التعليم العالي الى متى..؟
ا.د.محمد عوده الشرفات
جو 24 : لقد كتبت غير مرة وكتب غيري كثيرون ونبهنا ومنذ سنوات بأن هنالك اختلالات في التعليم العالي وتدنّيا بيّنا في مستويات الخريجين من الجامعات الرسميه. وقبل عقد امتحان الخدمة المدنية لأوائل الخريجين وظهور نتيجة الرسوب المفزعه ،عقدت عدة امتحانات للكفاءه الجامعيه وفي تخصصات مختلفه ،وكانت نسب الرسوب عاليه جدا، ومنذ ذلك الحين لم يحرك احد ساكنا، وسأعرض في هذا المقال بعضا من الاسباب الرئيسه لهذه الحاله التي وصل اليها التعليم العالي، لعل وعسى أن يقوم المسؤولون بتدارك الوضع قبل أن نندم جميعا:
1-تغلغل الوساطه والمحسوبيه في الجامعات الرسميه ومن رأس الهرم وحتى الطالب ولقد تشكلت ومنذ زمن مجموعات ضغط في التعليم العالي تأتي بمن تريد وزيرا للتعليم العالي او رئاسة الجامعة بالاضافه الى ان بعض الشخصيات تم اختيارها بسبب خلفيات معينه لا تمت للاكاديميا بصله، ولايغرّنكم تشكيل اللجان لاختيار رؤساء الجامعات، فهذه للديكور والتجمّل ،كما جرت العاده على وضع شخصيات اكاديميه اعضاء في مجلس التعليم العالي عرفت بالضعف وعدم المعرفه وقلة الخبره ولها باع طويل في الوساطه والمحسوبيه، مما ادى الى ضعف مخرجات هذا المجلس.كما أنّ مجالس أمناء الجامعات تقوم بدور بروتوكولي في اغلب الاحيان وتوافق على كل مايريده رئيس الجامعه.
2-وأنا اعجب أن كثيرا ممن تسلموا المسؤليه كوزارء تعليم عال او رؤساء جامعات وبرغم تأليفهم للجان العديده ووضع التوصيات الكثيره، لم يقوموا باجراء اي تطوير او تغيير يذكر على ارض الواقع. وابقوا الامور على ماهي عليه وعندما خرجوا من الوظيفه بدأو بطرح الافكار وبعض المبادرات والانتقادات، واستغرب ان تقوم الصحافه والاعلام باستطلاع آرآئهم في كل مره على اساس انهم خبراء وهم يتحملون المسؤليه الكبرى في مآلت اليه الامور في التعليم العالي.
3-مازالت طرق التدريس في الجامعات الرسميه تعتمد بشكل أساس على التلقين (ولا أبرّء نفسي) وحتى لو حاول المدرس في بعض الاحيان الطلب من الطلبه القيام بالبحث في الانترنت والمكتبه لما استطاع متابعة الطلبه والاشراف عليهم وذلك لكثرة اعدادهم في الشعبه الواحده ويشكل هذا الاسلوب في التدريس عقبه رئيسيه في طريق التغيير والتطوير.
4-أن دخول نظام الموازي الى الجامعات الرسميه أدى الى تضخم اعداد الطلبه في الشعب مما أثر بشكل سلبي على تحصيل الطلبه ولم يمنح المدرس وقتا كافيا للتركيز ومراعات الفروق الفرديه وقد انسحب هذا التضخم حتى على طلبة الدراسات العليا واصبحنا في وضع يسود فيه الكم على حساب الكيف.ودخول هذا النظام كان بمثابة رافد مالي مهم للجامعات وذلك بسسب مديونيتها وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه العاملين فيها او البنوك والمؤسسات الدائنه.
5-تتدخل كثير من العوامل في تقييم الطالب فصليا اوفي حالة التخرج ومنها الوساطه والمحسوبيه، طلب الشعبيه من قبل قلّه من المدرسين ورفع العلامات الى مستويات غير حقيقه،تدني نوعية الاسئله وقصرها، واللجوء في اغلب الاحيان للاختيار من متعدد وذلك لان المدرس ليس لديه الوقت الكافي لتصحيح مئات الاوراق، كما أنّ هنالك شبه عرف في بعض الجامعات بأن الطالب المتوقع تخرجه يجب ان ينجح وحتى لو كان لايستحق ذلك. وكذلك حالة الاحباط والامبالاه التي يمر بها العديد من العاملين في المؤسسات الرسميه بسسب تدني الرواتب وفساد الكثير من السياسات الرسميه، وما هذا الا غيض من فيض.
