علامات تدل على أنك تفرط في حماية طفلك.. تعرف عليها
جو 24 :
نشر موقع "لايف هاك" الأمريكي تقريرا استعرض فيه العلامات التي تدل على أنك تفرط في حماية طفلك.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الأطفال بحاجة إلى التعلم من خلال تجاربهم الخاصة، ذلك أنهم حال كنت حاضرا دائمًا في كل المواقف لمساعدتهم، فلن يتعلموا كيفية الاعتماد على أنفسهم.
وشدد الموقع على أنه رغم أن الأطفال سوف يسقطون، لكنهم سيتعلمون أيضًا كيفية تجنب المخاطر وإصدار أحكام مسبقة حول التهديدات بناء على تجاربهم.
لماذا يفرط الآباء في حماية أبنائهم؟
يُفرط الآباء في حماية أطفالهم عن حسن نية، وذلك نتيجة قلقهم المبالغ فيه بشأن سلامتهم وكيفية اتخاذهم للقرارات، ويكمن هدفهم الأساسي في حماية أطفالهم من الأذى، فمن الطبيعي أن يقلقوا بشأن سلامتهم ورفاهيتهم، بحسب الموقع.
ولكن يجب على الآباء أيضًا تعليم أطفالهم كيفية التعامل مع المخاطر وتحمّل المسؤولية من خلال التجارب الحياتية، حيث يقترح مايكل أونغر، وهو باحث في مجال التربية مفرطة الحماية، أن يسمح الآباء للأطفال بالمشاركة بمفردهم في الأنشطة التي يكون فيها احتمال تعرضهم للخطر منخفضا.
وأشار الموقع إلى أنه عندما يُفرط الآباء في حماية أطفالهم فإنهم يُضيعون عليهم فرصة اكتساب مهارات السلوك المسؤول وبناء الاستقلالية وتنمية احترام الذات. بعبارة أخرى، يمكن للوالدين تقويض ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته عند الاستمرار في مراقبته وتوجيه سلوكه وعدم السماح له بفعل أي شيء بمفرده.
ما هي علامات الإفراط في حماية الطفل؟
ذكر الموقع أن الآباء الذين يُفرطون في حماية أطفالهم يعتقدون أنهم يساعدونهم وهدفهم هو حمايتهم، ولكن هذه النزعة قد تزيد عن حدها. وفيما يلي، العلامات الدالة على أنك تفطر في حماية طفلك. وقد تساعدك هذه الأمثلة على تقييم سلوكك لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى تخفيف هذه العادات الضارة.
لماذا يعد الإفراط في حماية الأطفال غير فعال؟
ذكر الموقع أن الأطفال يتعلمون من العواقب الطبيعية لسلوكياتهم. وإذا لم يُفسح لهم المجال لارتكاب الأخطاء وإدراك عواقبها لأن الوالدين يحمونهم باستمرار من الفشل والأذى، سيتعثر تطور شخصياتهم. وتدخل الوالدين باستمرار لتوجيه سلوك الطفل حتى عندما يكون رفقة أصدقائه سيحرمه من اكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة للاندماج.
يحتاج الأطفال إلى الوقت والمساحة
إن هذا الأمر مهم ليكتسب الطفل الاستقلالية منذ الصغر. فالتعلم من خلال العواقب الطبيعية في سن مبكرة يكون أسهل بالنسبة للطفل. أما إذا لم يتمتع الطفل بالمساحة الكافية للتعويل على نفسه، فمن المرجح أن يعاني من مشاكل سلوكية ستجعله عندما يكبر يلجأ لأخصائي.
آثار الحماية المفرطة
أشار الموقع إلى أن هناك مجموعة متنوعة من تأثيرات الإفراط في حماية الطفل. غالبا ما يفرط الآباء في حماية أطفالهم، وخاصة البنات، لأنهم لا يرغبون في تعرضهن للأذى ويبذلون كل ما في وسعهم لإبعادهن عن أصحاب السوء أو حتى ممارسة أي نشاط من شأنه أن يجعلهن عرضة للتواصل مع الجنس الآخر. لكن هذا التصرف من شأنه أن ينعكس سلبا على الأطفال ويتسبب لهم في مشاكل نفسية، من بينها:
عدم الثقة بالنفس
إذا لم يُسمح للأطفال بتجربة الأشياء بمفردهم، فلا يمكنهم بناء الثقة بالنفس واحترام الذات.
التبعية
إذا كان الطفل معتادا دائما على وجود أحد الوالدين حوله لتوجيهه وتعديل سلوكه، فيمكنه أن يصبح معتمدا على قرار والديه لأنه اعتاد على التعويل عليهما في أخذ كل القرارات المتعلقة بحياته وسيصعب عليه فعل ذلك بنفسه.
القلق
يشعر الطفل الذي لا يُسمح له أبدا بمحاولة القيام بالأشياء بمفرده بالقلق عندما يُسمح له أخيرا بذلك، وذلك نتيجة الخوف من ارتكاب الأخطاء أو الفشل لأنه اعتاد على الاستعانة بوالديه لحمايته من ذلك.
انعدام المسؤولية
عندما يقوم الآباء دائمًا بمساعدة وتوجيه أطفالهم إلى أقصى حد، فسوف يفشل الأطفال في تطوير المهارات التي تنمي لديهم الإحساس بالمسؤولية.
ميول ترضي الناس
إن الأطفال الذين يحصلون على حماية زائدة من آبائهم الذين يوجهون سلوكهم باستمرار، ينتهي بهم الأمر إلى السعي للحصول على موافقة من هم في حياتهم بشأن كل ما يفعلونه. سوف يكبر هؤلاء الأطفال ويبقوا مع شخص يقول لهم دائمًا كيف يبدو "السلوك الصحيح".
وإذا لم يحصلوا على الثناء أو يشعروا بالراحة من سماع شخص ما يقول لهم بأنهم فعلوا الصواب، فقد يصبحون قلقين أو مكتئبين. نتيجة لذلك، سيصبحون أشخاصا يسعون للحصول على تثمين الآخرين لما يفعلونه.
سلوك متهور
عندما ينشأ الطفل مع والدين يفرطان في حمايته، فإنه غالبًا ما ينخرط في سلوك محفوف بالمخاطر عندما يتحرر منهما. وبما أنه لم يجرب عواقب الانخراط في وضعيات منخفضة المخاطر في الصغر، فإنه مع تقدمه في السن سينخرط في مواقف عالية الخطورة دون أن يدرك الفرق بينهما وبين تلك منخفضة الخطورة لأنه يفتقر للحكمة التي تنشأ من التجارب السابقة.
تدني تطور مهارته مثل الخوف والمهارات الاجتماعية ومهارات التأقلم
أشارت مجلة سيكولوجي توداي الأمريكية إلى أن الأطفال الذين لديهم آباء مفرطون في الحماية يعانون من مشكلات في التطور مثل عدم القدرة على التعامل مع الإجهاد وضعف المهارات الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، الطفل الذي لا يُسمح له باللعب في الحديقة لأن والده يريد حمايته من الأذى، يُحرم من تعلم معنى المخاطرة منخفضة العواقب في الملعب والصدمات والكدمات الناتجة عن ذلك.
نقص المناعة
أوضحت مقالة نشرتها مجلة سيكولوجي توداي أن الأطفال الذين لديهم آباء مفرطون في الحماية ولا يسمحون لهم بالتعرض للجراثيم، يمكن أن يعانوا من ضعف جهاز المناعة. فتعرض الطفل للجراثيم ضروري لتطوير جهاز مناعي صحي بشكل طبيعي. وعندما يقوم الآباء، مثلا، بمنع أطفالهم من الذهاب إلى حديقة الحيوانات الأليفة أو اللعب في الرمل، يمكن أن يعوق ذلك قدرتهم على تقوية جهاز مناعتهم.
مهووسون بالسيطرة
إذا رأى الأطفال أن الوالدين يتصرفان كما لو أنهما يجب أن يتحكما في الآخرين وفي كل حالة في جميع الأوقات، فسوف يتعلمون أيضًا التصرف بهذه الطريقة.
ما يجب فعله إذا كنت والدا تفرط في حماية طفلك
أكد الموقع على ضرورة البدء في تخفيف السيطرة على طفلك بطريقة محسوبة ومعقولة. ويُعد السماح لطفلك بممارسة الأنشطة والتعرض للتجارب منخفضة المخاطر طريقة جيدة لفعل ذلك، على غرار تركه يلعب في الساحات العامة (دون اتباعه).