jo24_banner
jo24_banner

الأردن الثاني عربياً بمعدلات الإصابة بسرطان الثدي

الأردن الثاني عربياً بمعدلات الإصابة بسرطان الثدي
جو 24 : تؤكد الوكالة الدولية لبحوث السرطان بأن سرطان الثدي يعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان إنتشاراً على مستوى العالم وبنسبة 11.9% بعد سرطان الرئة (13%) من إجمالي الحالات المسجلة. وإحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بنسبة 13.4% من إجمالي الحالات في الجزء الغربي من قارة آسيا بما فيها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتصدرت لبنان معدلات الإصابة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتسجيل 78.68 حالة لكل 100 ألف إمرأة، تلتها الأردن بواقع 61.03 حالة لكل 100 ألف إمرأة.


وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن إحجام العديد من النساء في الأردن عن إجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي ناجم في حالات كثيرة عن خوفهن من الإصابة بالمرض الذي يؤثر بشكل جدي على صحتهن وحياتهن، ويترددن في إجراء الفحص الذي فتحت لأجله مراكز متخصصة وصحية في مختلف المحافظات رغم الحملات المكثفة التي تقوم بها جهات حكومية وغير حكومية لتشجيعهن للقيام بذلك خلال شهر أكتوبر من هذا العام. علماً بأن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء لتصل الى 90% من الحالات.


وتتساءل "تضامن" كيف يمكن للنساء تقبل صدمات قد تكون قاتلة والتعايش معها في حال الكشف المتأخر عن سرطان الثدي، في حين لا يمكنهن التحكم بمخاوفهن التي تكون في أغلب الأحيان في غير محلها عند إجراء الكشف المبكر. إن حماية حقوق النساء بما في ذلك حقهن بالحياة والحصول على الخدمات الصحية يتطلب منا الوقوف الى جانبهن للسيطرة على المخاوف وتوعيتهن على مختلف المستويات وتشجيعهن على إجراء الفحص المبكر.


ويشكل السرطان تهديداً حقيقياً لصحة النساء ويحد من التقدم في مجال المساواة بين الجنسين (275) ألف حالة وفاة سنوياً للنساء بسبب سرطان عنق الرحم وأن (85%) منهن من الدول النامية أكثر أنواع السرطان فتكاً بالنساء والفتيات هي سرطانات الثدي والرئة والمعدة والقولوني المستقيمي وعنق الرحم
وأكدت وزارة الصحة الأردنية على أن الدراسات الوطنية بينت إرتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة بين النساء الأردنيات خلال الخمس سنوات الأخيرة لتصل إلى 84% مقارنة بـ 70.4% عام 2006 في حين وصلت عند الرجال حوالي 80% مقارنة بـ 63.3% , وهذا مرتبط بعدم ممارسة النشاط البدني بدلالة أن المسح الوطني بين أن 79% من الأردنيين لا يمارسون أية أنشطة بدنية.


وتنوه "تضامن" بأن نشر الوعي وتحسينه حول مرض السرطان خاصة بين النساء من خلال الحد من تداول المفاهيم الخاطئة والخرافات بين عامة الناس والتي من شأنها أن تساهم في زيادة إنتشار المرض وإضعاف فرص الشفاء منه.
فالخرافة الأولى تقول أن "السرطان هو مسألة صحية" والحقيقة هي أن السرطان ليس مجرد مسألة صحية بل تمتد آثاره على النواحي الإجتماعية والإقتصادية مما يشكل تحدياً كبيراً في التنمية إضافة الى إنعكاساته على تمتع الأفراد بحقوقهم الإنسانية. وللتدليل على صحة ذلك تشير أرقام منظمة الصحة العالمية الى أن (47%) من حالات السرطان و (55%) من وفياته تحدث في المناطق الأقل نمواً في العالم ، وهي المناطق التي يشكل الفقراء النسبة الأكبر فيها وتشكل النساء الفقيرات (70%) منهم ، وإذا إستمرت الإتجاهات الحالية دون تدخل المجتمع الدولي فمن المتوقع أن يزداد الأمر سوءاً بحلول عام (2030) لترتفع حالات السرطان في الدول النامية الى (81%).


وتضيف "تضامن" الى أن التأثيرات التي يتركها مرض السرطان على الأفراد والمجتمعات والتركيبات السكانية ستحد بشكل ملموس من إمكانية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ، فالسرطان بإعتبارة سبباً ونتيجة للفقر في نفس الوقت ، يؤثر في قدرة الأسر على كسب الدخل ويزيدهم فقراً مع إرتفاع تكاليف العلاج ، كما أنه وبسبب الفقر تنعدم فرص التعليم والرعاية الصحية اللذين من شأنهما زيادة فرص الإصابة بمرض السرطان والموت بسببه.