اذن ما الحل؟
1-الغاء وزارة التعليم العالي وتشكيل لجنه وطنيه عليا للتعليم العالي مستقله استقلالا تاما عن الحكومه ومكونه من عدد من الاكاديميين المعروفين بالفكر والخبره والقدره والاستقامه واستبعاد مجموعات الضغط الاكاديمي التقليديه منها.
1- أجتثاث الوساطه والمحسوبيه وبشكل تام من المشهد الاكاديمي. وانفاذ القوانين والانظمه والتعليمات على الجميع وبشكل صارم.
2-عند شغور مركز رئيس الجامعة او العميد تقوم الجامعة بتشكيل لجان متخصصه تقوم بوضع معايير وأسس علميه وموضوعيه ومن ثم الاعلان عن حاجتها وبوقت كاف قبل انتهاء مدة الرئيس او العميد ومن ثم تتم المفاضله والاختيار من بين المتقدمين على هذه الاسس.
3-زيادة حصة كل جامعة من المخصصات الماليه من ميزانية الدوله حتى تستطيع الجامعه القيام بالتطوير والتغيير المنشود.
4-السماح بالموازي في اضيق الحدود وقصره على الطلبه المتفوقين وليس على كل من ملك المال.
5-تقليل اعداد الطلبه في الشعب ومراعاة طبيعة المساقات ومتطلباتها لتمكين الطالب والمدرس من النهوض بالمستوى العلمي.
6-وضع أطر جديده ومحفزه للطلبه للقيام بالابحاث العلميه وتحصيل المعرفه وترسيخ مفاهيم الاعتماد على النفس والمبادره والابداع والفكر الخلاق.
7-مراعاة حاجات سوق العمل المحلي والخارجي والحاق الطلبه في دورات تدريبه متخصصه بالاضافه للمناهج في كل جامعه حتى يتم اعدادهم بالشكل المناسب ليستطيعوا المنافسه في هذه الاسواق.
طبعا هذه ليست وصفه شامله جامعه ونهائيه للنهوض بالتعليم العالي وانما قابله للتعديل والتبديل والزياده شريطة الابقاء على التوصيات الاساسيه.
1-تغلغل الوساطه والمحسوبيه في الجامعات الرسميه ومن رأس الهرم وحتى الطالب ولقد تشكلت ومنذ زمن مجموعات ضغط في التعليم العالي تأتي بمن تريد وزيرا للتعليم العالي او رئاسة الجامعة بالاضافه الى ان بعض الشخصيات تم اختيارها بسبب خلفيات معينه لا تمت للاكاديميا بصله، ولايغرّنكم تشكيل اللجان لاختيار رؤساء الجامعات، فهذه للديكور والتجمّل ،كما جرت العاده على وضع شخصيات اكاديميه اعضاء في مجلس التعليم العالي عرفت بالضعف وعدم المعرفه وقلة الخبره ولها باع طويل في الوساطه والمحسوبيه، مما ادى الى ضعف مخرجات هذا المجلس.كما أنّ مجالس أمناء الجامعات تقوم بدور بروتوكولي في اغلب الاحيان وتوافق على كل مايريده رئيس الجامعه.
2-وأنا اعجب أن كثيرا ممن تسلموا المسؤليه كوزارء تعليم عال او رؤساء جامعات وبرغم تأليفهم للجان العديده ووضع التوصيات الكثيره، لم يقوموا باجراء اي تطوير او تغيير يذكر على ارض الواقع. وابقوا الامور على ماهي عليه وعندما خرجوا من الوظيفه بدأو بطرح الافكار وبعض المبادرات والانتقادات، واستغرب ان تقوم الصحافه والاعلام باستطلاع آرآئهم في كل مره على اساس انهم خبراء وهم يتحملون المسؤليه الكبرى في مآلت اليه الامور في التعليم العالي.
