jo24_banner
jo24_banner

فاتورة الحياة اليوميّة وسباق المسافات الطويلة !

ماجد شاهين
جو 24 : لم يعد " رغيف الخبز " في متناول اليد .. هكذا يلخّص الأردنيّون حالة الاضطراب والبؤس التي تكاد تفرض حضورها على المشهد الحياتيّ في البلاد ، فالرغيف هنا يعني الخبز و الدواء و أجور النقل والمواصلات و نفقات وأكلاف التعليم و أسعار المواد الغذائيّة والتموينيّة والمحروقات التي قد تحرق وقت الناس و تأكل جيوبهم أكثر ممّا هي عليه الحال الآن و رسوم " أدوات الاتصال " الشهريّة وسواها و الضرائب و ما قد يُستَجد ّ من تطوّرات لاهبة على الأحوال والأسعار والشوارع والساحات والأوجاع .

.. ما الذي يحدث ؟ وكيف يمكن للمواطن / والإنسان عندنا أن يستوعب و يفسّر ويرضى ما يحدث و بما قد يحدث ؟ والأكلاف باهظة و الأحوال بالمطلق لا تسرّ ، فلا الفقير مؤهّل لعيش يليق ، ولا ميسور الحال يقبل بمزيد من الأعباء والضرائب والأجواء الخانقة التي أتت على الأخضر واليابس .


.. التاجر يشكو كساد بضائعه ويزعم أن حركته البيعيّة تراجعت إلى أقل ّ مستوياتها ، الأمر الذي يعرّضه إلى خسارات كبيرة محتملة في ظل ّ نكوص المواطن عن " سلوك شرائيّ معقول " ، و يزيد : القرارات الاقتصاديّة الحكومية أربكتنا و وضعتنا في مواجهة المواطن وغضبه و غليان الشارع و إحجامه عن الشراء .. فيما المواطن يؤكد أن سلسلة من المكائد تُدبّر له تبدأ عند الحكومة و قد لا تنتهي عند التاجر والمستورد ، و يرفع المواطن الفقير أو من هو واقع في خانة ذوي الدخول المحدودة عقيرته و يلقي باللائمة على أطراف اللعبة الاقتصادية في البلاد ، متهمّا ً التاجر والمستورد والحكومة وربّما الجهات صاحبة الاختصاص التشريعيّ بأنهم جميعاً وراء ما يحدث من انتكاسات في حياة المواطن اليوميّة و ما تسببه من تضييق و محاصرة للمواطن في لقمة خبزه و سلّة غذائه .

.. أحد المتابعين ، يذهب بعيداً في الوصف ويقول بأنه لم تعد هناك سلّة غذائيّة واضحة متوافرة للمواطن ، فيما ينتظر الجميع أحوال فصل الشتاء وما يترتّب عنه من أعباء إضافيّة جرّاء حاجة المواطن إلى المحروقات والكهرباء والخبز الذي بدأ أصابع الحكومة ، وعلى ما يظهر ، في لعبة تحويله ( أيّ الخبز ) إلى مادة إليكترونيّة ، حسب وصف أحد المتندرين ، في إشارة إلى أن الحصول على الرغيف مستقبلاً لن يتمّ إلا ّ بكبسة زرّ إليكترونيّة وبطاقة ممغنطة ، حسب ما تعتزم إنفاذه الحكومة .

.. فاتورة المواطن اليوميّة باتت أداة حادة لــ ِ " فرم و تقطيع " الأوصال الوجدانيّة والجسدية والمالية التي قد تكون ما تزال على علاقة بالفرد وأسرته ، فالكهرباء في الطريق إلى نهش الجيوب والأسر و الماء كذلك و فاتورة الخبز اليوميّة قد تقلب طاولة الناس فتخنق أوقاتهم وأرواحهم .

.. في رفعها لسقف الأسعار والفاتورة اليوميّة للمواطن ، تحاول الحكومة تقديم ذرائع عديدة لكنّها غير مقنعة بالمرّة ، وبخاصة أن ّ عين المواطن تراقب السلوك الحكوميّ فلا ترى أن ّ برنامجا ً اقتصادياً ناجعاً مرسوماً في الأفق أو المشهد .

...
إنه سباق المسافات الطويلة بين المواطن ، و احتياجاته اليوميّة ، والآن لا تزال " حبّة البطاطا " تتصدّر السباق و كلّما حاول المواطن الفقير البائس الاقتراب منها ، تروح منطلقة مسرعة مكتفية بالنظر إلى الوراء باتجاه المواطن ، والأنكى أنها ( حبّة البطاطا / الفاتورة / سلة الغذاء ) تخوض السباق بلا منافسة و تخرج لسانها للمواطن في الأحوال كلّها .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير