الطراونة للنسور: كنت اتمنى ان تتردد في تعيينات الوظائف العليا
جو 24 :
أحمد عكور - وجّه رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور حول كتاب الأخير المتعلق بتعيينات مجلس النواب والذي ورد فيه (للعلم أن مجلس الوزراء قد وافق -بعد تردد- في جلسته.... وقرر أيضا أن لا ينظر في أي طلبات مشابهة مستقبلا).
الطراونة وفي اجابته على ردّ النسور حول التعيينات في مجلس النواب وكيف أنّ الأخير ادعى حرصه على النزاهة والعدالة أشار بوضوح إلى الشبهات الكثيرة التي دارت حول تعيينات الوظائف القيادية، وقال: "كنت أتمنى منكم أن يكون (التردد) الذي أشرتم إليه ذاته عندما تم اختيار شاغلي الوظائف العليا، أو حين تم ترفيع بعض شاغلي الوظائف العليا من المجموعة الثانية إلى الأولى، أو حين تم منح الاستثناءات للتعيين لكل من وزارة الداخلية والخارجية والعمل ومجلس الأعيان وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة".
وبدا واضحا من الرسالة أن الحكومة ومجلس النواب السابع عشر قد وصلا إلى طريق مسدود في العلاقة بينهما، وبات "الطلاق" الحلّ الأمثل لتلك الخلافات والنزاعات التي شهدناها في الأشهر الماضية، وهو ما يُرجّح عدم بقاء النواب لدورة قادمة، واصدار قرار قريب بحلّ المجلس وإقالة حكومة الدكتور عبدالله النسور.
ردّ الطراونة على النسور كان أقرب إلى "التوبيخ" منه لـ"العتب"، حيث كشف الأول عن جملة من "الرسائل السلبية" التي تؤشر وبوضوح إلى محاولات الحكومة الاستقواء على السلطة التشريعية وإضعافها، مشيرا إلى أن مجلس النواب السابع عشر لم يبخل في مدّ يد التعاون مع السلطات جميعا التزاما بتوجيهات الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
في الحقيقة، إن النسور لم يترك مناسبة أو مفصلا مهما خلال السنوات الأربع الماضية إلا ووجّه فيها اساءة للنواب، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وإن كان الرئيس يدّعي في كلّ مرة حرصه على صورة مجلس النواب الحالي فإنها مجرد تصريحات للاستهلاك الاعلامي.
قساوة ردّ الطراونة وصلت حدّ الاشارة إلى أن ممارسات النسور مبنية على مواقف شخصية ومناكفات جانبية لا بدّ من الترفّع عنها في ظلّ التحديات الجسام التي تحيط بالمملكة "كما أنها تخالف التوجيهات الملكية التي أمرت بالتكامل في الأدوار وليس الاستقواء بالأدوار"، وهو ما يعني عمليا وصول الطرفين إلى لحظة الفراق بالحلّ والإقالة..