الصين والربيع العربي
ابراهيم غرايبة
جو 24 : صدر في لندن ونيويورك، قبل أسابيع قليلة، كتاب باللغة الإنجليزية للدكتور محمد عليمات، بعنوان "الصين والشرق الأوسط: من طريق الحرير إلى الربيع العربي". ويعمل عليمات أستاذا للعلاقات الدولية في جامعة خليفة في أبو ظبي، وعمل من قبل بجامعة بيتسبيرغ. وهو متخصص في العلاقات الدولية من جامعة جنوب فلوريدا، ونشر أبحاثا عدة في العلاقات الدولية والسياسات الأميركية الشرق أوسطية. والواقع أن الكتاب في غاية الأهمية، ويسد فراغا وحاجة كبيرة في فهم العلاقات الصينية الشرق أوسطية، وبخاصة في ظل الربيع العربي. وقد قدمت في مركز الجزيرة للدراسات عرضا واسعا للكتاب، أقدم جزءا منه في هذه المساحة.
يعرض الكتاب العلاقات الصينية الشرق أوسطية في مجالاتها السياسية والاقتصادية والتجارية والنفطية والثقافية، والأحداث الكبرى في تاريخ هذه العلاقة. ويفرد فصولا مخصصة للعلاقات الصينية الثنائية مع خمس دول شرق أوسطية؛ السعودية والإمارات والصين وإسرائيل والجزائر. ولكن الصين تنشئ أيضا علاقات واسعة ومهمة مع معظم دول الشرق الأوسط، مثل تركيا والسودان وعمان ومصر. ويناقش الكتاب أيضا التوقعات والتأثيرات والتفاعلات المتصلة بالربيع العربي، والعلاقات الصينية الشرق أوسطية.
تبدو معقدة ومتداخلة ومتناقضة أيضا العلاقات الصينية الشرق أوسطية. فالصين تقيم علاقات مع إسرائيل وتدعم الشعب الفلسطيني، وتقيم علاقات قوية مع إيران وفي الوقت نفسه علاقات قوية مع السعودية. وهذا يفتح المجال لعدد من السيناريوهات والاحتمالات لمسارات العلاقات وتوازناتها.
وتعد الصين شريكا رئيسا ومؤثرا في الأحداث الجارية اليوم في الشرق الأوسط، وقد شاركت على نحو رئيس في الأحداث التي جرت في مصر وتونس وسورية وليبيا واليمن، وكانت أيضا لاعبا دوليا رئيسا مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا. وقد عارضت الصين، إلى جانب روسيا، مشاريع قرارات في مجلس الأمن لإدانة النظام السياسي السوري، وكان الموقف الروسي والصيني من سورية موضع استياء في الرأي العام العربي، ولأول مرة أحرق العلم الصيني بدلا من العلمين الأميركي والإسرائيلي.
كانت إسرائيل أول دولة شرق أوسطية تعترف بالصين الشعبية العام 1950، ولكنها كانت آخر دولة تقيم معها الصين علاقات دبلوماسية في العام 1992. وتبدي الصين اهتماما كبيرا بالتعاون التكنولوجي المتقدم مع إسرائيل.
