اذاعات ترقص بلا ترخيص
المسؤول الأول هنا؛ هو هيئة الاعلام، ومديرها الصديق الدكتور أمجد القاضي (ذكرت هذا الرجل كثيرا في مقالاتي وبلا طائل.. زبطنا يا سيدي بدنا إذاعة)..
الراقصة الأرمنية «صافيناز»، قد تدفع مليون ونصف مليون دولار كغرامة، حين تعرض للمحاكمة قريبا، لأنها قامت بوصلة استعراضية في أحد الفنادق بمصر، دون ترخيص، ولا أعلم من هي الفئة التي ستفقد حقوقها بالمتعة، حين يتم تغييب هذا اللون من الرقص، وهل هو رقص شرقي»عربي يعني» أم هو رقص شرقي جدا.. «أرميني يعني»، قصة محزنة لن تجد من يدافع عنها، وقد تدفع الراقصة ثمن أكمن «هزة خصر» ملايين من الدولارات جمعتها من عرق الخصر والصدر.. يا حرامكو!
والدكتور أمجد القاضي؛ مدير هيئة الاعلام له علاقة مباشرة بما يجري في سمائنا وهوائنا بلا ترخيص:
إذاعات الموجة القصيرة، التي تبث على موجات اف ام، لها مديات وقدرات محدودة ضمن شروط الترخيص، وهي مديات متعارف عليها دوليا، ولها علاقة بالضوضاء وبالوضع الصحي العام، لذلك يوجد لها محددات دولية، وهذه مسؤولية مناطة بهيئة الاعلام المخولة بمنح الترخيص للاذاعات، والتي تتابع بثها، والتزامه بقدرات البث المسموح بها، ولها أيضا مسؤولية قانونية بمحتوى ما يتم بثه ضمن أثيرنا الأردني، من قبل هذه الاذاعات..
قبل أيام وعلى هامش احتفالها بعيدها 57 التقيت بمدير اذاعة المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ نصر عناني، وسألته السؤال على طريقة « التشفي وفش الغل»: طبختونا تكنولوجيا يا سيدي، وإذاعتكم تعاني من أضعف بث مقارنة مع إذاعات هاوية ومحدودة المديات وتستخدم أبراج مؤسسة الاذاعة والتلفزيون؟!.. شو القصة ؟!
قال لي القصة تكمن في أنها اذاعات هاوية كما قلت: فهي تستخدم أبراجنا ومع أن أجهزة البث لدينا أكثر حداثة، ولدينا فرق مهندسين أعرق وأكثر خبرة، في الواقع هم ليس لديهم مهندسين للتكنولوجيا الاذاعية على الاطلاق، وهذا سبب آخر مضاف للأسباب الأخرى.. طلبت توضيح الكلام؛ فقال نصر عناني:
هذه الاذاعات تنتهك القانون، وتقوم بالعبث في معيار «قدرة البث»، وهو عبارة عن مفاتيح مثبتة على أجهزة البث الاذاعي، يقوم الموظفون في تلك الاذاعات بتغييرها، دون علم ولا رقابة ولا متابعة من قبل هيئة الاعلام، فيرفعون القدرة الى مداها الأوسع، وهو مدى غير مسموح به دوليا، وله آثار جانبية صحية «مسرطنة»، لكنهم لا يلتزمون، بينما نحن في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون نلتزم، وهذا ما تسمعه من فرق في قوة بث الاذاعات، فتكون في الكرك او اربد وتسمع بوضوح إذاعة تبث في عمان على موجة واحدة قصيرة، بينما لا تسمع في اربد أو الكرك موجة 90 اف ام مثلا، المخصصة للاذاعة الاردنية لمنطقة عمان، لأن لإذاعتنا موجة أخرى قصيرة خاصة بكل محافظة أو منطقة، بينما تلك الاذاعات لها موجة واحدة في منطقة عمان لكنك تسمعها بوضوح خارج تلك المنطقة، بسبب العبث وانتهاك القانون ..
اذا فالاذاعات ترقص أيضا بلا ترخيص، لكن لا غرامات ولا أخلاقيات، ويقوم الهواة بالعبث في معايير البث، لإقناع الأميين بأنهم خارقين لكل العادات الاذاعية، ويمكنهم الوصول الى أقصى الدنيا بموجات قصيرة.. شفتوا الهبل!
هيئة الاعلام الأردني ومن عجب لا تتابع مثل هذه القصة من التجاوز الخطير ! وانا بصراحة لا أحب ولا أجيد أي فن من فنون الرقص، لكنني معني ببعض المسؤولين الذين يغدقون المال العام على هواة، باعتبارهم آباء وأمهات الإذاعات وفنون الرقص فيها وعليها..
ترى بفضحكوا فضح.
ibqaisi@gmail.com