jo24_banner
jo24_banner

الــوبــــاء !

ماهر أبو طير
جو 24 : علينا ان نعترف اننا امام وباء كبير، وباء لابد على الاهالي وكل الجهات ذات الصلة، ان تقف امامه،وتتنبه لما يجري، فأبنك اليوم، قد يذهب الى مدرسته او جامعته او الى اي مكان آخر، ويعود اليك مدمنا على المخدرات، فلا تلومن الا غيابك عن شؤونه.
الجريمة المروعة التي وقعت، على يد قاتل مدمن على المخدرات، قام بقطع رأس امه، قابلة للتكرار، فالمخدرات الرخيصة تغزو البلد، والكلام عن «الجوكر» لايكفي، لان على الجميع الوقوف في وجه هذا الوباء، الذي ينتشر ويتمدد بطريقة غريبة جدا، تؤكد ان المطلوب من جهات معينة، تدمير البنية الداخلية للبلد، بأي طريقة كانت.
اذا كان «الجوكر» يتم تصنيعه في الاردن، سرا، او يتم تهريبه، فنحن امام كارثة مركبة، تقول ان هذا الملف بدأ يخرج عن السيطرة، فوق تأثير المخدرات ذاتها، من جرائم قتل واغتصاب وترويع لحياة الناس، واللافت للانتباه، ان المخدرات الرخيصة التي تباع بدينار وأقل من دينار واحد، تغزو المناطق الشعبية، والمناطق الفقيرة، وهناك تمدد لها، في مناطق المخيمات والبوادي، بطريقة مثيرة للتساؤلات، عن اختيار هذه المناطق حصرا، لتدمير بنيتها الاجتماعية، اضافة الى ان سعر بيع المخدرات لايغطي كلفة انتاجها، فنحن امام مخدرات ممولة ومدعومة، على طريقة دعم الخبز في بعض الدول، لان الهدف اكبر من جمع المال.
الجهات ذات الصلة، تعلن كل يومين، عن اكتشاف شحنة مخدرات مهربة، لكن هذا لايكفي، فأين مسؤولية الاباء والامهات، الذين لايتابعون ابناءهم وبناتهم، فالتورط بالادمان، بحاجة الى تجربة لمرة واحدة فقط، يتحول الشخص، بعدها الى مدمن وقاتل متجول، ثم نصيح بأعلى اصواتنا، سائلين عن مآلات حياتنا؟!.
فرق كبير بين تهريب المخدرات من دول الجوار، وبين تصنيعها هنا، اذا ثبت ذلك، وهذا يعني ان البلد، يراد تدمير بنيته الاجتماعية، في ظل الفقر والبطالة وضياع الشباب، وعدم شعورهم بأي مستقبل، وهي دعوة هنا، الى اطلاق حملة كبرى يشارك بها الجميع، في المدارس والجامعات والاعلام، والمساجد والكنائس، وغير ذلك من وسائل، حول خطر المخدرات، ومكاشفتنا لانفسنا، خير من مواصلة الكلام، اننا بخير، واننا مجرد ممر، بعد ان تحولنا الى مقر، لعصابات المخدرات، وشبكاتها في البلد.
بيع المخدرات وتصنيعها، يواجه بالاعدام في دول اخرى، فهل تكفي العقوبات الموجودة لدينات لوضع حد لهذا الوباء، كما ان معالجة هذا الوباء، لاتتم بمعزل عن البنية الاجتماعية، ومافيها من مشاكل اقتصادية واجتماعية، تعصف بالناس، وتجعلهم امام خيارات كثيرة اسوأ من اوضاعهم التي يعيشونها؟!.
حين كانت «الكوليرا» تتسلل الى بلد، كانت حالة الطوارئ تعلن في وجه هذا المرض، لكننا نلحظ للاسف، ان وباء المخدرات ، ووجود عشرات الاف القضايا، امام المحاكم، مرتبطة بالمخدرات، لاتؤدي الى الاعتراف اننا امام كارثة، توجب تعاملا مختلفا، فما زلنا نظن ان سمعتنا اهم، من الاعتراف بمشاكلنا، وغدا نصحو على قتلة منثورين في شوارع البلد، تحت وطأة المخدرات، فنتبارى كلنا، للبحث عن اعذار مخففة، عند ارتكاب الجرائم، بأعتبارهم ليسوا في وعيهم، عند الوقوع في الجريمة.
نكتب، ونحذر، ويقرأ من يقرأ، لكننا لانرى رد فعل، سوى الصمت والسلبية والعجز، امام هذه المشاكل الخطيرة جدا، وهذا السكوت اسوأ بكثير من ذات اثر المخدرات.
تابعو الأردن 24 على google news