jo24_banner
jo24_banner

إحترموا عقول ومصالح الناس..

خالد الزبيدي
جو 24 :



لا يوجد إنسان طبيعي يكره وطنه واهله، اما الإختلاف بالراي يجب ان يحترم بإعتبار الحوار مهم لتطوير الدول والمجتمعات، وبناء اجيال قادرة على مواصلة المسيرة والبناء على ما انجزته الاجيال السابقة، واصعب ما يواجهه اي مجتمع تبادل الاتهامات والتشكيك اي طرف بالآخر وكيل التهم ورميه بموبقيات بعيدة كل البعد عن جوهر اي قضية او مسألة مختلف عليها، وفي هذا السياق فان بلوغ إجماع على قضية معينة في مناحي الحياة صعب المنال، لكن الحل الطبيعي في ذلك قبول الاقلية بما تقره الاغلبية، والاستمرار بالراقبة والدفاع عن ما تراه صوابا وهذا من اهم ابجديات الديمقراطية.

منذ سنوات نتابع بمرارة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ويرافق ذلك تراجع عام في أداء الحكومات، وتدني مستويات المعيشة وإرتفاع تكاليف المعيشة والبطالة وإتساع نطاق الفقر، وإخفاق مركب في ادارة معظم مناحي حياة المواطنين، وهذا الواقع يعيشه السواد الاعظم من الاردنيين ويتطلعون لإنفراج حقيقي ..فالسؤال المطروح في الجلسات واللقاءات متى بتنفرج الامور؟، الى اين تتجه البوصلة إقتصاديا وماليا في البلاد؟، ويكون السؤال الاخير غالبا ..بتقدر تساعدنا في تشغيل هالشاب او الشابة فقد مضى عليه او عليها عدة سنوات مع العلم ان التحصيل العلمي جيد ؟.

الحكومة الحالية كسابقاتها لا تقدم حلولا ولا تبادر لإتخاذ قرارات مبتكرة و / او تنفذ خطط وقائية، واسهل شيء هو تقديم مبررات واسباب، لا تقدم ولا تؤخر، فالاوراق النقاشية الملكية لو تم تنفيذ 25% منها لكانت اوضاع البلاد من حيث الاصلاح السياسي والاقتصادي افضل، اي اننا لسنا بحاجة لتشخيص وتقديم نظريات جديدة، ووعود بحلول ستخرجنا مما نحن فيه، نحن بحاجة لتنفيذ مباشر، واي حديث عن وعود وتشكيل لجان هو تضليل وذر الرمال في عيون المواطنين.

تغير لون العلبة من ازرق الى اخضر او اصفر لا يؤثر على محتواها، فالمطلوب تغير محتوى العلبة، ومعظم حملات الاعلام بتوعية محاسن الضريبة المقطوعة على المحروقات على سبيل المثال لم تقنع احدا لان كل ما تم هو تغير لون العلبة اما محتوياتها الضريبية لا زالت موجودة بعناوين معروفة والنتائج يمكن مقارنتها من ابسط مراقب بالدخول على منصات مختصة ومعتمدة لإسعار المنتجات البترولية والغاز والسلع، فالعالم اليوم مكشوف ومتاح لمن يريد المراقبة والبحث.

كل ما يطرح سياسيا وإقتصاديا من خبراء الحكومات ووزرائها قابل للنقاش والتدقيق في صوابه من عدمه، وحالة التلكؤ في مواجهة التطورات تطرح اسباب اقل ما يقال عنها بأنها محل إستياء وتندر..مرة اخرى نقولها إحترموا عقول ومصالح الناس..
 
تابعو الأردن 24 على google news