jo24_banner
jo24_banner

ثلج ساخن ..

حلمي الأسمر
جو 24 : دفء الكلمات يبعث في الأطراف الباردة كالثلج حرارة تسري بلذة، فتحيل البرد القارص إلى أجواء مفعمة بالعرق، واحمرار الخدين!
وسط أجواء لا تحمل لنا سوى الموت والقتل والملاحقات والربيع الذابل، نلوذ بدفء الكلمات تحديا للموات، والقهر، وكل أسباب التغييب ..
-1- ما أجمل الصباحات التي لم تزل مضمّخة بلذاذات الليل، وقاسية هي أيضا، حينما تحمل بثور الحرمان، والبرْد، وقسوة الصمت!
-2- الحاضر الغائب.. ثمة شخص ما موجود دائما، يأبى أن يكون كالآخرين، يعلق ويكتب، لكنه يضحك معك، ويحزن، هو حاضر أبدا، وربما كل أو جل الحديث له، لكنه لا يظهر إلا في .. فضائك فقط!
-3- عن الحوار والحكايات: أجمل الحوارات تلك التي لا تنتهي..لأنها ببساطة، لم تبدأ بعد، وأجمل الحكايات، تلك التي لم تبدأ بعد، وربما لن تبدأ أبدا، ترى متى يتغيّر مسار الحكاية بل... هل سيكون ثمة حكاية أصلا؟
-4- حكاية قصيرة جدا..
كل يوم، صباحا ومساء كان يلقي بالتحية، منذ أشهر، ولا يتلقّى أي رد! سألته: ألا تيأس؟ فقال: لا، ليس هذا ما أخشاه، هل تصدق، أخشى أن أتلقى ردا.. فتنتهي الحكاية!
-5- صور: .. وثمة بعض الصور، تموت وتبهت حين يمر الزمن، وأخْرى، تشع، وتكبرْ، وتفترش الذاكرة،
وتُبْعَثُ فيها الحياة، لنـُصْبِحَ نحن الصورْ!
-6- كم؟ كم وردة سُحقت.. لصناعة رشة عطر واحدة، ترى.. كم يلزمنا من الشهداء.. لنتنسم عبير الحرية؟
-7- ثمة من إذا غاب، افتقدنا حضوره! وثمة من إذا حضر افتقدنا غيابه!
-8- قهوة: قهوة بنكهة الغياب والانتظار، والقلق، من يشرب من؟ أنا أم الفنجان؟
-9- من الطبيعي أن تجد أسئلة بلا أجوبة، لكن، ما يسبب التيه والصداع والحنق أيضا، حين تجد لدى البعض .. أجوبة (معلبة!) لأسئلة غير موجودة أصلا!
-10- ما أجمل الصباحات، التي لم تزل مضمّخة بلذاذات الليل، وقاسية هي أيضا، حينما تحمل بثور الحرمان، والبرْد، وقسوة الصمت!
-11- ما ألذ تلك القشعريرة الممتعة التي تسري في أطرافك، و»تنمنمها» .. حين يقع نظرك على اسم ما .. كنت تنتظر أن ترتشفه عيناك!
-12- في فلسفة الخطيئة، أو أنْسَنَتِها، يقول سيد قطب «في ظلال القرآن»: «إن قصة الشجرة المحرمة،
ووسوسة الشيطان باللذة، ونسيان العهد بالمعصية، والصحوة من بعد السكرة، والندم وطلب المغفرة ..
إنها هي هي تجربة البشرية المتجددة المكرورة، لقد اقتضت رحمة الله بهذا المخلوق أن يهبط إلى مقر خلافته، مزوداً بهذه التجربة التي سيتعرض لمثلها طويلاً، استعداداً للمعركة الدائبة، وموعظةً وتحذيراً ..»
(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news