"مدير مدرسة في ماليزيا يحطّم جوّالات الطلاب لتدني علاماتهم بسببها"؟ FactCheck#
جو 24 :
في الزعم المرفق بالفيديو، ان "مدير مدرسة في #ماليزيا يحطّم جوالات الطلاب، لتدني مستوى العلامات في الامتحانات بسببها". بالفعل، يظهر في الفيديو رجلان يحمل كل منهما مطرقة بيده، ويبدآن تحطيم هواتف خليوية على طاولة أمامهما، تحت انظار آخرين تجمعوا في المكان، على ما يبدو في الفيديو.
ماليزيا؟ وهل سبب تحطيم الهواتف الخليوية "تدني العلامات بسببها؟
النتيجة: الشرح الذي أُرفق بالفيديو خاطىء كليا. اولا، هذه الواقعة حصلت في #إندونيسيا، وليس في ماليزيا. ثانيا، لا يتعلق تحطيم الهواتف المحمولة تلك بتدني علامات الطلاب في الامتحانات وفقا للزعم، بل لمخالفتهم قوانين مدرستهم، وهي مدرسة داخلية اسلامية تحظر عليهم احضار هواتف خليوية.
الوقائع: 17 ثانية فقط. مطرقة باليد، ويبدأ رجل تحطيم هواتف خليوية، على ما يبدو، وُضعت على طاولة امامه. ثم ينضم اليه رجل آخر، ليحمل مطرقة اخرى، ويكمل المهمة. "الله أكبر"، يُسمع في الفيديو، في وقت تعالى ضجيج في المكان. واقعة التحطيم كانت تحصل تحت انظار آخرين تجمعوا في المكان، بينما ظهر رجل يحمل آلة تصوير، وقد اقترب ليلتقط صورة.
الفيديو تناقلته اخيرا، بكثافة، صفحات وحسابات وعربية، مرفقا بالشرح الآتي (حرفيا): "مدير مدرسه في ماليزيا يحطم جوالات الطلاب بسبب تدني مستوى العلامات بالامتحانات بسببها".
التدقيق:
-باستخدام البحث العكسي عن الصور بواسطة "غوغل"، تقود الخيوط الى إندونيسيا، حيث انتشر الفيديو على نطاق واسع في حسابات وصفحات اندونيسية (ابتداء من 22 حزيران 2019)، وتناولته مواقع اخبارية اندونيسية عدة (24 حزيران 2019).
وفي التفاصيل ان هذه الواقعة حصلت بالفعل في مدرسة والي سونغو نغابار الإسلامية الداخلية في بونوروغو، جاوة الشرقية/ Wali Songo Ngabar Islamic boarding school, Ponorogo, East Java. جاوة الشرقية هي احدى مقاطعات جاوة، وهي جزيرة في اندونيسيا تضم العاصمة جاكرتا.
وقد أكدت ادارة المدرسة الداخلية هذه الواقعة. ونقل عنها موقع Kompas.com الاندونيسي انه "تم تسريب الفيديو، ونحن لم ننشره". "كان هناك اشخاص أتيحت لهم الفرصة لتسجيله. ولم يكن ذلك رسميًا، لذلك أسيء تفسير الامر".
وفقا لما اوضح احد قدامى المدرسة اسروفي عبدر، فإن "قوانين هذه المدرسة الداخلية الاسلامية تمنع الطلاب من ان يحضروا معهم هواتف خليوية وسجائر، كي يركزوا على الدروس والصلاة". وافاد انه "يتم إبلاغ أوصياء الطلاب عند التسجيل بأنه لا يُسمح للطلاب بحمل الأجهزة الإلكترونية. إذا رغب الطلاب الداخليون بالاتصال بعائلاتهم، فهناك كشك للهاتف في المدرسة".
واضاف: "انها القوانين منذ بداية التسجيل. لذلك اذا تم العثور مع الطلاب على هواتف محمولة، فسيتوجب عليهم التخلي عنها ليتم تدميرها بهذه الطريقة". واشار الى ان العقوبة قد تشمل ايضا، الى جانب التحطيم بالمطرقة، "المصادرة أو إلاتلاف أو الحرق...".
وقد نشرت المدرسة على حسابها في انستغرام بيانا توضيحيا (24 حزيران) جاء فيه، وفقا للموقع، ان هذه الهواتف المحمولة التي تم تحطيمها في الفيديو، "صودرت من طلاب داخليين احضروها معهم خلسة الى المدرسة، محاولين انتهاك قوانينها، وذلك بما قد يعطّل العملية التعليمية في المدرسة". وذكرت ان هذا "الاجراء يتوافق مع المبادئ التوجيهية للمدرسة، المادة 9 الرقم 1- 4، ويدعمه تصريح الطلاب وأوصيائهم لدى التسجيل في المدرسة".
كذلك، اوضحت انه "تم تحطيم هذه المقتنيات غير القانونية أمام الطلاب الداخليين كتأثير ردعي، ولاظهار ان مسؤولي المدرسة لم يستفيدوا ماديا من هذه المقتنيات".
النتيجة: الزعم ان هذه الواقعة حصلت في ماليزيا، وان تحطيم الهواتف المحمولة تلك سببه "تدني علامات الطلاب في الامتحانات"، زعم خاطىء كليا. التدقيق اثبت ان الواقعة حصلت في اندونيسيا، وتحديدا في مدرسة داخلية اسلامية. وسبب تحطيم الهواتف الخليوية سببه مخالفة طلاب داخليين قوانين المدرسة التي تحظر عليهم ان يحضروا معهم هواتف خليوية، وفقا لما اوضحت ادارة المدرسة.
التدقيق: