الأردن ودول الإقليم النووية.. رسائل هامة الى العرب
جو 24 :
كتب زيان زوانة -
"الأردن يدعو لحوار ينهي التوتر مع إيران ويوقف تدخلاتها في دول الجوار"، "الأردن يدعو لشرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل"، وزير الخارجية الأردني يؤكد "ضرورة بناء منطقة شرق أوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل". هكذا ظهرت بعض العناوين للصحافة المحلية، في تغطيتها لمبادرة ستوكهولم لنزع السلاح النووي وعدم انتشارها التي استضافتها عمان الأسبوع الماضي بحضور وزيري الخارجية الألماني والسويدي، من بين مندوبي ستة عشر دولة حضروا اجتماع المبادرة.
موقف الأردن المعلن يحمل رسائل هامة لإيران وإسرائيل ودول عربية شقيقة ، ويعبر عن تميز سياسي في مقاربة الموضوع النووي الإقليمي ، ويؤشر للدول العربية الشقيقة ، أن مواجهة إيران ومشروعها النووي وتدخلها بدول الجوار لا يكون عبر التحالف مع إسرائيل بترسانتها النووية ، وأطماعها وتدخلاتها المعروفة في دول الجوار المستمرة منذ اغتصابها الأرض العربية الفلسطينية واحتلالها للجولان العربي السوري وتفاهماتها المعروفة في سيناء ، وقصفها للأرض العربية السورية ، وإنما بحشد القوى الدولية التي ترفض أن تكون أراضيها وشعوبها ساحة للتهديد النووي من أي طرف ، والتي ما زالت تعيش تحت حماية المظلة النووية الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، إلى جانب اليابان التي ذاقت ويلات السلاح النووي في العام 1945 .
في ضوء تعقد خريطة التحالفات الإقليمية وارتفاع كلفها يبدو اختيار إحدى القوتين الإقليميتين النوويتين المتنازعتين على النفوذ في الإقليم للتحالف معها ضد الأخرى ، خيارا لا يحمي الحاكم العربي ولا يحقق مصالح الشعب العربي ، بل العكس تماما يجعل من أراضيها ساحة للصدام ، ما يبرز أمامه خيار الموقف الأردني المتوازن ، المستند إلى القوى الدولية المجمعة على ضرورة الإلتزام بنزع السلاح النووي وعدم انتشاره بموجب المعاهدات الدولية النافذة.
بقي الأردن مؤمنا بخيار " حل الدولتين " طيلة فترة إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ، الذي حاول شطبه من أجندة حلول القضية العربية الفلسطينية واستبداله بصفقته للقرن ، وتحمل الأردن ما تحمل لقاء ذلك ، لكنه صمد وحافظ على خياره ، وهاهو ترامب يخرج من البيت الأبيض مطرودا ومعه صفقته ، ليعود الأردن ساعيا لتحقيق خياره.
تستحق استراتيجية الأردن بخصوص السلاح النووي الإقليمي كل الدعم من الدول العربية وشعوبها ، لأنها تحقق مصالحهم.