jo24_banner
jo24_banner

لماذا يكذب اوغلو ؟!

ماهر أبو طير
جو 24 : يريد الاتراك ان يقولوا للعالم، انهم ضحايا داعش أيضا، هذا على الرغم من ان الجميع يعرف ان تركيا تمنح تسهيلات غير معلنة لداعش، وللمقاتلين الذين يتسللون الى سوريا.
رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو يخرج الى العلن متهما تنظيم داعش بأنه وراء تفجيرات انقرة، وتصريحاته غير مقنعة، لان داعش لم تستهدف تركيا حتى الان، هذا فوق ان الهدف الذي تم استهدافه لايمثل الحكم التركي بقدر تمثيله للمعارضة اساسا، فلماذا توجه داعش ضرباتها لهؤلاء اساسا.
تركيا اساسا تشعر بغضب بالغ مع دولة عربية اخرى، جراء تدخل الروس في سوريا، فهي تريد اسقاط النظام، ولاتريد للتدخل الروسي ان يحمي النظام، او ان تنال ضربات الطيران الروسي من داعش وغيرها من تنظيمات.
على الاغلب فأن وراء تفجيرات انقرة قوى اقليمية تريد الانتقام من تركيا على خلفيات مختلفة، او قوة داخلية تريد تصفية الحسابات مع اردوغان، والحكم الحالي في تركيا.
المحتجون الذين وقعت التفجيرات بينهم وقتلت منهم العشرات، كانوا يحتجون اساسا على المواجهات بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني، وهذا تجمع لاتريده داعش، ولاتستهدفه اساسا وليس من اولوياتها.
على الاغلب هناك طرف من طرفين، طرف اقليمي، او محلي تركي، وذات الاتراك يتهمون الدولة العميقة في تركيا بالتسبب بالحادث، لاعتبارات الصراع الداخلي في تركيا، ولكون الانتخابات قريبة، ولوجود صراع مستتر بين اجنحة عديدة، داخل تركيا، خصوصا، العسكر الذين لا زالت أعينهم تقدح الحكم التركي بنعومة بالغة.
لايمكن لاي بلد، يزدهر اقتصاديا وسياحيا، مثل تركيا، ان يبقى بمنأى عن نيران ملفات الجوار، فالتدخل التركي وهذه الطموحات التي بلا حدود، ستؤدي على الاغلب الى ردود فعل من جانب خصوم تركيا، او المتضررين منها، وهنا، لايمكن ان تنجح اي دولة بالدمج بين انموذجي الرخاء والازدهار الاقتصادي، من جهة، والتسلل الى ملفات الجوار عسكريا وامنيا، وبحيث تحافظ على الانموذجين معا في توقيت واحد، اذ على الاغلب لابد من ان يتضرر احدهما لصالح الاخر.
في ظل تسويات اقليمية ودولية، واحقاد على مستويات مختلفة، ستجد تركيا ذاتها امام محاولات كثيرة لجعلها تدفع ثمن السنوات الاربع الماضية، وهذا امر ليس مستغربا، لكن المستغرب بحق ان تسعى تركيا لتوظيف حادث تعرف انه ليس من صناعة داعش، لرسم صورة لذاتها باعتبارها ضحية لداعش، برغم انها متهمة انها رعت داعش بشكل غير واضح، بل كانت وسيطا بين دول وداعش في فترات معينة، قبل ان تعلن انقلابها التدريجي على داعش، ولو من ناحية سياسية، ودخولها في معسكر العداوة مع التنظيم في الشهور الاخيرة.
اذا كانت داعش المسؤولة، فلماذا تتولى تفجير تجمع ينتقد اساسا الحكم التركي، لكونه يديم المواجهة بين الاتراك، بمن فيهم الاكراد....ألم تجد هدفا اكثر جدوى من هذا الهدف، ثم اننا لاندافع عن داعش، لكننا ننتقد بحث رئيس وزراء تركيا، عن اي مشتبه لاتهامه؟!.
اذا لم تكن محدثا صادقا،فكن مزورا حاذقا..مجرد نصيحة!.


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news