الرزاز إذ يعزف على وتر قوى الشد العكسي!
جو 24 :
أحمد عكور - مرة أخرى يطلق رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز عبارات يعتقد أن من شأنها خطف عقول وقلوب الفعاليات التي يلتقيها، فيقول خلال لقائه مجموعة من الشباب في المركز الثقافي الملكي، السبت: "إننا في معركة ضد التخلف وضد من لا يريدون التغيير"، مشيرا إلى أننا نخوض "معركة نحو دولة القانون والمؤسسات تستهدف أن يصل المواطن لمرحلة مساءلة الحكومة".
لا نعلم ما الذي قصده الرئيس بـ "التخلف"، لكن دعونا نلتفت إلى اسطوانة قوى الشدّ العكسي التي يبدو أنها راقت للرزاز وبدأ بعزفها كما أسلافه من رؤساء الحكومات الذين انقلبوا على أنفسهم.
مشكلة كبيرة حقّا إن كان الرزاز يرى نفسه مختلفا عن أسلافه وأنه يمثّل قيم التغيير بالرغم من كونه سار على نفس النهج السابق؛ فاعتمد سياسة الجباية، وأصرّ على تكميم الأفواه، بل ورفض حتى سحب قانون الجرائم الالكترونية، كما اعتقل خلال أشهر قليلة من تولّيه المسؤولية عدد من الشباب إثر مطالبتهم بالاصلاح ومحاربة الفساد، بالاضافة لكوننا لم نشهد محاسبة لكبار الفاسدين واقتصر الأمر على صغارهم فقط!
والأنكى من ذلك أن الرزاز خاطب الشباب قائلا "إن جيلكم لامس طعم حرية التعبير عن الرأي بشكل تلقائي"، متجاهلا الفعاليات المستمرة التي تشهدها عدة مناطق في المملكة للمطالبة بالحرية لأصحاب الرأي المنادين بالاصلاح السياسي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية..
الواقع أن الرزاز يصرّ في كلّ اطلالة وتصريح على تعزيز الصورة بكونه لا يختلف عن أيّ من رؤساء الحكومات السابقة إن لم يكن اسوأ، خاصة في ظلّ استمراره بطرح واتباع سياسات أكل الدهر عليها وشرب، وأثبتت فشلها على أرض الواقع.