لمواجهة الأزمة السورية... التوافق هو الحل
عمر العياصرة
جو 24 : بعد ما كان في اليومين الماضيين يبدو أن الزحف المتدرج للأزمة السورية على مواقع مشهدنا بات حقيقة ماثلة، ويحتاج إلى مقاربة وطنية مختلفة وخلّاقة.
رواية المخابرات عن «خلية الإرهاب» ليست ذات أولوية عندي، فالشك يعلوها، والغرض السياسي متبدٍ، كما أن الدولة ربما ندمت على إرخاء الحبل لتيار السلفية الجهادية، فقررت لذلك إعادة بناء التموضع السابق.
لكن الحقيقة أن جبهتنا الشمالية دخلت على الخط المتصاعد في السخونة العسكرية، وقد فقدنا بالأمس جنديا شهيدا بطلا قام بواجبه ولقي ربه وطنيا مخلصا.
هذا التوتر القادم من الشمال رغما عنا، يزيد من حدة السؤال عن كيفية مواجهته، ونحن بهذه الحالة من الانشطار على مشروع الإصلاح.
نعم الحالة السورية لم تعد تأثيراتها مجرد نظرية تقع في إطار التخويف فقط، اليوم «حمي الوطيس» وبدأنا نتلمس التداعيات الأمنية لها، وهذا يستدعي البحث عن اندماج اجتماعي وسياسي غير مسبوق.
لا حل إلا بتماسك الناس في البلد، فمطبخ القرار ما زال يغض الطرف عن «استحقاق سوريا» بشكل يثير الحنق والغضب وسوء التحليل، ولا نراه معنيٌّ بالذهاب إلى توافق من أي نوع كان.
نعلم أن هناك قوات امريكية في بلادنا، وان الركون لها من قبل المرجعيات يجعلنا أكثر قلقا، ولعل استعراضية عملية المخابرات كان من أهدافها التغطية على ذلك.
لكننا مرة أخرى نحذر من أنّ تدافع الحمم القادمة من دمشق لن يحول دونه، إلا جبهة داخلية متوافقة، وإرادة شعبية راضية، تشارك في رسم معالم القرار وتتحمل مسؤوليته.
ما أخشاه أن توظف السلطة أحداث اليومين الماضيين توظيفا سيئا، تذهب به نحو إطلاق يدها في كل كبيرة وصغيرة، وكأننا نعيش أحكاما عرفية لكن تحت ستار مدني مترهل.
كلنا مع الوطن وأمنه واستقراره، ولن نقبل لأي كان بان يمس حاوية فيه، لكننا نحترم عقولنا أيضا، ونمحص الروايات، ونرى أن المبالغة وراءها أهداف سياسية مزعجة.
آن لنا أن نعقل أنّ «الاستبداد والفساد والإفقار» كلها روافع للتطرف وتأخر العقل عند البعض، فلا حماية لنا إلا بالإصلاح، ولا خيار أمامنا إلا التوافق العادل.
الحل متوافر؛ فتخفيف حدة التوتر الظرفي وإبقاؤه في حدوده الدنيا، يحتاج إلى قرارات مسؤولة وكبيرة، ولا أظن أن النسور يملكها أو المخابرات، فالحل بيد الملك."السبيل"
رواية المخابرات عن «خلية الإرهاب» ليست ذات أولوية عندي، فالشك يعلوها، والغرض السياسي متبدٍ، كما أن الدولة ربما ندمت على إرخاء الحبل لتيار السلفية الجهادية، فقررت لذلك إعادة بناء التموضع السابق.
لكن الحقيقة أن جبهتنا الشمالية دخلت على الخط المتصاعد في السخونة العسكرية، وقد فقدنا بالأمس جنديا شهيدا بطلا قام بواجبه ولقي ربه وطنيا مخلصا.
هذا التوتر القادم من الشمال رغما عنا، يزيد من حدة السؤال عن كيفية مواجهته، ونحن بهذه الحالة من الانشطار على مشروع الإصلاح.
نعم الحالة السورية لم تعد تأثيراتها مجرد نظرية تقع في إطار التخويف فقط، اليوم «حمي الوطيس» وبدأنا نتلمس التداعيات الأمنية لها، وهذا يستدعي البحث عن اندماج اجتماعي وسياسي غير مسبوق.
لا حل إلا بتماسك الناس في البلد، فمطبخ القرار ما زال يغض الطرف عن «استحقاق سوريا» بشكل يثير الحنق والغضب وسوء التحليل، ولا نراه معنيٌّ بالذهاب إلى توافق من أي نوع كان.
نعلم أن هناك قوات امريكية في بلادنا، وان الركون لها من قبل المرجعيات يجعلنا أكثر قلقا، ولعل استعراضية عملية المخابرات كان من أهدافها التغطية على ذلك.
لكننا مرة أخرى نحذر من أنّ تدافع الحمم القادمة من دمشق لن يحول دونه، إلا جبهة داخلية متوافقة، وإرادة شعبية راضية، تشارك في رسم معالم القرار وتتحمل مسؤوليته.
ما أخشاه أن توظف السلطة أحداث اليومين الماضيين توظيفا سيئا، تذهب به نحو إطلاق يدها في كل كبيرة وصغيرة، وكأننا نعيش أحكاما عرفية لكن تحت ستار مدني مترهل.
كلنا مع الوطن وأمنه واستقراره، ولن نقبل لأي كان بان يمس حاوية فيه، لكننا نحترم عقولنا أيضا، ونمحص الروايات، ونرى أن المبالغة وراءها أهداف سياسية مزعجة.
آن لنا أن نعقل أنّ «الاستبداد والفساد والإفقار» كلها روافع للتطرف وتأخر العقل عند البعض، فلا حماية لنا إلا بالإصلاح، ولا خيار أمامنا إلا التوافق العادل.
الحل متوافر؛ فتخفيف حدة التوتر الظرفي وإبقاؤه في حدوده الدنيا، يحتاج إلى قرارات مسؤولة وكبيرة، ولا أظن أن النسور يملكها أو المخابرات، فالحل بيد الملك."السبيل"