2024-04-23 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الولاية الرابعة للرئيس

ماهر أبو طير
جو 24 : لا أحد ينكر ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة شخصية فذة، يحسب لها التاريخ، و المغاربة والمشارقة ايضا،انها كانت سببا في تجفيف ينابيع الدم في الجزائر.
ينابيع التطرف التي اودت بحياة عشرات الاف الجزائريين،وهجرت عشرات الاف،وادت الى الاقتتال الانتحاري بين مكونات المجتمع الجزائري، ذات سنين.
غير أن مزايا الرئيس، ليست عابرة لكل المراحل، والرئيس البالغ من العمر سبعة وسبعين عاما، ويحكم الجزائر منذ عام تسعة وتسعين،رشح نفسه لولاية رابعة، في ظل ظروف اقتصادية طاحنة، في بلد يفيض بالثروات،لكن أبناءه يفرون عبر البحار إلى المهاجر.
هذا الترشيح الرابع، للرئيس،وهو ترشيح محفوف بالخطر الشديد،وهناك اعتقاد ان هذا الترشيح سيكون سببا في عودة الربيع العربي إلى الجزائر، وهو ربيع اطل عليها،لكنه لحسن الطالع غادرها سريعا،ولم نر دما في الجزائر ولاخرابا،على أساس سياسي أو عرقي.
يترشح الرئيس لولايته الرابعة،وهو في أسوأ حالاته الصحية، ولربما غير قادر على ممارسة مهامه كرئيس لدولة عربية مهمة جدا،والاصرار على الترشح ربما يتشكل على اساس احساسه بفضله على الجزائر،وانقاذه لهذا البلد من خراب دموي،فيما المفارقة ان استمرار الاتكاء على هذا الشعور،قد يقود كل الجزائر،الى فوضى دموية،تقلب فضيلة الرئيس الى لعنة دموية لن تمر ببساطة لاغربا ولاشرقا.
جهات عدة في الجزائر تقف ضد ترشيح الرئيس،من خصومه داخل أجهزة الاستخبارات،مرورا بالقوى السياسية،وصولا إلى تيارات دينية، ومابينهم من اغلبية شعبية ساخطة،اجتماعيا واقتصاديا،ولايمكن مواصلة بيعها فضيلته بحقن الدماء في الجزائر.
منذ هذه الايام،وقبل موعد الانتخابات في الجزائر في الثلث الثاني من شهر نيسان المقبل،بدأت الصراعات تطل برأسها،واذا كانت هناك قوى امنية داخل مؤسسة الاستخبارات تقف ضد ترشيح الرئيس فعلينا ان نتوقع توظيف امتدادها لاثارة الفوضى في الجزائر،هذا فوق حسابات دول كبرى مثل باريس وواشنطن، و حسابات الجوار العربي.
لا تعرف سر اصرار الرئيس على الترشح، فهو هنا، يقدم سببا قويا لاثارة الفوضى في الجزائر،واستثمار ترشيحه لاثارة القلاقل في بلد يعاني اساسا من مديونية تجاوزت الاربعين مليار دولار،فوق «الصراع الكامن» بين العرب والامازيغ،ومايصب في هذا الاتجاه من صراعات سياسية وامنية وتلاعب بالجمهور،وهذا كله يقول ان الجزائر مقبلة على عام صعب،وهو امر لايتمناه احد لهذا البلد.
بطانة الرئيس الحاكمة معه ومن حوله وحواليه ربما يضغطون هنا،لاستمرار الرئيس لاكثر من سبب،ابرزها بقاء هؤلاء في جنة بطانتهم،ثم مخاوفهم من وريث الرئيس،وأي مرحلة قد تستجد، و بدلا من هذه الحالة الانتهازية،كان لابد من انتقال سلس ومتاح للسلطة في هذا البلد،عبر صناديق الاقتراع،فهذا هو حال الدنيا في نهاية المطاف.
للرئيس انصاره، و للرئيس خصومه ايضا،غير ان ماهو مهم هنا، ان لايكون ترشيحه الرابع سببا في عودة الربيع العربي الى هذا البلد، وعوامل الصراع والانشقاق الداخلية لا تعد ولا تحصى، من الصراعات السياسية مرورا بالمؤسسة العسكرية والامنية وصولا الى صراع الاعراق والاتجاهات المتطرفة، وكل هذا يتأسس على جوع لا يليق بالجزائر.
من بعيد نضع ايدينا على قلوبنا خوفا على بلد عربي جديد،يكاد ان يكون بمثابة «الركن اليماني» في المغرب العربي،ودب الفوضى اليوم او غدا في هذا البلد،يقول لنا منذ اللحظة،ان ما سلم من دول المغرب العربي حتى الان، سيلتحق ببقية الكيانات الذبيحة.
افتحوا عيونكم جيدا على الجزائر، فالاغلب ان حبر اخبارها سيكون مختلفا عما قريب.


mtair@addustour.com.jo


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news