jo24_banner
jo24_banner

الصبر مفتاح الفرج

خالد الزبيدي
جو 24 :

في دولة المؤسسات والقوانين مهما كانت التجاوزات صغيرة او كبيرة لا مناص من الاحتكام الى القوانين فهي الحكم بين جميع الاطراف وان طالت المدة، اما الاعتصام بالرأي والموقف الشخصي لا يمكن ان يدفعنا الى الامام، ومن مزايا الاردنيين انه بإمكان اي كان ان يوصل رأيه ومطالبه الى اعلى السلطات، وان القضاء يسعف على الدوام بغض النظر عن شبهة تمادٍ هنا او هناك، فالشعب الاردني مرن متسامح وفي نفس الوقت يتابع حقه الذي لا يضيع في نهاية المطاف.
احترام رجل الامن والموظف العام قضية غير قابلة للمساومة خصوصا وان مسارات التظلم واللجوء للقضاء ومؤسسات الدولة متاحة وان هناك سعة صدر للاستماع لما يطرح ويتابع، فالانتقاد بهدف تصويب ما نعتقده خطأ ممكنا ومقبولا وان كان يحتمل العكس، إذ يمكن للوصول الى حل والعودة عن الخطأ، فالاساس ان نحتكم الى القوانين والمؤسسات وان لا نتمترس وراء ما نراه صوابا فقط فالحقيقة نادرة في عالمنا المثقل بالصعوبات وحياة حافلة بالتشابك والتعقيد.
رجل الامن والشرطي والموظف العام هو من نتاج النسيج الاجتماعي الاردني فهو يعاني ما نعاني ولديه مسؤولياته الخاصة والعائلية كما هي مسؤوليتنا من متطلبات العيش والتأثر من المزاج العام المحتقن لاسباب كثيرة ربما لامجال لسردها هنا، لذلك الاولى بنا ان نعي تماما ما نعانيه كافراد مدنيين وعسكريين في كافة المناطق ..مدن وقرى وارياف وبادية، فالأمل واحد والهم واحد خصوصا وان الغالبية العظمى من المواطنين يواجهون ظروفا غير عادية والامل واحد هو الافلات مما نحن فيه والعودة الى عيش افضل لنا وللاجيال القادمة.
غالبية ما نعانيه ليس من صنع ايادينا وانما هو ارتدادات وانعكاسات لما يدور من حولنا غربا وشرقا وشمالا وجنوبا، فالغلاء المتراكم هو بلاء والبطالة والفقر مصيبة والدين العام المتفاقم يهدد المستقبل، لكن علينا ان نمارس نقد السياسات التي لا نراها ملائمة على قاعدة احترام القوانين والمؤسسات، وان نشعر بالرضى والاطمئنان عندما نتأكد ان بلادنا آمنة مستقرة، إذْ ليس كل ما تعلن عنه الحكومات يناسبنا لذلك نقدم ما نراه مناسبا من اراء لاصحاب القرار في القنوات المتعارف عليها، فالتجاوز هو بداية طريق قد يودي الى الانزلاق الى فوضى قد تستهلكنا جميعا بدون فائدة حقيقية.
مرة اخرى دائما هناك حلول لكل المشاكل والاحتقانات التي تظهر في حياتنا بين الحين والآخر، فالحكمة والتروي هما بداية سلوك يهدينا الى الطريق الاسلم، وهذا ما كان ولا زال ديدن الاردنيين فعلينا التمسك به مهما كان الالم الذي نشهده احيانا، فالصبر مفتاح الفرج.

 
تابعو الأردن 24 على google news