اتحاد مريض آن أوان علاجه!
جو 24 :
مروان العساف - بغرابة شديدة خرجت بعض الأصوات في الأردن تطالب بتعيين مدير فني أجنبي لتدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بدلا من المدير الفني جمال أبو عابد والذي أثبت امتلاكه قدرة استثنائية على بناء مشروع متكامل للنهوض بكرة القدم الأردنية.
تمكّن جمال ابو عابد في ظل هذه الظروف الصعبة وتذبذب مستوى الدوري المحلي وتراجع مدارس الأندية من اختيار تشكيلة قوية للمنتخب الوطني قادرة على العطاء وتحقيق الانجاز، وهذا جهد لا بدّ أن يُشكر عليه ويلقى الدعم من أجل مواصلته بدلا من وضع العصي في الدواليب..
ولعلّنا إذا ما أردنا تحسين مستوى الكرة الاردنية فنحن مطالبون بتحسين البنية التحتية للكرة الاردنية عامة وذلك بتنظيم دوري محلّي قوي من أندية محترفة بحقّ، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون تمكين الشركات من الأندية الأردنية..
الواقع أننا لا نريد أن نصل إلى المرحلة التي وصلتها الكرة الانجليزية العريقة أو الكرة السعودية عربيا، وهي التي اعتمدت على تسليم الأجانب كلّ طاقاتها وامكاناتها وبرامجها، لدرجة قتل أي موهبة محلية لصالح الأجانب!
لقد أثبت المدرب الوطني أنه الأنسب لقيادة وتطوير الكرة الاردنية على كافة المستويات، ولا يمكن أن نسمح للعابثين وأصحاب الميول النادوية بفرض اجنداتهم، خاصة إذا ما كانت سهامهم موجّهة لرياضي بحجم جمال أبو عابد والذي أثبت نجاحا اداريا وفنّيا منقطع النظير في ظلّ محدودية الموارد والدعم المقدّم للكرة المحلية.
وإلى جانب ضرورة الحفاظ على المدرب الوطني على رأس الجهاز الفني للنشامى، علينا البدء بالاصلاح في كافة أركان اللعبة، ولنبدأ بالقاعدة قبل قمة الهرم، كما يجب على المتملقين والمتسلقين الكفّ عن تخوين كلّ من ينتقد اتحاد الكرة ورئيسه لكون سموّ الأمير علي هو رئيسه؛ فالأمير قبل غيره مقتنع بأنه في موقع لا يُفترض تسييسه ولا حصانة سياسية لمن يشغله.
الأمر الاخر متعلق ببنية اتحاد الكرة وتركيبته التي لا يعلم أحد كيف اختيرت، فهل لدى الأعضاء من الخبرة والكفاءة ما يؤهلهم لقيادة الكرة الأردنية؟! والأمر ذاته ينطبق على الاعلام الرياضي الأردني؛ هل الصحافة الاردنية حيادية في تعاملها مع المدربين في الاْردن، وهل تعطي المدرب الوطني حقه كما تفعل مع المدربين الأجانب في الاْردن ام هي منصات للتهليل لكل ما هو اجنبي؟! وأين هو دورها في تشجيع الكفاءات المحلية؟!!
وأخيرا؛ فاكهة الملاعب وأهمّ عناصرها، الجماهير، لعلّ الوقت قد حان من أجل خطة حقيقية تحدث تغييرا في عقلية جماهير الكرة، شجّع واعشق فريقك كما شئت، لكن، لا تعكس تعصبك لفريقك على الناس ولا تتجاوز على حقوق غيرك من أجل ميولك..
أعتقد ان الإجابة على كل هذه الأسئلة تتلخص في اجابة واحدة وهي انه قد حان وقت التغيير لان اتحاد الكرة اضعف من الأندية فهو لا يملك قرارات ولا لوائح والعدل غائب والمصالح هي الفيصل..