مواقع التواصل الاجتماعي يقرأ الكثير من موقف المعلقين الاخلاقي، الذي لم يقبل الحادثة، ولايحتمل ايضا نسب اي قبائح للاردن، برغم كل مافيه من خير.

حتى اولئك الذين اعتبروا ان هناك مبالغة في معالجة القصة، يشعرون بالغيرة فقط على سمعة الاردن، ويريدون حصر الحادثة بفرديتها، وايضا يستذكرون حوادث تعرض فيه الاردني الى اذى في بلده من جانب عرب، فالقصة كلها، في نهاية المطاف، فردية، ولايجوز سحبها على الاردن بأكملها.

في مرات سابقة يتعرض فيها الاردني الى اذى في بلد عربي، يقال للناس ان عليهم ان لايعمموا، فالاردني لو تعرض لاذى في العراق او سورية او مصر، تبقى الحادثة فردية، ولايجوز معها استثارة الغرائزية وشتم شعوب عربية بأكملها.

هو ذات الامر الذي نقوله لبعض الاشقاء المصريين الذين استفزتهم الحادثة فنزل بعضهم شتما بالاردن، متناسين انه مقابل هذه الحادثة، مئات الاف المصريين يعيشون بكل احترام بين اهلهم، ولااحد يعتدي عليهم ولو بكلمة، وبأمكان من يشكك ان يسأل.

تبدو المشكلة حصريا في سر النظرة الى النواب وسطوتهم، فالنائب في الاردن بنظر الناس ،هو الذي اعتدي على الشرطي والدركي والشقيق العربي، وهو ذاته يدخل بسلاحه الى مجلس النواب، فالقصة على مايبدو ايضا، قصة الموقف السلبي عموما من النواب، دون ان نعمم هنا بطبيعة الحال على كل النواب.

القصة في زاوية من زواياها تجمع بشكل معقد الاحساس الاردني بالغضب لاجل كرامة الشقيق المصري، لكنها من زاوية اخرى تعبر عن الغضب الشعبي على تصرفات النواب، حتى وان غير مقصودة وذات عصبية، او مقصودة وتعبر عن سلطوية بائسة.

مابين الاردن ومصر، اكبر بكثير من حادثة فردية، جرحتنا واحدا تلو الاخر، فيما لاننسى هنا ان الخير لايتبدد بين الناس لاجل حادثة، فخير الاردن ومصر، على الشعبين ،كبير.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news