4 طرق لمساعدة طفلك على الحصول على قسط كاف من النوم
جو 24 :
كشفت دراسة حديثة لباحثين من جامعة وارويك بالولايات المتحدة، أن إصابة الأطفال بالاكتئاب والقلق والسلوك المتهور وضعف الإدراك المعرفي، كلها أمور متعلقة بكمية النوم التي يحصل عليها الصغار كل ليلة.
النوم عملية نشطة يتم خلالها إعادة تنظيم الدماغ، وهذا يجعله أمرا مهما بشكل خاص للأطفال الذين تتطور أدمغتهم ويعاد تنظيمها بسرعة خلال الليل.
في ورقة بحثية بعنوان "مدة النوم، بنية الدماغ، والمشاكل النفسية والإدراكية لدى الأطفال" نشرت في مجلة "الطب النفسي الجزيئي"، بحث القائمون عليها بيانات 11 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و11 عاما، لمعرفة إذا كانت هناك علاقة بين مدة النوم وهيكل المخ.
وتوصل الباحثون إلى ارتباط مدة النوم القصيرة لدى الأطفال بظهور مشكلات الاكتئاب والقلق والسلوك المتهور وضعف الأداء المعرفي، وعلاوة على ذلك وجد الباحثون ارتباطا واضحا بين انخفاض حجم بعض مناطق الدماغ ومدة النوم الأقصر.
كم ساعة نوم يحتاجها طفلك؟
يقول الباحث بالدراسة البروفيسور جيان فنغ فنغ -من قسم علوم الحاسب بجامعة وارويك- إن كمية النوم الموصى بها للأطفال من عمر 6 أعوام إلى 12 عاما هي 9-12 ساعة يوميا. ومع ذلك، فإن اضطرابات النوم شائعة لدى الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم بسبب الالتزامات المتزايدة على وقتهم، من قبل المدرسة والانتهاء من الواجبات، وزيادة وقت استخدام الشاشة، والأنشطة الرياضية والاجتماعية.
اعلان
وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن حوالي 60% من المراهقين في الولايات المتحدة ينالون أقل من ثماني ساعات من النوم في الليالي التي تسبق أيام المدرسة.
ويؤكد فنغ قائلا "لقد بينت النتائج التي توصلنا إليها أن المشكلات السلوكية التي يواجهها الأطفال الذين ينامون أقل من سبع ساعات، كانت أعلى بنسبة 53% في المتوسط، كما قل الإدراك المعرفي لديهم بنسبة 7.8% في المتوسط عن الأطفال الذين ينامون 9-11 ساعة في اليوم. وهذا يبرز أهمية النوم الكافي لكل من الإدراك والصحة العقلية عند الأطفال".
كما علق الباحث بالدراسة البروفيسور إدموند رولز -من قسم علوم الحاسب بجامعة وارويك- بأن "هذه ارتباطات مهمة تم تحديدها بين مدة النوم عند الأطفال، وهيكل المخ، وإجراءات الصحة المعرفية والعقلية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاكتشاف الأسباب الكامنة وراء هذه العلاقات".
قسط كاف من النوم
تقول محررة كلية الطب بجامعة "هارفارد" كلير مكارثي إن الأطفال يحتاجون إلى النوم، لأن آثار الحرمان منه يمكن أن تؤدي إلى مشاكل مدى الحياة لديهم على المستوى السلوكي والإدراكي والتعليمي.
وتقدم مكارثي -في مقالها على موقع كلية طب هارفارد- أربع طرق يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على الحصول على قسط كاف من النوم:
اجعلي النوم أولوية
حددي موعدا للواجبات المنزلية والرياضية وغيرها من الأنشطة، وقومي بجدولة وقت النوم. ابدئي من الوقت الذي يحتاج فيه طفلك إلى الاستيقاظ في الصباح، ثم عدّي الساعات التي يحتاجها طفلك للنوم، وحددي وقت نوم غير قابل للتفاوض.
بالنسبة للمراهقين والمراهقات، قد يؤدي ذلك إلى بعض الجدل، وقد يعني تقليص بعض الأنشطة وإيجاد طرق لإنجاز الواجب المنزلي في وقت مبكر، ودفع بعض الأنشطة الترفيهية -مثل ألعاب الفيديو- إلى عطلات نهاية الأسبوع.
الاستعداد للنوم
بدء روتين النوم في وقت مبكر، إذ لا يمكن لأي منا أن يذهب مباشرة من النشاط البدني أو العقلي المكثف إلى النوم. إذا كان وقت النوم هو التاسعة مساء، فهذا يعني أن طفلك يحتاج إلى التوقف عن القيام بأي شيء بين الساعة الثامنة والثامنة والنصف، حتى يكون مستعدا للنوم فعليا عند الساعة التاسعة.
إغلاق الشاشات
يمكن للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات أن يوقظ الدماغ، فيعاني الطفل من صعوبات النوم. ينطبق هذا بشكل خاص على "الشاشات الصغيرة"، مثل الهواتف أو الأجهزة اللوحية، أغلقيها قبل ساعة من رغبتك في أن ينام طفلك.
كما يجب شحن الهواتف خارج غرفة النوم، أو على الأقل إبقاؤها في وضع عدم الإزعاج، وإذا أخبرك طفلك أنه بحاجة إلى هاتفه ليوقظه في الصباح، فاشتري له منبها.
روتين النوم
من المهم الحفاظ على روتين النوم نفسه في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات، مع السماح بساعة تأخر في النوم في حال تأكدت أن طفلك يستطيع تعويضها بالنوم في الصباح، وإذا كان لديك طفل يستيقظ وقت الفجر بغض النظر عن الوقت الذي ذهب فيه إلى السرير، فلا تأخري ساعة نومه، فإن تغيير مواعيد نومنا يرهق أجسادنا، وجميعنا نؤدي بشكل أفضل بكثير عندما نحتفظ بمواعيد نوم ثابتة.
تذكري أيضا أن الأطفال يولون اهتماما أكبر لما نفعله أكثر مما نقوله، فإذا جعلت من نومك أولوية، فإنك ستضربين مثالا جيدا لطفلك، فضلا عن أن النوم مهم لك أيضا بقدر أهميته لطفلك.
المصدر : مواقع إلكترونية