ثمار رحلتي الى الكونغو
من روائع الامام علي ابن أبي طالب في الناس انه قال.. إن الناس صنفان: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على مداخل السفارات وابواب المطارات... في شوارع العالم الاول مدعي الحريات والمدافع عن الكرامات...يجب ان تنقش على ابواب مجلس الامن وفي صالونات المنظمات المتحدثة عن الكائنات.... ..يجب ان تكون نشيدا عالميا ان كنا بالفعل نهتم باقراننا من البشر.. الغارقون في بحر الظلمات..نعم انها كلمات ليست كالكلمات.... فيها الخلاص من الشر والحقد والقتل واحترام الذات.....،هي عبارة يجب أن تنشدها البشرية لنعيش بسلام وامان في زمن ينفق فيه على اكتشاف الفضاء والتسلح والتجسس مئات المليارات .....
نعم (ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) ، هي كلمة خلدها التاريخ البشري وستبقى على مر الزمان متوهجة لاتنطفىء، لانها منطلقة من روح الكتب السماوية ومن اخلاق وسلوك النبي محمد(ص) خاتم المرسلين..والذي قال ..(عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله )
ولانها خرجت من قلب مفعم بالايمان ، وعقل منفتح على الجنس البشري ، فلا فرق بين البشر فالكل سواسية لا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى، فلا استغلال ولاعبودية ولا هيمنة لفئة او أمة على اخرى، وانما العبودية المطلقة لله الواحد القهار...فالكل احرار كما قال الخليفة عمر بن الخطاب(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)....
بعد كل هذه المقدمة الاخلاقية والدينية والمجتمعية..ساتكلم كما هو العنوان (ثمار رحلتي الى الكونغو)...هذا البلد الذي اوجع قلبي عند زيارتي له ..شعرت بحرقة الظلم العالمي.. لاهله ومن هم على شاكلته.....مع انني زرت الكثير من البلدان المتماثلة في الامها.. الغارقة في اوجاعها وجوع سكانها؟؟؟الا ان لهذا البلد خصوصية تفوقت على الكثير من بلدان العالم الثالث ..فالسما ء تمطرهم كل يوم لترثي حالهم وتبكي على جوع اطفالهم وتشردهم.. ..
.آلمني مشهد تلك الطفلة والتي لم تبلغ من العمر 3 سنوات وهي تبكي بحرقة العاشق... وحال المحروم ...تبكي (تشتكي) العالم الذي نعيش .. تنعى انسانيته وقساوة قلبه.....بكت باختصار لا من اجل لعبه جديده.. او هدية ثمينة تريد اقتناءها...بكت لانها تريد بعض اللقم ..لتسد بهن جوعها الذي لا يفارقها منذ عشرات الساعات...ارادت من امها ان تشتري لها الاستمرار في الحياةصرحت لتقول لها معا عدت اقدر على البقاء....ما زاد من بكائها.. انها شاهدت قليلا من الخبز (الجافر) المعفر بالتراب والممزوج بالكثير من الحشرات مع احد البائعات....تريد ان تاكل..فالجوع كافر. والحال تشتكي الى الله........اوجعني بكاؤها لا لانها لا تلبس على جسدها الاسمر النحيل..شي يغطي عورتها.فعورة البطن اشد عارا من عورة الجسد هناك.....ما المني أن العالم المتحضر ..ينفق ملايين الدولارات على صنع القنابل والمتفجرات وخلق البلابل هنا وهناك...ولا ينفق دولارا واحدا من اجل كرامه الانسان والذي من اجله قامت الحضارات.. ... فمن دارفور الى لاهور ومن قندهار الى جنوب السودان ومن كراتشي الى الصومال...جوع وتشرد وقتل وظلم فاين انتم يا طلاب التحرر ودعاه الحريات...
نعم شعب كامل لا يمتلك من قوته الى القليل وان امتلكه استغلت الجراثيم جنباته والحشرات خلاياه لتتقاسمه .. لا يريد عالمكم المنافق ..ولا كلامكم المعسول المخادع.. الكذاااااااب ..!!!!.