هل الربيع العربي سيظل دامياً ؟
الاقتتال بين الجيش اليمني وأبناء القبائل لم يتوقف حتى اليوم ..فثمة معارك ضارية ومستمرة بين الجانبين تسقط فيها أعداد كبيرة من المواطنين بين قتيل وجريح .. إضافة إلى تدمير مؤسسات حيوية ومناطق أثرية وحضارية مهمة .. كما أن القتال بين الجيش اليمني وعناصر « القاعدة « التي تتعمد القيام باغتيالات في أوساط الحكومة وأجهزتها وكبار رجال الدولة لم يتوقف حتى اليوم ..مما يدفع البلاد نحو الفوضى والاضطرابات..وزعزعة الأمن والاستقرار.. أما القتال بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثيين فلم يتوقف منذ ما قبل رحيل علي عبدالله صالح..حيث سقط من الجيش ومن الحوثيين آلاف القتلى والجرحى .. وهذا المشهد اليمني لا يشي بأن هناك عملية إنقاذ وشيكة أو قريبة من هذه الأزمة ..فالحرب الأهلية في سوريا هي التي تشغل وتشاغل معظم الدول العربية والاقليمية .. ناهيك عما يجري في الدولة العربية الكبرى ـ مصر المحروسة من أحداث ساخنة حول الدستور ونتائج الاستفتاء
وحول محاولات « أسلمة « الدولة .. واحتكار الحكم فيها ..وما يجري في ليبيا من مناوشات واضطرابات لا يبشر بخير بل ينذر بالثبور وبعظائم الأمور..أما في تونس فرغم مشهدها الهادئ نسبيا , فإن ما تحت الرماد يثير القلق والمخاوف ..
فاحتمال نشوب صراعات سياسية واجتماعية أمر وارد .. من هنا فإن الربيع العربي كما هو واضح ربيع نازف دام ..ويتسم بالفوضى والاضطرابات «الخلاقة « التي تعهدت بإثارتها بالمنطقة العربية إدارة الرئيس بوش الابن ..وتحدثت عنها وزيرته للخارجية كوندا ليزا رايس .. إن المشهد العام في الوطن العربي يظهر إرهاصات وعلامات ومؤشرات تؤكد ما جاء في دراسات وبحوث مراكز امريكية عن واقع ومستقبل المنطقة ..كما جاء ذلك في صحافة ووسائل إعلام اسرائيلية أيضا ..حيث تشير كلها إلى انقسامات في عدد من الدول العربية وإلى نشوء دول جديدة جراء هذه الانقسامات تتجلى فيها الطائفية والمذهبية ولربما الجهوية والقبلية أيضا ..وأظن أن العالم كله بانتظار ما ستسفر عنه الحرب الأهلية في سوريا من نتائج للمباشرة بخطوات أخرى ليست أقل خطرا على أمن المنطقة واستقرارها..وبما أن ما تتحدث عنه مراكز البحوث والدراسات الغربية عن انحسار مؤكد لسطوة القطب الامريكي الاوحد في العالم وبروز أقطاب أخرى كالصين والهند مثلا فإن الوضع في منطقتنا العربية وبسبب استمرار ولربما تصاعد الفوضى واتساع دائرتها فيها سيحول حتما دون تقدمها ونهوضها ..بل قد يزيدها ضعفا وهوانا وقلة حيلة ..لا سيما وأن الدراسات تشير إلى أن الثروة النفطية العربية ستنضب في الثلاثين سنة القادمة , وأن قرارات صنع الأحداث بمنطقتنا العربية ليست في أيدي أهلها ..
(الراي )