من طريق الحرير إلى الربيع العربي؛ إنها رحلة راسخة في قرون طويلة (ثلاثة آلاف سنة) من العلاقات المتينة والمعقدة والمتناقضة أحيانا بين الصين والشرق الأوسط. ويمكن في هذا السياق تحديد عدد من الأحداث والمعالم الرئيسة: طريق الحرير، والمدّ الإسلامي، والمد الاستعماري الغربي، والحرب العالمية الثانية، وما بعد ماو تسي تونغ، ثم العولمة، وأخيرا الربيع العربي... سياسة تبدو، كما يصفها المؤلف، سيرا على الحبال الرفيعة. الربيع العربي أحدث ارتباكا كبيرا في السياسة الصينية. وإن كانت الصين تبدي موقفا مؤيدا للنظام السوري في مواجهة الثورة، إلا أن الربيع العربي لم يتمخض بعد عن حالة نهائية مستقرة يمكن التنبؤ بها، كما أن الصين كانت قد أنشأت علاقات مستقرة مع الأنظمة السابقة التي أطاح بها الربيع. ويؤكد المؤلف أن المنطق التاريخي هو انتصار الشعوب في سعيها إلى الكرامة والعدالة والتنمية، وهذا سيضع الصين في مأزق في علاقاتها المستقبلية مع دول المنطقة ومجتمعاتها.الغد
يعرض الكتاب العلاقات الصينية الشرق أوسطية في مجالاتها السياسية والاقتصادية والتجارية والنفطية والثقافية، والأحداث الكبرى في تاريخ هذه العلاقة. ويفرد فصولا مخصصة للعلاقات الصينية الثنائية مع خمس دول شرق أوسطية؛ السعودية والإمارات والصين وإسرائيل والجزائر. ولكن الصين تنشئ أيضا علاقات واسعة ومهمة مع معظم دول الشرق الأوسط، مثل تركيا والسودان وعمان ومصر. ويناقش الكتاب أيضا التوقعات والتأثيرات والتفاعلات المتصلة بالربيع العربي، والعلاقات الصينية الشرق أوسطية.
تبدو معقدة ومتداخلة ومتناقضة أيضا العلاقات الصينية الشرق أوسطية. فالصين تقيم علاقات مع إسرائيل وتدعم الشعب الفلسطيني، وتقيم علاقات قوية مع إيران وفي الوقت نفسه علاقات قوية مع السعودية. وهذا يفتح المجال لعدد من السيناريوهات والاحتمالات لمسارات العلاقات وتوازناتها.
وتعد الصين شريكا رئيسا ومؤثرا في الأحداث الجارية اليوم في الشرق الأوسط، وقد شاركت على نحو رئيس في الأحداث التي جرت في مصر وتونس وسورية وليبيا واليمن، وكانت أيضا لاعبا دوليا رئيسا مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا. وقد عارضت الصين، إلى جانب روسيا، مشاريع قرارات في مجلس الأمن لإدانة النظام السياسي السوري، وكان الموقف الروسي والصيني من سورية موضع استياء في الرأي العام العربي، ولأول مرة أحرق العلم الصيني بدلا من العلمين الأميركي والإسرائيلي.
كانت إسرائيل أول دولة شرق أوسطية تعترف بالصين الشعبية العام 1950، ولكنها كانت آخر دولة تقيم معها الصين علاقات دبلوماسية في العام 1992. وتبدي الصين اهتماما كبيرا بالتعاون التكنولوجي المتقدم مع إسرائيل.
من طريق الحرير إلى الربيع العربي؛ إنها رحلة راسخة في قرون طويلة (ثلاثة آلاف سنة) من العلاقات المتينة والمعقدة والمتناقضة أحيانا بين الصين والشرق الأوسط. ويمكن في هذا السياق تحديد عدد من الأحداث والمعالم الرئيسة: طريق الحرير، والمدّ الإسلامي، والمد الاستعماري الغربي، والحرب العالمية الثانية، وما بعد ماو تسي تونغ، ثم العولمة، وأخيرا الربيع العربي... سياسة تبدو، كما يصفها المؤلف، سيرا على الحبال الرفيعة. الربيع العربي أحدث ارتباكا كبيرا في السياسة الصينية. وإن كانت الصين تبدي موقفا مؤيدا للنظام السوري في مواجهة الثورة، إلا أن الربيع العربي لم يتمخض بعد عن حالة نهائية مستقرة يمكن التنبؤ بها، كما أن الصين كانت قد أنشأت علاقات مستقرة مع الأنظمة السابقة التي أطاح بها الربيع. ويؤكد المؤلف أن المنطق التاريخي هو انتصار الشعوب في سعيها إلى الكرامة والعدالة والتنمية، وهذا سيضع الصين في مأزق في علاقاتها المستقبلية مع دول المنطقة ومجتمعاتها.الغد