5 بدائل لقول "لا" لطفلك دون أن تنطقيها
إذا كان طفلك يتجاهلك باستمرار عند سماع كلمة "لا"، فلا تلومين إلا نفسك؛ فأنت تقولين تلك الكلمة كثيرا كاستجابة سريعة لطلباته عندما تكونين في عجلة من أمرك أو مشغولة.
وبمرور الوقت، يمكن أن نكون لكلمة "لا" -من دون أي تفسيرات أو ارتباطات إيجابية- بعض الآثار السلوكية على الأطفال، مثل الشعور بالارتباك والغضب والإحباط.
كما أن تكرارها على مدار اليوم يفقدها تأثيرها ومعناها لديهم، ويمكن أن يرتبط قولها عند طفلك بالأفعال السيئة، وتنتج ردود أفعال عكسية غير مرغوبة.
فإذا لم يفهم الأطفال لماذا قلت "لا"، سيدفعهم الفضول إلى معرفة ذلك عن طريق الإقدام على ما نهوا عنه، حسب مقال بموقع "بوزيتيف بارنتينج".
وهذا لا يعني تجنب الرفض المباشر نهائيا، إنما يمكن تقديم طرق بديلة وإيجابية، ومحاولة تشجيع طفلك على التفكير في خيارات أخرى، فعندما يطلب منك مشاهدة التلفاز، وبدل قول "لا"، يمكنك أن تقولي له "ماذا لو ساعدتني في عمل كعكة أو نلعب سويا؟ فتقديم خيارات بديلة يجعله يشعر بالاستقلالية.
نعم بدل لا
تقول أماني الحارس -مستشارة أسرية وتربوية مقيمة في كندا- للجزيرة نت "تفقد الكلمة معناها كثيرا بسبب تكرارها مع أطفالنا، فحينما نكرر أن هذا التصرف خاطئ ولا يليق، يصبح لديهم فضول لفعله والإقدام عليه، ليعرفوا ما الذي يحدث نتيجة هذا الخطأ؛ فعندما تقول الأم لطفلها على سبيل المثال (لا تأكل هذا، فمذاقه سيئ"، يشعر الطفل بفضول يدفعه إلى تجربته بنفسه، وكأنه أمام تحدٍ يجب اجتيازه".
ولأن ظروف وضغوط الحياة كثرت على الأم، تكررت كلمة "لا" من دون التفكير في بدائل لها؛ فالطفل ذو السنوات الأربع عندما يطلب أن يطبخ باستخدام الموقد كما تفعل أمه ويلح في ذلك، يُقابل بالرفض خوفا عليه من خطورة النار والاقتراب من السطح الساخن، بينما يمكنها أن تجد له بدائل تشبع عنده الرغبة في تجربة الطبخ، مثل شراء مطبخ لعبة له، أو مشاركته في تحضير طعام من دون استخدام الموقد، أو توفير أدوات مطبخ له يلعب بها بجانبها.
وعدم إشباع الأم رغبة طفلها يدفعه إلى تجربة الأمر بنفسه من دون أن تعرف، مما يعرضه للخطر.
وتضيف أماني أن "هناك قاعدة تربوية تقول "إذا استطعت أن تقول نعم فلا تقل لا". فابنتك حينما تأتي إليك مرتدية ملابس غير متناسقة ولم تعجبك، وكنت على وشك قول "لا، ليست مناسبة"، عليك التفكير سريعا في تأثير كلامك عليها؛ فرفضك لاختيارها قد يصيبها بالإحباط وعدم الثقة، وترفض بعد ذلك أن تختار لنفسها، وتجعلك تختارين بدلا منها. على الجانب الآخر يمكن أن تقولي "ما رأيك في هذه التنورة أو هذا الفستان؟" ليصبح لديها خيار جديد.
وهذا لا يعني تجنب قول "لا" بصورة نهائية واستبدالها "بنعم" لكل شيء، إنما هناك طرق بديلة للخروج من دائرة "لا" التلقائية المتكررة، بالتفكير في الموقف بطريقة مختلفة وإيجاد البدائل المناسبة.
كوني إيجابية
عندما تميلين إلى رفض طلب طفلك، حاولي إعادة صياغته حول ما يمكن لطفلك فعله، وليس ما لا يمكنه فعله، حسب ما نشره موقع "بيبي سنتر".
على سبيل المثال، بدل قولك "لا تلعب بالكرة في غرفة المعيشة"، يمكنك أن تقولي "تذكر، اللعب بالكرة فقط في الخارج".
شاركيه الاختيار
يحب طفلك أن يشعر بالاستقلالية والسيطرة، وبدل الرفض عندما يطلب تناول الحلوى أو قطعة الشوكولاتة، اعرضي عليه الاختيار على سبيل المثال بين العنب أو شرائح التفاح.
استخدمي عوامل التشتيت
إذا لفت انتباه طفلك شيء في المتجر أثناء التسوق، حاولي شغل انتباهه بأمر آخر: "ماذا يمكن أن نتناوله على الغداء اليوم؟" أو "هل نأخذ المصعد؟ يمكنك الضغط على الزر؟".
كما يمكنك طلب مساعدته في التسوق حتى ينشغل عن طلب الألعاب أو الحلوى، اطلبي منه جمع الأشياء من الرفوف، أو مساعدتك في تحديد العناصر من قائمتك، أو تحريك العربة.
اختيار المعارك
قبل قول "لا" اسألي نفسك عما إذا كان ما يفعله طفلك سيئًا، مما يؤثر على سلامته أو يمكن غض الطرف عنه؟ واتركيه يستمتع بالقفز في بركة موحلة في طريق عودتكم إلى المنزل من دون توبيخه، وإذا كانت ابنتك تريد ارتداء فستانها المفضل قبل النوم، فما الضرر؟
شاركيه الإحساس بالمغامرة والمرح والاكتشاف كلما استطعت، إذا كان في أمان ولم يؤذ أحدا أو يزعجه، فقولي "نعم".
قدمي تفسيرات إيجابية
ينصح موقع "بوزيتيف بارنتينج" بشرح السبب في المواقف التي لا تتوفر فيها خيارات بديلة، إذا استطعت أن تجعلي طفلك يفهم سبب عدم حصوله على طلبه، فمن غير المرجح أن يتفاعل بشكل سلبي؛ فإذا كان غير مناسب الخروج للحديقة كما أراد، وضحي له أن الجدة ستزوركم قريبا، ويمكن الذهاب للحديقة لاحقا.
وإذا كان استخدام "لا" للتحذير من الخطر، مثل "الرجاء عدم الاقتراب من الفرن"، فيجب دعم عبارتك بشرح يجعل طفلك يفهم خطورته، مما يشبع فضوله بأمان. أما إذا كان طفلك صغيرا لا يمكنه استيعاب الأمر بسهولة، فحاولي استخدام المشاعر لتوصيل اعتراضك. على سبيل المثال، بدل قول "لا يمكنك الصراخ هكذا"، قولي "إن الصراخ يؤلم أذني ويجعلني حزينة عندما تصرخ في وجهي". قد يستغرق هذا وقتا أطول، ولكنه طريقة مثالية لتطوير فهم طفلك وإحساسه بالتعاطف.