jo24_banner
jo24_banner

مراد وهبة: عندما يغيب العقل يغيب التطور

مراد وهبة: عندما يغيب العقل يغيب التطور
جو 24 : أكد أستاذ الفلسفة، المفكر العربي الدكتور مراد وهبة، أن الثورات العربية الحديثة، أو ما اصطلح على تسميتها "ثورات الربيع العربي"، فشلت لأنها لم تكن على وعي بأبعاد الوضع القادم.

وقال وهبة في محاضرة له بمنتدى عبد الحميد شومان أمس حملت عنوان "ما حال الفلسفة في الوطن العربي؟"، قدمه فيها وأدارها أستاذ الفلسفة الدكتور أحمد ماضي، ان تفجير الوعي هو من شأن الفلاسفة، فهم "الملهمون الحقيقيون للانتقال من الوضع القائم المأزوم إلى الوضع القادم"، كما هو الحال فى الثورات الانجليزية والفرنسية والأميركية.

وأضاف أن ثمة صراعا دائما بين مصطلحين، هما: الوضع القائم والوضع القادم، لافتا إلى إن المبرر لقيام "ثورات الربيع العربي كان وضع الأنظمة السياسية القائمة فى الوطن العربي، والتي دخلت في أزمة لم تستطع رفع التناقض الكامن فيها"، والمتمثل في "التناقض بين حرمان الشباب من تطلعاته المشروعة، مؤكدا أنه "عندما يغيب العقل يغيب التطور للأفضل".

وتساءل وهبة عن سبب خلو الوطن العربي من الفلاسفة، مبينا أن الشرط المطلوب لكي تكون فيلسوفا، هو "إعمال العقل الناقد في الموروث أيا كان، مع تحمل النتائج المترتبة على ممارسة هذا الشرط".

واستعرض ممارسات الفلاسفة منذ فيثاغورس في القرن السادس قبل الميلاد، وحتى ابن رشد في القرن الثاني عشر، وكيف أنهم لجأوا إلى نقد الموروث، وتحملوا نتائج أبحاثهم الفكرية.

واشار إلى أن ابن رشد تنبه إلى أن تكفير الفلاسفة المسلمين على النحو الذى أرتاه الغزالي "أحدث تأثيراً جذرياً فى ذهنية مفكري المشرق العربي، فخشي من امتداد هذا التأثير الى ذهنية مفكري المغرب الغربي"، ليؤلف ثلاثة كتب ضد الغزالي، هي: فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد أهل الملة، وتهافت التهافت.

واستعرض المحاضر الأفكار المحورية للكتب الثلاثة، فالأول ركز على التأويل والإجماع، والثاني تتمة للأول، وركز على مصدر التأويل، وعضوية علاقة التأويل بمقصد الشريعة، ما يؤدي إلى أن يكون مغزى الكتابين السابقين هو "مشروعية الفلسفة شرعا" في مواجهة كتاب "تهافت الفلاسفة" للغزالي الذي كفر الفلاسفة المسلمين، أما الفكرة المركزية في "تهافت التهافت"، فهي "الدفاع عن العقل الذي هو أساس التأويل الحق".

واستعرض وهبة حركة ترجمة مؤلفات ابن رشد إلى اللاتينية والعبرية بعد أقل من عشرين عاما من موت ابن رشد، لينشأ بعدها مباشرة تيار أطلق عليه "تيار الرشدية اللاتينية" في جامعات فرنسا وايطاليا، مستندين فيها على السؤال الذى أثاره ابن رشد، والذي بات موضع اهتمام منهم، وهو "هل التفلسف عقليا مشروع؟".

وخلص إلى أن فلسفة ابن رشد كانت موضع صراع بين التنوير وأعداء التنوير، لافتا إلى أنه ليس هناك تيار في العالم الإسلامي يمكن أن يطلق عليه "الرشدية العربية"، وأضاف من المفارقة ان ابن رشد حي في الغرب ميت في الشرق. وانتقد وهبة ما ذهب إليه المفكر المغربي محمد عابد الجابري في أن نكبة ابن رشد متأتية من الجانب السياسي وليس الفكري، مبينا أنها لو كانت كذلك لانتهت منذ موت ابن رشد، لكن "حاصل الأمر على الضد من ذلك، إذ ما يزال ابن رشد هامشياً في الحضارة الاسلامية في حين نقيضه من الفلاسفة هم من يحكم الآن".
  •  مراد وهبة: عندما يغيب العقل يغيب التطور
  •  مراد وهبة: عندما يغيب العقل يغيب التطور
  •  مراد وهبة: عندما يغيب العقل يغيب التطور
  •  مراد وهبة: عندما يغيب العقل يغيب التطور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير