jo24_banner
jo24_banner

إسرائيل إذ تفرض شروطها على تركيا

أسعد العزوني
جو 24 :
أسعد العزوني
من يحسن التخطيط ويمتلك أدوات القوة ، ويكون بارعا في الحيلة والدهاء ، يحشر خصمه في الزاوية ويسجل عليه النقاط الكفيلة بالضربة القاضية ، وهذا لن يتقنه سوى يهود بحر الخزر وحدهم فقط ، وها نحن نراهم يمارسون الضغوط حد الإذلال على تركيا ، إنتقاما منها لأنها حاولت الإبتعاد عن الحضن الإسرائيلي ، من خلال العديد من الممارسات ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، محاولة كسر الحصار عن غزة ، وقد تصرف الجنود الإسرائيليون ضد أسطول مرمرة بأقسى صور الحقد والبعد عن اللباقة .
وحتى لا نبتعد عن النقطة المركز ، فإنني موقن يقين الواثق ، أن إسرائيل الداعشية هي التي تقف وراء تفجير إسطنبول الإرهابي الأخير، الذي راح ضحيته عدد من الإسرائيليين من ضمنهم فلسطينيين من الساحل المحتل عام 1948 ، لأسباب عديدة أهمها فتح ملف المصالحة التركية – الإسرائيلية ، وتحقيقها ولكن بالشروط الإسرائيلية .
لقد إشترطت إسرائيل على تركيا التي بدت مؤخرا متلهفة على إعادة العلاقات التركية – الإسرائيلية إلى سابق عهدها ، أن تطرد حركة حماس وتغلق مكاتبها في تركيا ، وهذا بحد ذاته غلو وتطرف وعدم لباقة ، لأنه إعتداء غاشم على السيادة التركية ، ووقاحة إسرائيلية لم نشهد لها مثيل ، خاصة عندما نعلم أن تركيا كانت وإلى فترة قريبة تقوم بوساطة بين حركة حماس ومستدمرة إسرائيل.
يوم الإنفجار وجدنا أن المصابين الإسرائيليين في إنفجار إسطنبول ، كانوا هم الخبر رقم واحد في كافة نشرات الأخبار العالمية ، وكأن إصابة إسرائيلي أو قتله ، إنما يعني نهاية العالم ، علما أنهم تفوقا على نازية وإرهاب شريكهم وحليفهم الألماني هتلر ، الذي تحالف معهم وهبهم الشباب اليهود في ألمانيا ليقيموا فيهم دولتهم في فلسطين ، وإتفقوا معه على قتل الشيوخ والمرضى الميئوس من حالاتهم والمعاقين ، ليستغلوا ألمانيا أبشع إستغلال حتى يومنا هذا .
وتظهر نازيتهم في فلسطين حيث لم يسلم منهم الطفل الرضيع ولا الشيخ الجليل ، إذ نرى هذه الأيام سعار المستدمرين ، وبحماية الجيش يعيثون في فلسطين فسادا وحرقا وتقتيلا وتدميرا ، والغريب في الأمر أن هناك من يفتخر بأنه ينسق معهم أمنيا .
إنها ضربة معلم ، ويقيني أن البصمة الإسرائيلية نافرة فيها ومن جميع الجهات ، فإن كان المنفذ الإرهابي داعشيا ، فإن مستدمرة إسرائيل هي الرحم الذي خرج منه داعش ، بغض النظر عن القابلات التي ساعدت في التوليد ، وإن كان سوريا علويا فإن النظام العلوي في سوريا حليف وثيق لمستدمرة إسرائيل ، التي ثبتته حتى يومنا هذا ، وإن كان الإرهابي كرديا ، فإن التحالف الكردي – الإسرائيلي لا يخفى على احد ، وهي توظفهم للعبث في تركيا ، كما وظفت أكراد العراق للعبث في العراق ، بدعم من حليفها المقبور شاه إيران.
اللعبة المكشوفة التي لعبتها مستدمرة إسرائيل ، يوم التفجير الإرهابي هي أن أمين عام وزارة خارجيتها دوري غولد ، ألغى زيارة مقرر له للولايات المتحدة ، وتوجه إلى تركيا ، من أجل تسليم الشروط الإسرائيلية إلى إسطنبول للتطبيع وإتمام المصالحة بينهما ، ولست أشك أن مسؤولين كبارا من الإستخبارات الإسرائيلية قدموا معلومات لا بأس بها لإسطنبول ، لإثبات حسن النوايا ، وهذه عادتهم ، فهم الذين يفتعلون الحدث ، ويقدمون المعلومات للحكومات ، وللمعارضة في نفس الوقت ليظهروا للطرفين أن مستدمرة إسرائيل صديقة الجميع .

تركيا الآن بين فكي الغول الإسرائيلي ، وهذا سوء تقدير القيادة في تركيا التي أبقت العلاقات مع إسرائيل على حالها ، عكس الإيرانيين الذين طردوا الإسرائيليين مع الشاه المقبور.
هناك قضية أخرى وهي أن أرجل القدر الثلاث في المنطقة وهم العرب حتى يومنا هذا ، والإيرانيون أيام حكم الشاه المقبور ، والأتراك ما بعد الحكم الجيد ، يتحملون مسؤولية الدمار الحاصل في المنطقة ، وتغول مستدمرة إسرائيل ، التي أطلقت علينا داعشها الإرهابي ، وفعل بنا ما فعل .
كان أجدر بالعرب والإيرانيون والأتراك أن يتفاهموا في ما بينهم ويضبطوا سير الأمور في المنطقة ويشكلوا تحالفا ولا أروع ، ولكننا جميعا فشلنا في الإمتحان ، ونجحت مستدمرة إسرائيل ، وها هي تعيث فينا فسادا وبطلب منا مشفوع بالترجي وتبويس الأيادي.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير