jo24_banner
jo24_banner

رحلة «مؤسفة» إلى شاطئ عمَان!

حلمي الأسمر
جو 24 : وهل لعمان شواطئ على البحر؟ نعم...والنص الذي وردني من «المواطن» كمال عفانة الذي اعتاد مراسلتي كلما لفت نظره شيء معين، يصف رحلته المؤسفة إليه، وهو نص مختلف هذه المرة عن كل مراسلاته، فهو نص هزلي باك من ذلك النوع «الميلودرامي» الذي تختلط به الدموع بالضحكات «الهستيرية»، وهو يحكي عن تجربة مريرة عاشها كمال، ذات «شمة هوا» في البحر الميت، تحولت كما يبدو إلى «أكل هوا»..

الصرخة التي سماها كمال «من مواطن ملعون فاطس اللي خلّفوه» وجهها إلى أمين عمان، يقول:

بعد التحية يا عمدة عمان وعقلها..

كأي مواطن يكون مضطرّاً لتلبية طلب أم العيال ومنتوجات رحمها البشرية ..فقد عقدتُ العزم وتوكّلتُ على الله في رحلةٍ عائليه للاستجمام ...وبعد أن وضعت واستعرضتُ كل خيارات الدنيا في اختيار أي مكان دون أن أعرّج على قدرنا من دون بحار الدنيا... الذي هو في ذمة الله منذ الأزل..ليس بحرنا فقط بل كافة مرافقه ..ما عدا المستثمَرةِ استشماراً أعلى من مستوى دخل أي أسرة لها دخل فوق مستوى الطبيعي... ولكن كلمة بحر يكون لها دائماً اثر طيب في نفوس البشر

وكون الأفراد المرافقين..بين احفاد وأبناء تجاوز عددهم العشرين فرداً فقد اخترنا شاطئ عمان السياحي، الذي يُفترض ان تكون الولايةُ عليه لأمانة عمان...سلّمنا واستسلمنا ودفعنا عن كل شخص مبلغ350 قرشاً اي قرابة الـ70 ديناراً، بكل سرور آملين الحصول على بعض الخدمات مقابل هذا المبلغ الذي يُعدّ كبيراُ بالنسبة للدخول المتهالكة، هذا إذا تناسينا تكاليف البنزين وما تبقّى من توابع...و دخلنا إلى جنة عمان السياحية، التي حولها المسؤولون بإهمالهم إلى جهنم التي يتوعّد بها ربنا كُفّار الدنيا... وذلك بتجاهلهم عن تقديم أي خدمه تستحق ربع الدينار...فكيف سمحت لكم ضمائركم تقاضي هذه المبالغ الهائل....لقاء ..ماذا..؟؟!

لغز لن يستطع احد فك أساريره وأسراره، فالمكان عبارة عن مزبلة ..بالرغم من انتشار عمال النظافة المُبحلقين في عباد الله وخاصةً الإناث منهم...والويل كل الويل لمن اضطرّته الحاجة لدخول الحمًامات..والله لو كانت شهرزاد على قيد الحياة لروت عن الحمامات من الحكايات المُرعبة لشهريار...بما حافظت به على حياتها إلى يوم القيامة لشدة قذارة تلك المرافق دون أن يكن هناك وقتٌ لسماع صوت الديك أو ظهور الصباح ليُسكتها عن شكوى المراح المباح...

حالفني الحظ اني لم اضطر الا للوضوء لأداء صلاة الجمعة في مصلّىً لا يصلح لاستراحة أغنامٍ في ذات هجير..وأحسن ما في ذلك اليوم...خـطيب الجمعة الوافد وخطبته المُختصرة، وقد شعر ما يعاني المصلون من وهج الشمس فقصّر واختصر حتى في الآيات فقرأ الكوثر والإخلاص...

نعود الى منتجع عقوبتنا.. فالطاولات والمقاعد مقابل أجرة إضافية..لا حنفيات ماء حلو..لا مظلاّت كافية للوقاية من الشمس ...مشاكل بين الناس على الأماكن والمظلات.. ولا أنسى جموع الذباب التي لو كلّفنا سكان الصين باصطيادها ...لأمسك كل منهم مئة..وقتل ألفاً أُخرى

وختاماً سأدعو الله مُخلصاً عند صلاة كل فجر أن يميتني قبل أن أُفكّر بتكرار هذه التجربة مرةً أُخرى، وادام الله لبحرنا العتيد نعمة استمرار الموت...ونحن نطلب منه أن يهبنا نعمة النسيان لننسى الجغرافية السياحية لاماكن الفقراء قاطبةً، ,اطلب العوض من الله بقرابة ال 150 ديناراً نفقات تلك الرحلة البائسة، ولساني وألسنة جميع من انتفع بتلك المنشأه السياحية الفاشلة يلهج بالدعاء...ونترك لكم إكمال باقي الدعاء!

ولن أزيد على ما قاله كمال، ففيه «الفائدة» وزيادة!


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news