ماذا يحدث في غرف الفنانين وراء الكواليس؟
جو 24 :
يطل الفنانون على المسرح بأجمل صورة، يضحكون ويتفاعلون مع الجمهور كي يحبهم أكثر، ولكن بعيداً عن أضواء المسرح، يظهر الفنانون تصرفات وشروط غير مألوفة في غرفهم أو وراء الكواليس، حتى أصبح لقاء الفنان على المسرح أسهل بكثير من لقائه وراء الكواليس، وذلك بسبب شخصياتهم المستفزة أحياناً.
فعند زيارة الفنان في غرفته، نرى الضغط واضحاً على وجهه فتجده يسرع الى غرفة تبديل الملابس والمكياج، ولا يقبل الفنان أن يقوم بأي مقابلة قبل انتهاء الحفلة أو البرنامج وذلك لأنه يشعر بتوتر قبل الظهور الى المسرح.
عمل الصحفي ليس سهلاً اذ يقف الصحفي وفريق العمل مع الفنان لدقيقتين على الأقلّ لاختيار الزاوية الأنسب له، أي ما يعرف اليوم في قاموسهم الفني بالـ profile الذي يحددونه بأنفسهم، ويصرّون على أن يحترم المصوّر الموقع الذي يحدّدونه بأنفسهم أو من قبل مدراء أعمالهم.
منهم من يخاف من الكاميرا!
ويبدو أنّ للفنان اليوم هاجس جديد لا يظهر إلّا إذا وقف الأخير أمام عدسة تلتقط الفيديوهات أو الصّور. فهناك في الكواليس، ينتاب بعض الفنانين خوف كبير من الكاميرا مع العلم أنّها أقلّ رهبة من كاميرات المسرح الضخمة والتي تجول حوله باستمرار غير منقطع.
وأحياناً يطلب الفنان من الصحفي أن يوقف المقابلة لأنّ السؤال لم يعجبه، فتبدو على وجهه ملامح جديدة لا يراها إلّا من يقف أمامه أو الى جانبه، وهناك، خلف الأضواء، تظهر معالم الارتباك الكبير الذي لا نراه كمشاهدين على المسرح. ففي بعض الأحيان، يرتبك الفنان في الجواب فيعيد التسجيل مرّة، اثنيتن أو ربما ثلاث مرّات. وفي أحيان أخرى، لا يهتمّ الفنان إلّا لمظهره على الكاميرا فيشغل كل من في الغرفة ويوقفهم بأماكن محدّدة لكي لا يؤثرون سلباً على الإضاءة فيضع الصحافي والمصوّر في حالة من التشنّج التي يمكنها أن تقفده تركيزه وسعيه الى إيجاد أسئلة تليق بمسيرة الفنان وبسمعته الصحافية الشخصية.
وعند التعرف عليهم عن قرب أكثر، نخرج وفي أذهاننا صورة مختلفة كليّاً عن تلك التي كانت في مخيّلتنا... إمّا نحبّه ونعشقه أكثر... أو نحزن لأنّ طريقة تعامله أحبطت صورته الجميلة في عقولنا، ما نخشاه أنّ الحالة الثانية هي التي تغلب في معظم الأحيان، والسبب ربما أن الفنان دائماً مضغوط ولا يملك الوقت لأن يتعامل بلطف ولباقة.وكالات