كما ويشكل السرطان تهديداً حقيقياً لصحة النساء ويحد من التقدم في مجال المساواة بين الجنسين ، حيث تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية الى أن (750) ألف حالة وفاة للنساء سنوياً تحدث بسبب نوعين فقط من أنواع السرطان وهما عنق الرحم والثدي ، مع الإشارة الى أن الغالبية العظمى من هذه الوفيات تحدث في الدول النامية.


ولهذا فلا بد من إدراج مكافحة السرطان والوقاية منه ضمن أولويات أجندة التنمية المستدامة لما بعد (2015). كما أن نهج شامل تتبعه كافة المؤسسات الحكومية بما فيها وزارات الصحة سيساهم في الحد من المرض والسيطرة عليه بشكل فعال ، وأن الإستثمار في مجالي الوقاية والكشف المبكر أقل تكلفة من التعامل مع عواقب الإصابة بالمرض.


والخرافة الثانية تقول أن "السرطان مرض الأغنياء وكبار السن والدول النامية" والحقيقة هي أن السرطان هو وباء عالمي يصيب الأشخاص من كافة الأعمار رجالاً ونساءاً ، أطفالاً وشيوخاً ، ويصيب كافة الفئات الإجتماعية والإقتصادية على الرغم من أنه منتشر في الدول النامية بشكل أكبر من الدول الأخرى وبطريقة غير متناسبة. وتشير الإحصائيات الى أن الوفيات السنوية بسبب السرطان تفوق الوفيات السنوية الناتجة عن مرض نقص المناعة البشرية "الإيدز" والملاريا والسل مجتمعة ، وأن (55%) من حالات الوفاة عام (2008) بسبب السرطان والبالغة (7.6) مليون وفاة حدثت في المناطق الأقل نمواً في العالم ، وبحلول عام (2030) فإن (60-70%) من الرقم المقدر للحالات الجديدة للإصابة بمرض السرطان سنوياً (21.4) مليون حالة ستحدث في البلدان النامية.


وتشير "تضامن" الى أن النساء في الدول النامية تتحمل عبئاً غير متناسب مقارنة بباقي دول العالم ، فمن بين (275) ألف حالة وفاة للنساء سنوياً بسبب سرطان عنق الرحم نجد أن (85%) منهن من الدول النامية ، وإذا لم تتخذ إجراءات وحلول للوقاية والحد من المرض فمن المتوقع وبحلول عام (2030) أن يقتل سرطان عنق الرحم (430) ألف إمرأة وكلهن تقريباً من الدول النامية.


وتضيف "تضامن" بأن الإحصائيات تشير أيضاً الى وجود تفاوت وعدم مساواة في الحصول على المسكنات ومخففات الأوجاع ، حيث أن (99%) من حالات الوفاة بسبب السرطان غير المعالجة والمؤلمة (بدون مسكنات) تحدث في الدول النامية ، وفي عام (2009) إستهلكت كل من أستراليا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية (90%) من الإستهلاك العالمي للمسكنات الأفيونية ، وأن أقل من (10%) من المسكنات المتبقية تم إستخدامها من قبل (80%) من بقية سكان العالم.
لذلك فلا بد من تدخل المجتمع الدولي بطريقة فعالة وبتكلفة مالية متاحة ومنصفة للجميع للوقاية من مرض السرطان ، مع الأخذ بعين الإعتبار أن العديد من الدول النامية تعاني من أعباء مزدوجة في تعاملها ومواجهتها للأمراض المعدية والأمراض غير المعدية بما فيها السرطان ، وتوفير الموارد المالية والمهنية لأنظمة الصحة في الدول النامية لمساعدتها في الوقاية من المرض ، خاصة وأنه يفتك بكبار السن رجالاً ونساءاً والشباب والشابات بشكل خاص في الدول النامية ، كما أنه وإن كان مرض مدمر لكافة فئات الناس إلا أنه أكثر تأثيراً على الفقراء والفقيرات والفئات الضعيفة والمحرومة مما يعرضهم / يعرضهن لخطر الإصابة بمعدلات أعلى ويواجهون / يواجهن الموت بصورة أسرع من الغير.


