التطبيع.. رداً على الكاتب ابراهيم الغرايبة
م. أسعد البعيجات
جو 24 :
وقف عبدالسلام المجالي رئيس الوزراء السابق عراب وادي عربه يذكرُ مزايا اتفاقية وادي عربة أخذاً المواطن من واد الى واد ومن حلم الى حلم ومن رفاهية الى رفاهية وكأنه نسي انه يتحدث لمواطن يرفض كل هذه الكلام لانها اوهام ولن تُغريه كل هذه الأحاديث التي لا تتجاوز حنجرة متحدث، من أحاديث مدفوعة الأجر من كراسي ومناصب.
سُئل بعدها نفس رئيس الوزراء عن هذه الأحلام والرفاهية التي تحدث عنها فقال : هيك حكولنا !!!
رئيس وزراء صاحب ولاية عامة هيك حكوا له واضح من الرد ان وظيفته في المعاهدة لم تكن سوى التوقيع وكاميرات امام المشاهدين فقط لا غير.
قبل أيام أطل علينا الكاتب ابراهيم غرايبة في مقال هو أقرب لحديث رئيس الوزراء السابق بل زاد جرعة الاوهام من حديث الرفاهية والاحلام مستغلاً جوع وفقر المواطن متوهماً ان المواطن بعد ٢٢ سنة سيغير من قناعاته
إحنا اللي بسنين المحل جعنا ولا بعنا
وإحنا اللي لقمة مغمسة بالذل يا حبيب رفضناها
يصف الكاتب أن مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني هو سبب الأزمة الاقتصادية في الاْردن مُستدلاً بإنجازات الكيان الصهيوني على ارض الواقع من تنمية وتقدم وحضارة ويجب علينا استغلالها والاستفاد من خبراتهم.
لم يتوقف عند هذا الحد بل برر ضرورة العمل معهم ووقف التطبيع أسوة بإخواننا الفلسطينين الذي يعملون مع الصهاينة .
تبرير أبليسي يحسبهُ الضمآن ماء وكأن الخيارات امام الفلسطينين بس قرمز ونقي والوظائف على قفا من يشيل.
تبرير لا يقل سوءا وقُبحاً عن تبرير من سبقوه في هذا الكار من التنازلات وتثبيط الهمم والعزيمة.
لا يقل عن تبرير رئيس وزراء سابق ان الكازينوا سينهض بالاقتصاد. ولا يقل عن تبرير مسؤول أخر ان النبيذ المقدس سيُدر علينا انهار اللبن والعسل.
من قال لك أيها الكاتب الجليل ان التعامل مع الكيان الصهيوني واقف وان التطبيع بحاجة الى تنشيط
الم تقلي البطاطا الإسرائيلية ؟
الم تأكل سلطة الفواكه بالمنجا والكيوي الاسرائيلي ؟
الم تشرب عصير الجزر الاسرائيلي ( الا تعلم ان الجزر بقوي النظر ) ؟
الم ترى ذلك الرجل ذو اللباس العربي وهو ينحني هو ودلدته ليصب القهوة لبيريز في مؤتمر دافوس في البحر الميت ؟
الم تسمع بالتحالف العربي على الارهاب ومشاركة اسرائيل بالتدريبات والاستعدادات ؟
الا ترى الحماية لسفارة الكيان الصهيوني في الرابية وتشييك الاراضي الفارغة القريبة من السفارة من قبل المحافظ . حتى لم يعد لك مكان لتلبية نداء الطبيعة عند الحاجة ؟
الم تقرأ خبر تسريح الطيار الصمادي وسببه ؟
الم تقرا المناهج الدراسية التي تُفصل تفصيل حسب رغبة الكيان الصهيوني؟
الم ترى فريق كرة السلة وروؤساء البلديات والنادي الرياضي والتبادل الثقافي على مستوى المدارس والجامعات؟
الم تقرأ اعلانات الجرائد لشواغر عمل في الاراضي المحتلة ؟
ماذا تريد أكثر من ذلك ؟
هل التزم الكيان الصهيوني بمعاهدة وادي عربه وبنودها ؟
لك ان تسأل وزير الخارجية كم بند من بنود الاتفاقية لا زال بكّراً ، معظم البنود تم اغتصابها بوضح النهار ومسؤولينا مشغولين باستثماراتهم وشركاتهم.
الم نشرب المياة العادمة مرات ومرات ؟
الم تسمع تصريحاتهم بخصوص الاْردن وغرب النهر والبتراء ووادي موسى وملك الاردن ؟
الم تستنتج من دراساتك المتعددة مشاريعهم ونواياهم وهل التزموا بشيء مما وقعوا عليه؟
كنت اتمنى وانت المفكر والباحث والكاتب والصحفي في الصحف والمجلات الأردنية والعربية، ولك عدد من الكتب والدراسات في مجالات الفكر الإسلامي، والعمل الاجتماعي، والتنمية والإصلاح والثقافة ان تقدم شيئاً جديداً مختلف عن من سبقك من هم من سنك ورفضهم ونبذهم المجتمع.
مؤسف جدا ان تصل الامور بكاتب بهذا المستوى الى خلط الحابل بالنابل والمنطق والمبدأ لأغواء اصحاب النفوس الضعيفة .
كنت اتمنى ان تقدم رؤية جديدة بعيداً عن الانهزامية والتخاذل تجاة قضية الأمة.
كنت اتمنى ان تحترم المواطن الذي رفض هذه المعاهدة النتنة ورفض كل أوجه التعاون من سنة ١٩٤٨ لغاية الان. يجدد رفضه لكل أشكال التعاون في كل يوم وكل مناسبة.
اقل ما فيها ان تحترم شهداء الكرامة ووادي السلط وباب الوالد والعجلوني وموفق السلطي الذين ارتقوا عند ربهم في سبيل هذه الارض.
أتستكثر علينا محاربة هذا الكيان الصهيوني من خلال رفض التعامل معه الا يكفي رمي السلاح ؟ أيوجد بعد هذا التشليح تشليح؟ ماذا تريد ان نخلع ونرمي ايضاً ؟
لك ان تسأل عرب الداخل في فلسطين المحتلة اصحاب الجنسيات الاسرائيلة كيف هي معاملتهم ؟
وقد رأيتهم يعزون بشارون ويُلبسون بيريز العباءة العربية ويخدمون ايضاً في الجيش الاسرائيلي !!!
لك ان تسألهم وتاخذ من تجاربهم وكيف يتم معاملتهم من قبل الكيان.
في النهاية لك ان تتعامل مع من تريد
وزي ما بحكوا كل شاه معلقة من عرقوبها
أما ان تُطل علينا من خلال جريده خارجية بهذه السموم وهذا الخطاب الانهزامي فلن يكون مصير هذا الكلام والصفحات التي كُتب عليها المقال الا عند بائع الذرة لاستعمالها في التغليف وهش الذبان.