الغارات تتسبّب بـ تدهور كارثي في حلب ودو ميستورا طالب أوباما وبوتين بالتدخّل
باتت حلب محوراًلتصعيدعسكري أدى الى تقويض محادثات السلام التي ترعاها الامم المتحدة في جنيف سعياً الى إنهاء القتال الدائر منذ خمس سنوات، فيما ناشد المبعوث الأممي ستافان دو ميستورا الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين التدخل. ص11
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن ستة أيام من الغارات الجوية والقصف من المعارضة المسلحة في حلب المقسمة بين القوات الحكومية والمعارضة أودت بحياة نحو مئتي شخص في المدينة ثلثاهم تقريباً من المعارضة.
وحذر رئيس مجموعة العمل الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيغلاند من أن "التدهور الكارثي في حلب خلال اليوم أو اليومين الأخيرين" يعرض خط الإمداد الذي يوصل المساعدات الإنسانية الى ملايين السوريين للخطر. وأضاف: "لا يمكنني التعبير عن مدى فداحة الوضع في الساعات أو الأيام المقبلة".
وتستهدف الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، فترد الاخيرة بقصف الاحياء الغربية بالقذائف.
وأمس، قتل53 مدنياً على الأقل، بينهم خمسة أطفال، في تبادل القصف.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "قتل 31 مدنياً على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب العشرات بجروح في غارات جوية" استهدفت احياء في الجزء الشرقي. كما قتل "22 مدنياً، بينهم طفلان، وأصيب العشرات بجروح جراء قصف الفصائل المقاتلة بالقذائف لاحياء" في الجهة الغربية.
وقال احد سكان الاحياء الشرقية: "لم يحصل قصف بالطيران بهذا الشكل منذ خمس سنوات... الطيران احرق اليوم المناطق الشرقية". وكان قتل ليلاً 30 مدنياً، بينهم طبيبان، جراء استهداف الطائرات الحربية لمستشفى القدس الميداني ومبنى سكني في حي السكري في الجهة الشرقية.
ونددت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان بتدمير مستشفى القدس الذي تدعمه. ونقلت عن موظفين ان المستشفى "تحول الى ركام" اثر اصابته "مباشرة في غارة واحدة على الأقل".
ويعد المستشفى "مركز الإحالة الرئيسي لطب الأطفال في حلب"، وتدعمه المنظمة منذ عام 2012.
ونقلت قناة "العربية الحدث" التي تتخذ دبي مقراً لها عن دو ميستورا إنه لا يعتقد أن استهداف مستشفى بغارة جوية في حلب كان بطريق الخطأ.
وندد الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة سالم المسلط في بيان بما اعتبره "هجوماً وحشياً هو رسالة ان نظام الاسد يرفض وضع حد لمعاناة الشعب السوري".
واشنطن
وأصدر وزير الخارجية الاميركي جون كيري بياناً جاء فيه: "نحن غاضبون بشدة من الغارات الجوية على مستشفى القدس في حلب الذي تدعمه في آن واحد منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الاحمر، والتي اسفرت عن مقتل عشرات الاشخاص بينهم أطفال ومرضى وطاقم طبي". وأضاف: "لا نزال نحاول الحصول على مزيد من المعلومات عن هذا القصف ولكن يبدو ان هذه الغارات استهدفت عمداً مبنى طبياً معروفاً وتضاف الى حصيلة نظام الأسد الذي سبق له ان هاجم منشآت مماثلة ومسعفين"، موضحاً ان هذه الغارات كانت أسفرت عن مقتل "مئات السوريين الأبرياء".
واعتبر ان "لروسيا مسؤولية ملحة للضغط على النظام لينفذ قرار مجلس الأمن الرقم 2254، وخصوصاً ليكف عن استهداف المدنيين والمباني الطبية والمسعفين وليحترم وقف اطلاق النار تماماً".
وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست بأنه "يشعر بالفزع على نحو خاص" بسبب الهجوم على مستشفى حلب.
وقال: "ندين بقوة موجة الغارات الجوية والقصف التي قتلت أكثر من 60 شخصاً في حلب في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة".
كما ندد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي بالقصف قائلاً إن هناك دلائل على أن قصف المستشفى نفذته القوات الحكومية السورية دون سواها.
بان كي - مون
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي- مون روسيا والولايات المتحدة إلى ممارسة الضغط على الأطراف المتحاربين في سوريا لوقف القتال وضمان إجراء تحقيق موثوق به في الغارات الجوية التي دمرت مستشفى في حلب.
وقال الناطق باسمه ستيفان دو جاريك في بيان: "بدل قصف المناطق المدنية على جميع الأطراف السوريين توجيه تركيزهم مجدداً إلى العملية السياسية".
وأكد مصدر عسكري سوري أن الطائرات الحكومية لم تحلق فوق المنطقة التي استهدفتها الغارات. ونفى الجيش السوري تقارير عن استهداف سلاح الجو المستشفى.
موسكو
وبدورها نفت وزارة الدفاع الروسية أي مسؤولية لها عن الهجوم.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بانها لم تتخل عن إطاحة النظام السوري عسكرياً. وشدد على أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تحارب الارهاب في سوريا بطريقة شرعية.
الجيش يحشد
وكتبت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري في افتتاحيتها: "آن أوان انطلاق معركة تحرير حلب كاملة من رجس الإرهاب... لا يخفى على أحد أن الجيش العربي السوري حشد واستعد مع حلفائه للمعركة الحاسمة التي لن يطول زمن مباشرتها ولا زمن حسمها".
وقالت إن "القيادة السياسية والعسكرية أعطت فرصة للهدنة لحقن الدماء ومنحت التسوية السياسية فرصة سانحة في جنيف استجابة لطلب الأصدقاء الروس، مع أن العمليات العسكرية قبل وقف القتال كانت تسير في اتجاه حسم الصراع في حلب".
وأبلغ مصدر حكومي "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "الجيش يستعد لمعركة ضخمة خلال الأيام المقبلة لطرد المقاتلين من مدينة حلب عبر محاصرتها وانشاء منطقة آمنة".
وقتل الخميس 64 مقاتلاً من الفصائل المعارضة والاكراد في معارك في محيط تل رفعت في ريف حلب الشمالي. وقال المرصد السوري ان "53 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة، وغالبيتها اسلامية، و11 مقاتلاً من قوات سوريا الديموقراطية قتلوا خلال معارك بدأت أمس (الاربعاء) وانتهت اليوم (الخميس) في محيط تل رفعت".
واشار عبد الرحمن الى ان "غالبية جثث مقاتلي الفصائل في أيدي "وحدات حماية الشعب" الكردية، وعرضت في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الاكراد في ريف حلب الشمالي الغربي".
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وشريط فيديو تظهر عشرات الجثث في شاحنة ضخمة تسير في شوارع عفرين.