مشاهدات وممارسات غريبة في شارع (سقف السيل)
شي غريب لفت انتباهي أردت ان أوجه الضوء عليه وهو ان نرى اقدم وأجمل شارع في عمان وهو المكان الذي تأسست فيه عاصمتنا الحبيبة ، ان اصبح على هذا الحال وهويسمى اليوم بشارع قريش والمعروف (سقف السيل) حيث كان يجلس فيه رجالات الاْردن والمثقفون يحتسون القهوه والشاي ويتناقشون في ألامور السياسيه والاقتصاديه ، وكان يوجد في الشارع فندق فلادلفيا والمستشفى الايطالي وفي اخر الشارع المدرج الروماني . ولعلك تذكر عزيزي القارىء بأنك يوما ما كنت تقف وتتنقل في شوارعه الفرعية الممتدة على جانبي الطريق.
واليوم وبحكم ارتيادي المستمر للمكان ، وجدت ما لا يمكن تصديقه الا عندما رأيت ذلك بأم عيني، فأولا لا تسطيع ان تصف سيارتك في الشارع لأنك يجب ان تأخذ مواقفه فتوه او مدير الشارع لكي يسمح لك بذلك، أما ثانيا، فالشارع ملىء بالبسطات ولا تستطيع ان تمشي على الرصيف من البسطات واصحابها الذين يدفعون بدورهم خلو لمدير الشارع ليسمح لهم بالتبسيط لبيع الملابس والاشياء القديمة والاشياء الرخيصه ويبيعون ايضا انواعا شتى من المخدرات والمنشطات . وترى في الشارع العديد من الأشخاص المدمنين يتنقلون بين الماره ويسيطر على الشارع مجموعه من العصابات او الزعران لكل منهم جزء من الشارع ويتقاتلون مع بعضهم وأحيانا يطلقون على بعضهم البعض الرصاص ويقتل احدهم وثاني يوم يتصالحون وتكون الأمور عاديه ولا يسمحون لأحد ان يتدخل بينهم حيث ان من يتدخل بينهم يضرب بسكينه.
والغريب في الامر انه في أول الشارع ما يسمى برأس العين توجد مقر أمانة عمان الكبرى شامخة تطل على الشارع، وعندما تخرج الامانه لتنفيذ حملتها لأحد البسطات، سرعان ما يعلم اصحاب البسطات بذلك مسبقا، وسمعت من بعض المارة في هذا الشارع ، بأن بعضا من موظفي الامانه(..)....... . ولم تتوقف مشاهداتي اليومية عند هذا الحد، بل وجدت بعض المواد التموينيه والأسماك المنتهيه الصلاحيه تباع في الأزقات المتاخمة للشارع ، ناهيك عن الروائح الكريهه .
والغريب في الامر ان العديد من السياح يتنقلون في الشارع ويحملون كاميراتهم ويصورون الطريق والبسطات والمناظر وينقلونها لبلادهم ، وهذا ما يحز في النفس ان تتشوه صورة عاصمتنا الحبيبة عند هذه الممارسات، ويتناسى السواح جمال المدينة ، ورقي شعبها.
حتى الآن لا نعرف كيف ومتى اصبح هذا الشارع بهذا الحال ؟ وما الحل اذن؟ هل يجب تسليم الامانة للقيادة العامة للقوات المسلحه لكي تنظف الامانه والشارع وان توجد مكانا لاصحاب البسطات غير الشارع الذي تتناثر البسطات فيه بشكل عشوائي ، وحدها القيادة قادرة أن تاخذ البضائع الممنوعة وتحاسب أصحابها.