jo24_banner
jo24_banner

المنطقة العربية ..أزمة تلد أخرى

أسعد العزوني
جو 24 : منذ ظهور الدولة القطرية " بضم القاف" نتيجة سايكس-بيكو ،والمنطقة العربية التي تشظت إلى دويلات وإمارات،تعاني من المشاكل والأزمات المتتالية،ما إنعكس سلبا على مواطنيها الذين وجدوا أنفسهم لا حول لهم ولا قوة، بسبب التغول الأمني على كل مناحي الحياة.

كما أن هذه الدول ،قد إفتقرت إلى الإبداع ،ولم نر إلا المطبلين والمزمرين ،الذين إتخذوا من مديح السلاطين وسيلة للعيش،وأي عيش نكد هذا الذي يكون مغمسا بالذل .

لم نر تنمية ولا تطورا في حياة الدولة القطرية، التي كان لها دور وظيفي محدد ،وهو حماية المصالح الأجنبية، والحفاظ عليها، وفتح الأبواب مشرعة للشركات الأجنبية، لممارسة سلب ونهب ثروات هذه الدول.

علاوة على ذلك،فإن الأجنبي المتنفذ ،تعهد لحكام هذه الدول بتوفير الحد الأدنى من الدعم المادي لها ،وبإعطاء الإشارة للبنك وصندوق النقد الدوليين لتقديم القروض ، ناهيك عن قروضه المدروسة جيدا ،ولنا في " القاتل الإقتصادي" خير مثل ومثال،إضافة إلى السكوت عن جرائم الحكام في مجال حقوق الإنسان والفساد،طالما لم ينحرف ذلك الحاكم عن جادة " الصواب".

هذه الوضعية ،وأعني بذلك الدولة القطرية،أدت بكافة الدول بدءا من جيبوتي وإنتهاء بالمحروسة مصر ومرورا بالعراق وسوريا وليبيا والسودان وتونس وكافة الدول القطرية إلى الإنهيار ،بطريقة أو بأخرى.

التجزئة والتقسيم التي إنخرط فيها الوطن العربي، والإحتلالات الأجنبية ،أفرزت واقعا مرا ومريرا في ذات الوقت،ومنها إنعدام الحرية والإبداع ما أدى بأصحاب العقول المبدعة إلى الهرب إلى بلدان العالم المتقدم ليجدوا أنفسهم ،فكم من عالم عربي أبدع في وكالة ناسا الأمريكية للفضاء على سبيل المثال؟
الأزمة الأم التي عانينا منها في الوطن العربي، هي التجزئة والتقسيم ،إلى درجة أنه اصبح لدينا حسب الواقع المعاش 22 دولة ،وهذا يعني 22 إنتماء و22 وزير خارجية و22 رأيا متضاربا بطبيعة الحال ،وهذا ما جعل العالم الذي إتجه مبكرا للتكتلات ،ينفر منا ،والى السخرية من طريقة تفكيرنا، إلى درجة ،أن اليهودي الصهيوني وزير خارجية أمريكا الأسبق، " العزيز" هنري كيسنجر، سخر من قدر الله الذي جعل النفط في باطن الأرض العربية بقوله: ان ذلك خطأ ومع ذلك، فإن هذا النفط مآله لنا!

من أسوا الكوارث التي سببتها الدولة القطرية ،هو إنسلاخ فلسطين قهرا وغصبا ،وتسليمها لليهود الصهاينة،ليجلبوا إليها المستوطنين بعد إيهامهم بأنها أرض العسل واللبن، وأنها الأرض الموعودة ،لكن الوضع تغير قليلا بالنسبة لطريقة تفكير اليهود المستوطنين بعد أن واجهوا مقاومة فلسطينية عنيفة، لكن الفرحة لم تكتمل لأن المقاومة خبت ،وأصبح من يفكر بالمقاومة معرضا للإعتقال في الوطن العربي.

التجزئة قادتنا إلى الفقر، والفقر قادنا إلى الذل ،والذل أودى بنا إلى الهاوية ،فها هي الدول العربية ،ترزح تحت مديونية البنك وصندوق النقد الدوليين، اللذان يحومان هذه الأيام حول الأردن، ويقدمون النصائح المسمومة للحكومة، لرفع الأسعار وإلغاء الدعم عن بعض المواد الرئيسية،ناهيك عن الخصخصة التي لا ندري إلى أي هاوية ستردينا بها.

حتى دول النفط ،الغنية نجدها هي الأخرى تعاني الويلات ،وإن لم تكن محسوسة إلى حد ما، فهي محسودة ومظلومة في الوقت نفسه،كما أنها عرضة للضغط الخارجي كي تنفذ أجندته مقابل تقديم الحماية لها .

ليس سرا القول، أن الحماية المنشودة ليست من قوى خارجية تحكم المريخ على سبيل المثال ،بل هي من الشقيق الجار ،ولنا في هذا المجال الأدلة الكثيرة ،إذ كم من دولة عربية إصطدمت مع شقيقتها الجارة ،وسالت دماء وحدث دمار ،وخلقت الكراهية إلى درجة الحقد.

لن تنتهي أزماتنا ما دمنا في نفس المربع ،لاهين بخلافاتنا وفرقتنا وتبعيتنا للأجنبي. وكان أملنا كبير في ما أطلق عليه " الربيع العربي" لكن حقيقة الأمر اننا صدمنا إلى حد الفجيعة، لأننا وجدنا أنفسنا في دائرة رياح الخماسين ،لأن ما جرى لم يكن مخططا له ،ولا كان منظما بحيث يسهل علينا التصرف في اليوم التالي.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير