jo24_banner
jo24_banner

"القرن" صفقة تنفذ .. والأمل بالشعوب الحية فقط!

نشأت الحلبي
جو 24 :
 
عندما جلست مع شخصية سياسية مهمة، ولربما تعتبر من أهم المرجعيات في الشأن الفلسطيني لإطلالتها وقربها من كل مفاصل المشهد سواء فلسطينيا أو أردنيا، أو حتى عربيا ودوليا، فقد انتهزتها فرصة لأسأل سؤالا طالما دار في خلدي، ففي نهايات أيام الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، كانت خريطة الوراثة السياسية للقيادة الفلسطينية واضحة، وأذكر أننا في صحيفة حوادث الساعة الأسبوعية قد خرجنا ذات أسبوع بمانشيت رئيسي يؤكد بأن محمود عباس، الذي جيئ به في ذلك الوقت رئيسا للوزراء بضغط إسرائيلي ودولي لتقويض قبضة أبو عمار على القرار الفسطيني، سيكون - أي عباس - وريثا لعرفات، واستندنا في ذلك الوقت على كثير من المؤشرات والقراءات، وهذا ما كان لاحقا.
أما الآن فإن المشهد السياسي الفلسطيني ضبابي إلى حد صعوبة الرؤية، فعباس نفسه لم يأت بأية شخصية ليطرحها كبديل محتمل، وفي السياق، فإن محمد دحلان، الذي طرح في يوم ما كبديل لعباس مقبول إسرائيليا ونوعا ما عربيا ودوليا، قد أصبح خارج المشهد مع حدة الخلاف الذي دخل فيه مع عباس وبالتالي فصله من حركة فتح ومن عضوية كل المؤسسات السياسية التابعة للسلطة.
وأعود إلى الشخصية السياسية التي فاجأتني بجواب صادم، فالرجل أكد لي، وبكل بساطة بأن نهاية عباس هي نهاية السلطة، فلا حديث عن خليفة للرئيس بقدر ما يجري حديث عن تفكك السلطة وتفتيتها!!
ما قادني إلى استذكار هذا الجواب، هو الإنقلاب التاريخي الذي تشهده القضية الفلسطينية الان، بل الصراع العربي الإسرائيلي برمته خصوصا بوجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبما يحمل من مواصفات وحديثه الدائم عن صفقة القرن، فما يقوم به ترامب على الأرض يؤكد بأن تلك الصفقة باتت تنفذ ضمن منهج واقعي من قبل الطرف الأمريكي خصوصا في القضايا المصيرية في تاريخ القضية الفلسطينية، فترامب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم وقع اعترافه بسلطة إسرائيل على مرتفعات الجولان ما اعتبر تمهيدا لاعترافه بضم الضفة الغربية لإسرائيل، وهو ما كشف عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية في "يهودا والسامرة".
وإضافة إلى ذلك، فإن ترامب يتحدث الآن بصراحة عن دولة فلسطينية في غزة وبعض من سيناء، وهذا تقاطع مع تسريب خريطة تبين حدود الدولة الفلسطينية حسب ما يطرحها ترامب، وتبقى القضية الوحيدة التي يمكن أن يكون لسلطة رام الله والعرب فيها رأي، هي فقط قضية اللاجئين، وليس الحديث هنا عن عودة، فهذا أمر انتهى وعباس نفسه سبق وأكد أنه لا يخطط لإغراق إسرائيل باللاجئين مؤكدا إهتمامه بمستقبل شباب إسرائيل، لكن الحديث هنا عن تعويض اللاجئين، وعن بناء الدولة الفلسطينية الجديدة!!
إذن، ومع كل هذا الذي يجري، فلا أعتقد أن هناك صفقة سرية، فالصفقة علنية ونفذ منها بعض المطلوب أمريكيا، وفيما يطالب مسؤول عربي الفلسطينيين بخطوات تطمئن إسرائيل، فأحسب أن ما يجري الآن خلف أبواب الغرف المغلقة هو البحث عن تخريجة لتسويق الصفقة على صعيد الشعب الفلسطيني وبعض الشعوب العربية الحية، ولا أقول كل الشعوب خصوصا تلك التي لا تعرف أن هناك قضية فلسطينية أساسا، فلربما أن هذه الشعوب فقط من يمكن أن يجهض ما بقي من الصفقة في ظل نظام عربي رسمي متهالك وتنهشه الخلافات حينا، والصراع للحفاظ على الكرسي، حينا آخر.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير