الغور الشمالي.. أسعار المحروقات تدفع مواطنين لإشعال الملابس بحثا عن الدفء
جو 24 : – أجبر البرد القارس، الذي یشھده لواء الغور الشمالي، أھالي اللواء على إدخال المدافئ
الى منازلھم لمواجھتھ، مما زاد ذلك من معاناتھم، لعدم قدرة الكثیر منھم على توفیر المحروقات.
وفي اغلب منازل اللواء أشعلت وسائل التدفئة المتنوعة كمدافئ الغاز والكاز، والكھرباء، فیما یلجأ فقراء
في بعض مناطق اللواء الى اشعال النیران في خارج المنزل بالحطب او البلاستیك او الملابس، جراء
ارتفاع أسعار المحروقات والكھرباء، إذ یلجأ الأطفال والنساء منذ الصباح الباكر الى جمع الحطب من
المزارع المنتشرة في المنطقة، وخصوصا بعد ان انتھى بعض المزارعین من تقلیم أشجارھم.
كما یلجأ البعض منھم الى الذھاب الى الحاویات المنتشرة بحثا عن مواد أخرى تساعدھم على الاشتعال
كالملابس والقطع البلاستكیة.
ویؤكد المواطن محمد البشتاوي من سكان اللواء ان دخول وسائل التدفئة إلى منزلھ بأنھ أمر غیر مرغوب
فیھ، جراء عدم القدرة المالیة لدى العشرات من السكان، ولكن لا بدیل عن ذلك، وخصوصا أن برد الشتاء
قارس، وأن صحتھ لم تعد كما كانت، إذ یعاني من العدید من الأمراض المختلفة، التى أجبرتھ على تقبل
وسائل التدفئة المتنوعة، رغم ارتفاع أسعار المحروقات والتى وصفھا بـ"الجنون".
وأكد انھ كان في الماضي لا یعتمد على أي وسیلة تدفئة، لأن المناخ في المنطقة یتمیز انھ دافئ، ولا
یستدعي استخدام تلك الوسائل المتنوعة والمختلفة، إذ كان أھالي المنطقة یعتمدون على وقایة أنفسھم من
خلال لبس الملابس المناسبة وتناول الحلویات، لتعطیھم الطاقة وخصوصا الذین یعملون في العمل
الزراعي.
وتؤكد الخمیسنیة أم خالد من سكان اللواء انھا تضطر الى العمل حالیا في فترتین صباحیة ومسائیة في
المزارع المنتشرة للحصول على أجرة تمكنھا من اشعال وسائل التدفئة، جراء ارتفاع اسعار المحروقات
والكھرباء.
ورغم حرص اھالي اللواء على عدم استخدام تلك الوسائل، اتقاء لأمراض الحساسیة، والحرائق والحوادث
التى تتسبب بھا تلك الوسائل الا انھم وجدوا نفسھم مضطرین الى استخدامھا.
ویؤكد المواطن علي التلاوي من اللواء، إنھ اضطر الى اطفاء المدفأة في المنزل لعدم قدرتة المالیة على
شراء المحروقات او دفع فواتیر الكھرباء، التى اصبحت تشكل عبئا كبیرا علیھم، مشیرا الى انھ اضطر
الى توقیع العدید من الشیكات مقابل الحصول على مبلغ مالي یمكنھ من شراء الكاز، مما أصبح مھددا
بالحبس جراء تراكم الدیون علیھ.
وأكد انھ لجأ الى استخدام الحطب، والعمل على اشعالھ لتدفئة اطفالھ رغم معرفتھ بخطورة ذلك على
صحتھم، ولكنھ یضیف " لیس بالید حیلة".
ویشیر إلى أن عدم توفر الكاز في محطات الوقود في بعض الأحیان ضاعف من تفاقم المشكلة، ما
یضطره إلى الذھاب للمناطق المجاورة في اللواء لشراء ”جالون" من الكاز، ما یضیف علیھ عبئا مالیا،
مشیرا إلى أ ّن عملیة التنقل من وإلى المناطق المجاورة تكلفھم عناء جسدیا ومادیا.
ویطالب سكان في لواء الغور الشمالي بتكثیف الزیارة المیدانیة لمحطات المحروقات للتأكد من توفر مادة
الكاز، مشیرا إلى أن غیابھا في ظل المعطیات الاقتصادیة الحالیة، وعناء البحث عنھا یكلف أھالي المنطقة
مبالغ مالیة ھم بحاجة لصرفھا بشكل آخر.
یذكر ان لواء الغور الشمالي یعد من المناطق الفقیرة ویعتمد اھالي اللواء على العمل في القطاع الزراعي،
مقابل الحصول على اجرة زھیدة، فیما یعمل البعض الآخر في الوظائف الرسمیة، الأ ان ارتفاع الأسعار
والضریبة زاد من معاناة اھالي المنطقة، التي یبلغ عدد سكانھا حوالي 130 الف نسمة.الغد