أعراض نقص فيتامين B12 وتأثيراتها الصحية

يتطور نقص فيتامين ب 12 بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض بشكل متزايد مع مرور الوقت. قد تظهر هذه الأعراض بسرعة نسبياً، وقد تختلط مع أعراض حالات صحية أخرى. تشمل أعراض نقص فيتامين ب12 ما يلي:

اليرقان أو شحوب الجلد

غالباً ما يظهر الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين ب12 بشرة شاحبة أو قد يكون لديهم لون أصفر خفيف على الجلد وبياض العينين. تُعرف هذه الحالة باليرقان، والتي تحدث نتيجة لمشاكل في إنتاج خلايا الدم الحمراء بسبب نقص فيتامين ب12. يلعب فيتامين ب12 دوراً حيوياً في إنتاج الحمض النووي اللازم لتصنيع خلايا الدم الحمراء. عند نقصه، تصبح الخلايا غير قادرة على الانقسام، مما يؤدي إلى نوع من فقر الدم يعرف بفقر الدم الضخم الأرومات، حيث تكون خلايا الدم الحمراء المُنتَجة كبيرة وهشة.

الوهن والإعياء

يعتبر الوهن والإعياء من الأعراض الشائعة لنقص فيتامين ب12. يحدث ذلك بسبب عدم توفر ما يكفي من الفيتامين لصنع خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين في الجسم. كبار السن معرضون بشكل خاص لفقر الدم الخبيث، والذي يحدث غالباً بسبب أمراض المناعة الذاتية، حيث يكون هؤلاء الأشخاص غير قادرين على إنتاج ما يكفي من البروتين الضروري لامتصاص فيتامين ب12.

تغييرات في الحركة

يمكن أن يسبب نقص فيتامين ب12 أضراراً في الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تغييرات في طريقة المشي والتوازن. هذه الأعراض قد تزيد من خطر السقوط، خاصة لدى كبار السن الذين يعانون من نقص غير مُشخّص. من المهم معالجة هذا النقص لتحسين القدرة على الحركة.

قد يشعر الأشخاص المصابون بفقر الدم بسبب نقص فيتامين ب12 بضيق في التنفس والدوار، خاصة عند بذل مجهود. يعود ذلك إلى نقص خلايا الدم الحمراء اللازمة لنقل الأكسجين. يجب مراجعة الطبيب عند الشعور بهذه الأعراض.

اضطراب في الرؤية

يعتبر عدم وضوح الرؤية وتشوّشها من الأعراض المرتبطة بنقص فيتامين ب12، حيث يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى تلف العصب البصري، مما يؤثر على الإشارات العصبية من العينين إلى الدماغ.

الإحساس بالوخز

يعد تلف الأعصاب من أخطر الآثار الجانبية لنقص فيتامين ب12 على المدى الطويل. هذا العرض يمكن أن يظهر مع مرور الوقت، حيث يلعب فيتامين ب12 دوراً مهماً في إنتاج مادة الميالين التي تحيط بالأعصاب. عند نقص هذا الفيتامين، تصبح الأعصاب غير قادرة على أداء وظائفها بشكل صحيح.

تتضمن الأعراض العصبية المرتبطة بنقص فيتامين ب12 شعوراً بالوخز أو الإحساس بملامسة الدبابيس والإبر، والذي يمكن أن يظهر في اليدين والقدمين. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة The New England Journal of Medicine أن الأعراض العصبية الناجمة عن نقص فيتامين ب12 تحدث بشكل شائع حتى في غياب فقر الدم، حيث عانى حوالي 28% من المشاركين في الدراسة من أعراض عصبية نتيجة نقص فيتامين ب12 دون الإصابة بفقر الدم.

التهاب اللسان وقرحة الفم

يمكن أن يتسبب نقص فيتامين ب12 أيضاً في التهاب اللسان، والذي يظهر كاحمرار وتورم في اللسان، مما قد يسبب الألم وعدم الراحة. كما يمكن أن تظهر قرحات في الفم، مما يزيد من صعوبة تناول الطعام والتحدث. هذه الأعراض قد تكون مزعجة للغاية وتؤثر على جودة الحياة اليومية.

تأثيرات نفسية

تشير الأبحاث إلى أن نقص فيتامين ب12 قد يرتبط أيضاً بمشكلات نفسية مثل الاكتئاب والقلق. قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين بتغيرات في المزاج، مما يؤثر على حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية. من المهم أن يتم تقييم الحالة النفسية للأشخاص الذين يظهر عليهم أعراض نقص فيتامين ب12، حيث يمكن أن تكون هذه الأعراض نتيجة مباشرة لنقص الفيتامين.

تشخيص نقص فيتامين B12

يتم تشخيص نقص فيتامين ب12 عادةً من خلال الفحوصات المخبرية التي تقيس مستويات الفيتامين في الدم. قد يتطلب الأمر أيضاً إجراء فحوصات إضافية لتحديد ما إذا كان هناك فقر دم أو أي مشاكل صحية أخرى مرتبطة. من المهم استشارة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض المذكورة أعلاه، حيث يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تجنب المضاعفات الخطيرة.

علاج نقص فيتامين B12

يتم علاج نقص فيتامين ب12 عادةً من خلال تناول المكملات الغذائية أو الحقن، حسب شدة النقص. يمكن أن تكون المكملات الغذائية فعالة في زيادة مستويات الفيتامين في الجسم، بينما قد تكون الحقن ضرورية في الحالات الأكثر خطورة أو عندما يكون هناك صعوبة في الامتصاص. من المهم أيضاً تعديل النظام الغذائي ليشمل الأطعمة الغنية بفيتامين ب12، مثل اللحوم، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان.

تعتبر الوقاية من نقص فيتامين ب12 أمراً مهماً، خاصةً للأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً أو الذين يعانون من حالات صحية تؤثر على امتصاص الفيتامين. يجب على هؤلاء الأشخاص التفكير في تناول المكملات الغذائية لضمان الحصول على الكمية الكافية من الفيتامين.