3-مازالت طرق التدريس في الجامعات الرسميه تعتمد بشكل أساس على التلقين (ولا أبرّء نفسي) وحتى لو حاول المدرس في بعض الاحيان الطلب من الطلبه القيام بالبحث في الانترنت والمكتبه لما استطاع متابعة الطلبه والاشراف عليهم وذلك لكثرة اعدادهم في الشعبه الواحده ويشكل هذا الاسلوب في التدريس عقبه رئيسيه في طريق التغيير والتطوير.
4-أن دخول نظام الموازي الى الجامعات الرسميه أدى الى تضخم اعداد الطلبه في الشعب مما أثر بشكل سلبي على تحصيل الطلبه ولم يمنح المدرس وقتا كافيا للتركيز ومراعات الفروق الفرديه وقد انسحب هذا التضخم حتى على طلبة الدراسات العليا واصبحنا في وضع يسود فيه الكم على حساب الكيف.ودخول هذا النظام كان بمثابة رافد مالي مهم للجامعات وذلك بسسب مديونيتها وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه العاملين فيها او البنوك والمؤسسات الدائنه.
5-تتدخل كثير من العوامل في تقييم الطالب فصليا اوفي حالة التخرج ومنها الوساطه والمحسوبيه، طلب الشعبيه من قبل قلّه من المدرسين ورفع العلامات الى مستويات غير حقيقه،تدني نوعية الاسئله وقصرها، واللجوء في اغلب الاحيان للاختيار من متعدد وذلك لان المدرس ليس لديه الوقت الكافي لتصحيح مئات الاوراق، كما أنّ هنالك شبه عرف في بعض الجامعات بأن الطالب المتوقع تخرجه يجب ان ينجح وحتى لو كان لايستحق ذلك. وكذلك حالة الاحباط والامبالاه التي يمر بها العديد من العاملين في المؤسسات الرسميه بسسب تدني الرواتب وفساد الكثير من السياسات الرسميه، وما هذا الا غيض من فيض.
اذن ما الحل؟
1-الغاء وزارة التعليم العالي وتشكيل لجنه وطنيه عليا للتعليم العالي مستقله استقلالا تاما عن الحكومه ومكونه من عدد من الاكاديميين المعروفين بالفكر والخبره والقدره والاستقامه واستبعاد مجموعات الضغط الاكاديمي التقليديه منها.
1- أجتثاث الوساطه والمحسوبيه وبشكل تام من المشهد الاكاديمي. وانفاذ القوانين والانظمه والتعليمات على الجميع وبشكل صارم.
2-عند شغور مركز رئيس الجامعة او العميد تقوم الجامعة بتشكيل لجان متخصصه تقوم بوضع معايير وأسس علميه وموضوعيه ومن ثم الاعلان عن حاجتها وبوقت كاف قبل انتهاء مدة الرئيس او العميد ومن ثم تتم المفاضله والاختيار من بين المتقدمين على هذه الاسس.
3-زيادة حصة كل جامعة من المخصصات الماليه من ميزانية الدوله حتى تستطيع الجامعه القيام بالتطوير والتغيير المنشود.
4-السماح بالموازي في اضيق الحدود وقصره على الطلبه المتفوقين وليس على كل من ملك المال.
5-تقليل اعداد الطلبه في الشعب ومراعاة طبيعة المساقات ومتطلباتها لتمكين الطالب والمدرس من النهوض بالمستوى العلمي.
6-وضع أطر جديده ومحفزه للطلبه للقيام بالابحاث العلميه وتحصيل المعرفه وترسيخ مفاهيم الاعتماد على النفس والمبادره والابداع والفكر الخلاق.
7-مراعاة حاجات سوق العمل المحلي والخارجي والحاق الطلبه في دورات تدريبه متخصصه بالاضافه للمناهج في كل جامعه حتى يتم اعدادهم بالشكل المناسب ليستطيعوا المنافسه في هذه الاسواق.
طبعا هذه ليست وصفه شامله جامعه ونهائيه للنهوض بالتعليم العالي وانما قابله للتعديل والتبديل والزياده شريطة الابقاء على التوصيات الاساسيه.