هل يفعلها الرزاز؟
ومع ان الجميع يرفض اية ضرائب جديدة على المواطن الذي انهكته كثرتها عبر حكومات سابقة لم يكن لديها اية حلول والتي لم تكلف نفسها البحث عن اية وسيلة او اجراء دراسات مستقبلية على الاقل او حتى وجود نية حقيقية تجنبنا الازمة او الحد الادنى مما وصلنا اليه.
فجاءات الردات الشعبية الغاضبة وما نتج عنها على شكل خارطة طريق للحكومة، مشخصة الواقع بكل تفاصيله وواضعة المعاناة والحلول بالوقت نفسه، إذ كانت الحكومات السابقة تغض البصر وتشيح السمع عنها راسمة صورة المستقبل الذي نريده لبلدنا، حيث ركزت على ان الاصلاح الاقتصادي يرتبط بنظيره السياسي وتغيير النهج حيث وجد باعتقادنا اذانا صاغية وطريقا لدى حكومة الرزاز الذي اشار امس الاول وبكل صراحة الى كل هذه القضايا والامور والتي نسمعها لاول مرة من رئيس حكومة منذ سنوات، حيث اتفق مع الشارع واشار الى كل مواطن الخلل دون مواربة او الاختباء خلف اي ستار .
واكد الرئيس على اهمية تحصين الجبهة الداخلية؛ لانها الاساس في الانطلاق نحو المستبقل بعد ان اقترب من الشارع وسمعه بوضوح، وشخص الحالة الاردنية بكل صراحة ودون مواربة معلنا وجود فساد في الدولة، ولم ينكر ذلك كما فعل سابقوه، كما سجل هدفا عندما اشار الى قانون المساءلة «من اين لك هذا « باعتباره مطلبا شعبيا بامتياز .
وبما ان الاصلاح الاقتصادي والسياسي متلازمان، وان مفتاح السياسي هو قانونا الانتخاب والاحزاب فقد اشار بوضوح الى العمل على تغيير القانونين بما يسمح بالوصول الى حكومة برلمانية بعد عامين من الان .
وبما ان المعضلة الحقيقية بين الحكومة والمواطن هي عدم الثقة والمصداقية نتيجة تراجع الحكومات السابقة عن الكثير من وعودها التي قطعتها على نفسها امام الناس ولم تحققها وعدم اعترافها بالواقع .
ومع ان الرزاز وفي حديثه عبر شاشة التلفزيون الاردني جاءت وعودا؛ الا انها تميزت بتشخيص دقيق واعتراف لم نعتد عليه في معظم القضايا التي طرحها الشارع، ومع انه لاول مرة نسمع مثل هذا الحديث من راس الهرم الحكومي الا انه باعتقادنا تعتبر الفرصة الاخيرة امام الحكومة واية حكومة لاعادة الوطن الى السكة الصحيحة وبداية الطريق نحو اعادة الثقة وتاكيد هيبة الدولة، وبعكس ذلك فاننا سنصل الى طريق مسدود وامام منعطف خطير لا سمح الله فهل يفعلها الرزاز هذه المرة؟.