والخرافة الثالثة تقول أن "السرطان هو حكم بالإعدام" والصحيح هو أن العديد من أنواع السرطانات كانت تعتبر في الماضي على أنها حكم بالإعدام أصبح العلاج منها في الوقت الحالي أمر عادي لا بل أنها تعالج بطريقة فعالة لدرجة الشفاء التام ، فمع بعض الإستثناءات يعتبر الكشف المبكر للسرطان أقل فتكاً وأكثر إمكانية للعلاج من الكشف المتأخر ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها يعيش أكثر من (12) مليون أمريكي / أمريكية مع المرض ، وفي البلدان التي إستخدمت الكشف المبكر لسرطان الثدي لأكثر من عشر سنوات تناقصت بشكل مؤثر وهام معدلات الوفاة ، ففي أستراليا وبسبب الفحص بالأشعة لسرطان الثدي الذي أنشأ عام (1991) تم خفض معدل الوفيات بسرطان الثدي خلال العقدين الماضيين بنسبة (30%).


فالإستراتيجيات الفعالة والتكلفة المنخفضة لفحص ومعالجة سرطانا عنق الرحم والثدي إضافة للكشف المبكر عنهما تأخذ بعين الإعتبار الموارد المبنية على إحتياجات السكان تساهم جميعها في الوقاية من المرض ، إلا أنه وللأسف لا زالت الخدمات الشاملة لمرضى السرطان بما في ذلك الحصول على الأدوية الأساسية يقتصر على الأفراد الأغنياء والدول الغنية.


وتضيف "تضامن" أن تحقيق العدالة في الوقاية من مرض السرطان والرعاية اللاحقة للمصابين / المصابات به تتطلب رفع الوعي العام والسياسي بأن الحلول موجودة وبشكل متكامل إذا ما تم إدماجها بالموارد المتاحة وإعدادها بشكل سليم, بإعتبار أن من حق الجميع الوصول والحصول على الخدمات الصحية الفعالة خاصة المتعلقة بمرض السرطان وضمان التشخيص المبكر الذي يؤمن فرص أعلى للعلاج الفعال والشفاء.


أما الخرافة الرابعة فتقول أن "السرطان هو قدري" والحقيقة هي أنه بإتباع الإستراتيجيات الصحيحة يمكن منع ثلث أنواع السرطانات ، فالسياسات العالمية والإقليمية والوطنية التي تعزز أنماط الحياة الصحية تقلل بشكل كبير السرطانات التي تنتج عن عوامل خطر كالنظام الغذائي والتدخين والكحول والنشاط البدني ، وإستناداً للإتجاهات الحالية فالتقديرات تشير الى أن التدخين سيقتل مليار شخص خلال القرن الحادي والعشرين ، والتدخين مرتبط بـ (71%) من حالات الوفاة بسرطان الرئة و(22%) من مجمل وفيات السرطان. وتعاني الدول النامية من عبء مزدوج حيث ترتفع نسبة الإصابة بالسرطان بسبب الإلتهابات كإلتهابات المعدة وإلتهاب الكبد الوبائي. إضافة الى الأسباب البيئية المسببة للسرطان كالتعرض المفرط لأشعة الشمس أو التعرض لتلوث الهواء في الأماكن المغلقة.


وتؤكد "تضامن" الى أن نقص المعلومات وقلة الوعي العام حول مرض السرطان يشكلان عقبة رئيسية أمام الوقاية منه خاصة ما تعلق منها بإتباع أساليب الكشف المبكر في المراحل الأولى وعلاجه ، لذا فيجب أن لا تأخذ برامج الوقاية الفعالة بالحسبان العوامل الإقتصادية فحسب وإنما أيضاً العوامل الإجتماعية والثقافية ، لتعمل على تحسين المعرفة الصحيحة بالمرض وتحد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة الضارة التي وصلت الى حد الخوف من ذكر إسم المرض أو إخفاء الإصابة به عن الأقارب والمعارف ، إضافة الى توسيع فرص الحصول على الخدمات وتشجيع الأطعمة الصحية وممارسة النشاطات البدنية.


وتضيف "تضامن" بأن النساء الأردنيات يملكن مفتاح الوقاية من أمراض السرطان وذلك بإتباعهن أساليب غذائية صحية لهن ولعائلاتهن ، وبتخصيصهن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية على الأقل 90 دقيقة في الأسبوع لممارسة النشاطات البدنية، وبالسيطرة على مخاوفهن وإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي على وجه الخصوص.



جمعية معهد تضامن النساء الأردني
22/10/2014
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير