أغنى قرية في أوروبا ترفض استقبال 10 لاجئين وتدفع 300 ألف دولار مخالفة.. هذه حكايتها
قررت قرية من أغنى القرى في أوروبا رفض دخول طالبي اللجوء إليها بشكل قاطع، وقاموا بالتصويت لدفع غرامة تقدر بنحو 300 ألف دولار.
وبدعوى المخاوف من تعرض النساء والأطفال لاعتداءات جنسية، وتعطيل حياتهم الهادئة، صوت سكان قرية أوبرويل-ليلي السويسرية بالغة الثراء الواقعة بين جبال الألب على رفض توطين 10 لاجئين فقط بها.
وتضم تلك القرية الخلابة 2200 نسمة، من بينهم 300 مليونير، وقد قاموا باستخدام قوتهم المالية لرفض حصة اللاجئين التي وزعتها عليهم الحكومة، لدرجة أن بعض السكان الأثرياء عرضوا دفع جزء كبير من الغرامة التي فرضتها السلطات السويسرية بهدف عدم قدوم لاجئين.
وفي تصريح لصحيفة ديلي ميل البريطانية، قال أحد السكان "الأمر بسيط، نحن لا نرغب في وجودهم هنا. لقد عملنا بجد طوال حياتنا ولدينا قرية جميلة ولا نرغب في إفسادها، نحن لا يناسبنا قبول اللاجئين، لن يناسبهم الأمر هنا".
تحيط المراعي الخضراء والمناظر الخلابة لقمم جبال الألب المغطاة بالثلوج بقرية أوبرويل-ليلي، كما أن تلك الغرف الفندقية والمنازل ذات الواجهات الزجاجية العصرية تجعلها من بين أكثر الأماكن المرغوبة للعيش –وأغلاها- في سويسرا.
الطرق في القرية تبدو شديدة النظافة، كما تحافظ المنطقة على الحدائق بطريقة مثالية، وعلى الرغم من قربها من مدينة زيوريخ الكبرى، والتي تبعد 10 أميال فقط، إلا أن حركة المرور قليلة بالمنطقة.
يضاف إلى ذلك معدلات للجريمة تصل إلى صفر، الأمر الذي يفسر أسعار المنازل التي يصل مليون دولار ونصف، مع وجود بعض المنازل التي يتجاوز سعرها ثلاثة أضعاف هذا الرقم.
اتهامات لأهالي القرية بالعنصرية
في الأول من مايو/أيار الماضي، ولأول مرة في أوروبا، رفض سكان القرية من خلال التصويت بفارق ضئيل دخول طالبي اللجوء إليها، وهو ما أدى إلى انقسام داخل القرية حتى بين بعض الأصدقاء من السكان الذين تم اتهامهم بالعنصرية من قبل مجموعات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية، والتي تفاجئت بنتيجة التصويت.
وعلى الرغم من أنها ليست جزءاً من الاتحاد الأوروبي، تعهدت الحكومة السويسرية بلعب دور فعال في استقبال العائلات التي جاءت هرباً من الحرب الأهلية في سوريا، حيث كانوا قد أعلنوا في مطلع هذا العام عن استقبال 3 آلاف سوري يصل ثلثهم في غضون أشهر قليلة.
تسعى الدولة أيضاً إلى توطين 50 ألفاً من طالبي اللجوء الذين تمكنوا من الوصول إلى سويسرا، وأغلبهم جاءوا عبر الحدود مع إيطاليا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر.
هكذا برروا رفضهم للاجئين..
وقال عمدة أوبرويل-ليلي أندرياس جلارنر أن التصويت جاء نتيجة للخوف من عدم معرفة الدولة التي جاء منها اللاجئين العشرة.
وكانت ليلة رأس السنة قد شهدت مئات من حالات الاعتداء الجنسي على النساء في مدينة كولونيا الألمانية، وتبين فيما بعد ضلوع أوروبيين إى جانب لاجئين فيها، وهو ما كان عاملاً مهماً في قرار سكان القرية بالرفض بحسب ما ذكره جلارنر.
وفي لقاء خاص معه أجرته صحيفة ديلي ميل، رفض عمدة القرية توجيه اتهامات العنصرية لهم بسبب رفض استقبال اللاجئين، حيث قال "الرفض جاء أمام الحصة التي فرضت علينا من قبل الحكومة. لم يتم اخبارنا ما إذا كان اللاجئين العشرة قد جاءوا من سوريا أم أنهم مهاجرين اقتصاديين جاءوا من دول أخرى".
وأضاف "نعم، يجب بالطبع أن نساعد اللاجئين القادمين من سوريا، والأفضل لهم أن يتلقوا تلك المساعدة في مخيمات قريبة من بلادهم. يمكننا أن نرسل المال لمساعدتهم، ولكننا إن قمنا بتوطينهم هنا فتلك رسالة خاطئة، حيث سيقوم آخرون بالمخاطرة بحياتهم وعبور المحيط ودفع الأموال للمهربين من أجل ذلك".
ويعد جلارنر عضواً في حزب الشعب السويسري اليميني، وهو المتحدث الرسمي باسم الحزب لشئون سياسات الهجرة واللجوء، وقد أضاف أن السكان قاموا بالتصويت لرفض الحصة المفروضة من الحكومة، لأنهم يروا أن المدن الأخرى قد تكون مكاناً أفضل بالنسبة للاجئين.