jo24_banner
jo24_banner

اعتذار للأمير

ماهر أبو طير
جو 24 : اطاح الفيفا بزعيمه المتوج على مدى سنين جوزيف بلاتر على خلفية قضايا فساد، والاطاحة به، لطمة على وجه كل الدول والاتحادات التي صوتت له، ولم تصوت للامير علي بن الحسين، ولعلنا نتخيل وجوها كثيرة اسودت لشراكتها وتصويتها لفاسد، وتعرف على الارجح عن فساده مسبقا.
الامير حذر مرارا من فساد بلاتر، الا ان احدا لم يسمع، وكأنه بنظر من استمعوا الى تحذيراته كان يخوض مجرد معركة للاساءة لمنافسه بلاتر، فيما هو كان يحذر من فساد بلاتر، المستند الى معلومات مؤكدة.
ماهو شعور الدول والاتحادات التي لم تصوت للامير، وصوتت لبلاتر، أليس شعور هؤلاء مؤسفا جدا، حين يعاكسون الامير ذات لحظة وبرنامجه ضد فساد الفيفا ويصوتون لفاسد، ويحتفلون به، فيتم لطمهم على وجوههم واحدا واحدا، حين يعرفون كل شيء، ويدعمون فاسدا جهارا نهارا.
الارجح ان الامير يستحق اعتذارا من كل هؤلاء، فهو هنا ان خسر المعركة، ربح سمعته وسمعة الاردن، وربح ايضا دلالة سقوط بلاتر بقضايا فاسد، ودلالة تصويت اتحادات لبلاتر.
موقف مخجل حقا لكل هؤلاء، وقد يكون الامير بمثابة المنتصر اخلاقيا هنا، حين يثبت بعد حين ان كل من صوتوا ضده، صوتوا للفساد، وخرجوا بسواد الوجه اليوم، امام جماهيرهم، وامام متابعي كرة القدم، في كل مكان في هذا العالم.
منذ البداية، كنا امام برنامجين، برنامج بلاتر، وبرنامج الامير، الاول مشبع بقصص الفساد والشبهات والثراء والعالم السري للفيفا، والثاني يتحدث علنا وسرا عن فساد الفيفا، فيتعامى «العالم المتنور» عن الكلام، ويصير الهمس عن خبرات بلاتر التي لا ينازعه احد فيها، وقد ثبت ان خبراته مشبوهة، حين يدير مليارات الدولارات مثل مافيا ومنافعها في هذا العالم.
حق الامير حصل عليه بالصاع الوافي، حتى لو لم يفز، وحتى لو لم يترشح مجددا، وها نحن امام ترشيحه الثاني، وقد يسعى خصوم هنا او هناك ممن تلقوا لطمة على وجوههم اثر الاطاحة بصديقهم الفاسد جوزيف بلاتر الى البحث عن مخرج بأي طريقة كانت، لمناكفة الامير.
الامير بالنسبة لنا، مرشح الاردن، ومن حقنا ان يكون لنا مرشح في كل مكان، وعلينا ان نسعى من اجل فوزه، فهو يمثل في ترشيحه الاردن، مثلما يمثل اسمه، الذي يستمد قيمته الوازنة من ارث اسرته، ومن اردنيته التي تبقى عنوانا لكل واحد فينا.
يبقى ملف بلاتيني، الذي يتنطح للمهمة باعتباره اوروبيا ولاعبا سابقا، ولا احد يعرف على وجه الخصوص اين ستأخذنا الايام بخصوص بلاتيني، الذي تتقاذف الاشاعات سمعته،باعتباره شريكا ايضا في الفساد، بعد ان جلس لسنين في حضن معلمه بلاتر، ولا بد ان يكون قد ذاق من العسل المسروق القليل او الكثير بشكل او بآخر، والايام حبلى بالمفاجآت؟!.
علينا ان ننتظر، فيما الامير ليس بحاجة لرد اعتبار، فقد اخذ حقه بالصاع الوافي.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news