فاسدون يعودون رغما عنا
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : قالوا كذبا؛ وما زالوا يقولون.. ويطاردون الثقة؛ أعني يجهدون أنفسهم والله؛ وبعضنا يتمنى الصمم، كي لا يسمع حكاية بناء جسور الثقة بين المواطن والحكومات..
كيف نثق يا هذا بالذين سرقونا، أو باعونا بثمن بخس، أو بهؤلاء الذين قاموا ببطولات مجانية خدمة لأعداء أو لأصحاب أجندات مشبوهة، وكيف نثق بمن باعوا أنفسهم للشيطان على مرأى ومسمع منا جميعا، وارتضوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد عمال في مغسلة، لتبييض أموال مسروقة وتبييض صفحات ونفوس سوداء..
ثم وبقدرة غبي أو فاشل أو تافه أو بقدرة ولمصلحة لص أكبر، تتم إعادتهم جميعا الى المشهد، فيتطوع لصوص صغار وطامحون بالسرقة لتلميع هؤلاء ثانية وعاشرة، وجميعهم يعيدون الكرّة عاشر وألف مرة..
كيف يثق المواطن بالاعلام، وبمؤسسات الدولة وبالحكومات وبالنواب، والأهم من هذا كيف يثق بجدوى جهود المؤسسات الرقابية المعنية بمكافحة ومطاردة الفساد، ما دام الأشخاص المتسخون يعودون الى المشهد، ويقودونه في أكثر من مجال، وكيف نبرر صمت الذين يدعون بأن لديهم ضميرا صاح، ويقدمون أنفسهم كخبراء بتفسير كل شيء حتى الظواهر الكونية في مناطق غير محسوسة من الكون الفسيح ؟!.
ألا يوجد في الأردن غيرهم؟ هل نحن الفاسدون مثلا؟ هذه أسئلة أطرحها شخصيا، ويطرحها كل مواطن أردني، يشعر بالخذلان حين لا يتم تقدير جهوده ولا امكانياته، بينما تلجأ الحكومات والمؤسسات المختلفة الى بعض الذين يعرف الأردن جميعه تورطهم بالسرقة والفساد، والذين بسبب جرائمهم تم إقصاؤهم قبل سنوات أو توقيفهم وحبسهم، يقع عليهم الاختيار من قبل جهات مجهولة، فيعودون ويقتنصون الفرص للمرة الألف، للدرجة التي تشعرك أن مثل هذه المواقع لا تليق الا بالفاسدين واللصوص ..
هذا شخص لا يحمل الثانوية العامة، وعلى ميزان من مليون درجة في التحصيل العلمي والثقافي وفي الشرف والكرامة والوطنية لا يحوز على درجة من مليون، يصبح مسؤولا على أعلى مستوى، أو يسيطر على موقع مهم في وزارة أو مؤسسة، وسلوكه الفاسد معلن، ولا أذن تسمع تظلمات الناس ولا حتى عين ترى ما تتم كتابته عنه من قرارات وتقارير ومستمسكات قانونية تؤكد شذوذه وفساده..لكنه ورغما عنا جميعا يعود ويحكم ويرسم ويقود !.
وذاك؛ لص مشهود، كان كابتن لفريق من لصوص، خان الأمانة، فسرق بوضح النهار، وتم إبعاده، وشنت الحرب ضده، لكنه يعود ثانية، ويمارس لصوصيته بشكل معلن، ولا أحد يعترض على عودته أو يلاحظ تصرفاته المشينة المعلنة..
لماذا تصمتون عنه وعنهم، وكيف تبررون للناس اعترافكم بنظافته وثناؤكم عليه .. بشرفكوا «ان كان لديكم مثله) : هل أنتم من عصابة واحدة؟!. ربما أنتم كذلك، أو أنتم مثل هؤلاء: ..
المتنفذون؛ بعضهم لا يتحرج من وصف الوطن كمزرعة، وحين يسألونه: لماذا أنت مناطقي في التعيينات، ولماذا تقدم معارفك وأقاربك رغم عدم أحقيتهم وعدم أهليتهم، تقوم أنت بتقديمهم سطوا على حقوق الناس، فيقول بلا أدنى شعور بالخجل : هو دوري في سقاية مزرعتي، فهل تريدون مني أن أسقي أشجار الآخرين؟ افعلوها حين تصلون الى هذا الموقع، أعني حين يكون دوركم في السقاية ..وصحتين.
يبدو أن الجواب لديكم «نعم». لا يوجد في الأردن غيرهم ونحن الفاسدون. فيا عمالا في مزارعهم، ويا أيها البسطاء، الفقراء، الصامتون، المؤهلون، الأوفياء : كيف تستطيعون؟! كيف تستطيعون الصمت عن حقوقكم حين يسرقها هؤلاء، أنتم أكثر منهم لصوصية لأنكم تخونون أنفسكم اولا وعاشرا.. تريدون أسماء بلا شك، سوف آتيكم بها رغما عن مشيئتكم، فأنا لا أتوقع أن تسألوني عنها رغم أنه واجبكم، سأحضرها لكم، وحين لم تفعلوا شيئا، سأكتبها هنا، فالرفق ليس بكم ولا بهم.
إنما الرفق بالوطن وبالأوفياء الصابرين القابضين على الجمر؛ ليدوم، لكنهم ولكنكم لا تريدون له دواما، وهذه هي جريمتكم الفعلية فنحن نصبر ونجوع ونموت يوم نموت، ليحيا الوطن ويدوم.
ibqaisi@gmail.com
الدستور
كيف نثق يا هذا بالذين سرقونا، أو باعونا بثمن بخس، أو بهؤلاء الذين قاموا ببطولات مجانية خدمة لأعداء أو لأصحاب أجندات مشبوهة، وكيف نثق بمن باعوا أنفسهم للشيطان على مرأى ومسمع منا جميعا، وارتضوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد عمال في مغسلة، لتبييض أموال مسروقة وتبييض صفحات ونفوس سوداء..
ثم وبقدرة غبي أو فاشل أو تافه أو بقدرة ولمصلحة لص أكبر، تتم إعادتهم جميعا الى المشهد، فيتطوع لصوص صغار وطامحون بالسرقة لتلميع هؤلاء ثانية وعاشرة، وجميعهم يعيدون الكرّة عاشر وألف مرة..
كيف يثق المواطن بالاعلام، وبمؤسسات الدولة وبالحكومات وبالنواب، والأهم من هذا كيف يثق بجدوى جهود المؤسسات الرقابية المعنية بمكافحة ومطاردة الفساد، ما دام الأشخاص المتسخون يعودون الى المشهد، ويقودونه في أكثر من مجال، وكيف نبرر صمت الذين يدعون بأن لديهم ضميرا صاح، ويقدمون أنفسهم كخبراء بتفسير كل شيء حتى الظواهر الكونية في مناطق غير محسوسة من الكون الفسيح ؟!.
ألا يوجد في الأردن غيرهم؟ هل نحن الفاسدون مثلا؟ هذه أسئلة أطرحها شخصيا، ويطرحها كل مواطن أردني، يشعر بالخذلان حين لا يتم تقدير جهوده ولا امكانياته، بينما تلجأ الحكومات والمؤسسات المختلفة الى بعض الذين يعرف الأردن جميعه تورطهم بالسرقة والفساد، والذين بسبب جرائمهم تم إقصاؤهم قبل سنوات أو توقيفهم وحبسهم، يقع عليهم الاختيار من قبل جهات مجهولة، فيعودون ويقتنصون الفرص للمرة الألف، للدرجة التي تشعرك أن مثل هذه المواقع لا تليق الا بالفاسدين واللصوص ..
هذا شخص لا يحمل الثانوية العامة، وعلى ميزان من مليون درجة في التحصيل العلمي والثقافي وفي الشرف والكرامة والوطنية لا يحوز على درجة من مليون، يصبح مسؤولا على أعلى مستوى، أو يسيطر على موقع مهم في وزارة أو مؤسسة، وسلوكه الفاسد معلن، ولا أذن تسمع تظلمات الناس ولا حتى عين ترى ما تتم كتابته عنه من قرارات وتقارير ومستمسكات قانونية تؤكد شذوذه وفساده..لكنه ورغما عنا جميعا يعود ويحكم ويرسم ويقود !.
وذاك؛ لص مشهود، كان كابتن لفريق من لصوص، خان الأمانة، فسرق بوضح النهار، وتم إبعاده، وشنت الحرب ضده، لكنه يعود ثانية، ويمارس لصوصيته بشكل معلن، ولا أحد يعترض على عودته أو يلاحظ تصرفاته المشينة المعلنة..
لماذا تصمتون عنه وعنهم، وكيف تبررون للناس اعترافكم بنظافته وثناؤكم عليه .. بشرفكوا «ان كان لديكم مثله) : هل أنتم من عصابة واحدة؟!. ربما أنتم كذلك، أو أنتم مثل هؤلاء: ..
المتنفذون؛ بعضهم لا يتحرج من وصف الوطن كمزرعة، وحين يسألونه: لماذا أنت مناطقي في التعيينات، ولماذا تقدم معارفك وأقاربك رغم عدم أحقيتهم وعدم أهليتهم، تقوم أنت بتقديمهم سطوا على حقوق الناس، فيقول بلا أدنى شعور بالخجل : هو دوري في سقاية مزرعتي، فهل تريدون مني أن أسقي أشجار الآخرين؟ افعلوها حين تصلون الى هذا الموقع، أعني حين يكون دوركم في السقاية ..وصحتين.
يبدو أن الجواب لديكم «نعم». لا يوجد في الأردن غيرهم ونحن الفاسدون. فيا عمالا في مزارعهم، ويا أيها البسطاء، الفقراء، الصامتون، المؤهلون، الأوفياء : كيف تستطيعون؟! كيف تستطيعون الصمت عن حقوقكم حين يسرقها هؤلاء، أنتم أكثر منهم لصوصية لأنكم تخونون أنفسكم اولا وعاشرا.. تريدون أسماء بلا شك، سوف آتيكم بها رغما عن مشيئتكم، فأنا لا أتوقع أن تسألوني عنها رغم أنه واجبكم، سأحضرها لكم، وحين لم تفعلوا شيئا، سأكتبها هنا، فالرفق ليس بكم ولا بهم.
إنما الرفق بالوطن وبالأوفياء الصابرين القابضين على الجمر؛ ليدوم، لكنهم ولكنكم لا تريدون له دواما، وهذه هي جريمتكم الفعلية فنحن نصبر ونجوع ونموت يوم نموت، ليحيا الوطن ويدوم.
ibqaisi@gmail.com
الدستور